رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقبة الظلام الأوروبى.. لماذا أكل الأوروبيون المومياوات المصرية؟

مومياء فرعونية
مومياء فرعونية

كشفت مجلة "لايف ساينس" الأسترالية، لمحة جديدة عن عظور الظلام في التاريخ الأوروبي، وهو الوقت الذي كان فيه الأوروبيون مهووسين بالمومياوات المصرية.

وقالت المجلة، إنه بدافع من الاعتقاد بأن البقايا البشرية المصبوغة يمكن أن تعالج أي شيء من الطاعون الدبلي إلى الصداع، ثم من خلال الأفكار المروعة التي كان لدى الشعب الفيكتوري حول الترفيه بعد العشاء، كانت جثث المصريين القدماء موضوع سحر من العصور الوسطى حتى القرن التاسع عشر.

هوس المومياء

وأكدت المجلة، أن هذه المعتقدات الخاطئة، دفعت المواطنين لعدة قرون إلى تناول شيء مذاقه سيئ وهي المومياوات والتي تم جلبها من المقابر المصرية.

وأشارت إلى أنه بحلول القرن الثاني عشر، كان الصيادلة يستخدمون المومياوات المطحونة لخصائصهم الطبية الأخرى، فكانت المومياوات دواءً موصوفًا لمدة 500 عام.

وأضافت أنه في عالم خالٍ من المضادات الحيوية، وصف الأطباء الجماجم والعظام واللحم المطحون لعلاج الأمراض من الصداع ولتقليل التورم أو علاج الطاعون.

وأشارت إلى أن الأمر استمر حتى شكك الطبيب جاي دي لا فونتين وهو طبيب ملكي، في أن موميا هي دواء مفيد وشاهد مومياوات مزيفة مصنوعة من فلاحين متوفين في الإسكندرية في عام 1564، وأدرك أنه يمكن خداع الناس، لم يكونوا دائمًا يستهلكون مومياوات قديمة حقيقية.

وأوضحت أن عمليات التزوير كشفت نقطة مهمة، فقد كان هناك الطلب مستمرا على اللحم الميت لاستخدامه في الطب وإمداد مومياوات مصرية حقيقية لا يمكن أن يلبي هذا، فكان الصيادلة لا يزالون يوزعون أدوية المومياء حتى القرن الثامن عشر.

وأشارت إلى أن جميع الأطباء لم يعتقدوا أن المومياوات الجافة والقديمة هي أفضل دواء، واعتقد بعض الأطباء أن اللحوم الطازجة والدم لها حيوية يفتقر إليها الموتى منذ زمن طويل.

وأضافت أن الملك تشارلز الثاني ملك إنجلترا تناول دواءً مصنوعًا من جماجم بشرية بعد تعرضه لنوبة صرع، وحتى عام 1909، استخدم الأطباء بشكل شائع الجماجم البشرية لعلاج الحالات العصبية.

 

عشاء ومشروبات وعرض

بحلول القرن التاسع عشر، لم يعد الناس يستهلكون المومياوات لعلاج الأمراض، لكن الفيكتوريين كانوا يستضيفون "حفلات غير مغلفة" حيث يتم فك الجثث المصرية للترفيه في الحفلات الخاصة.

وأثارت أول رحلة استكشافية لنابليون إلى مصر في عام 1798 فضول الأوروبيين وسمحت للمسافرين في القرن التاسع عشر إلى مصر بإحضار مومياوات كاملة إلى أوروبا تم شراؤها من الشارع  في مصر، وأقام الفيكتوريون حفلات خاصة مخصصة لفك غطاء بقايا المومياوات المصرية القديمة.

 

لعنة المومياء

انتهت حفلات فك تغليف المومياء مع بداية القرن العشرين، حيث بدت الإثارة المروعة الزوال ويبدو أن الجميع أدرك أن ما يفعله النبلاء هو دمار حتمي لبقايا أثرية.

وحسب المجلة، اعتقد الأوروبيون أن فك المومياوات والعبث بقبور الفراعنة وراء اللعنة التي عاشوا فيها لعصور طويلة فيما عرف بعد ذلك بـ"لعنة المومياء".