رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الملكة إليزابيث تشكر البريطانيين على المشاركة فى احتفالات اليوبيل: «ملتزمة بخدمتكم»

الملكة إليزابيث
الملكة إليزابيث

أطلت الملكة إليزابيث الثانية بشكل غير متوقّع من على شرفة قصر باكنجهام الأحد لتلقي تحية على الجماهير، في اليوم الأخير من الاحتفالات بالذكرى السبعين لاعتلائها عرش بريطانيا.


وتغيّبت الملكة البالغة 96 عاما عن الاحتفالات الرئيسية بيوبيلها البلاتيني، فلم تحضر قداس الجمعة ولا سباق الخيل السبت ولا الحفلة الغنائية أمام قصرها، ولم تُدلِ بأي خطاب علني.


وفاجأت الملكة البريطانيين بالظهور إلى الشرفة الشهيرة حيث يحتفل النظام الملكي البريطاني بالأحداث الكبرى منذ أكثر من قرن ومن حيث أطلقت الخميس الاحتفالات التي استمرت أربعة أيام.


وأطلت الملكة البالغة 96 عاما، بزي أخضر وبرفقة نجلها وريث العرش الأمير تشارلز وزوجته كاميلا فضلا عن حفيدها الأمير وليام وزوجته كايت وأولادهما، قبل ترديد النشيد البريطاني "غاد سايف ذي كوين".


وألقت الملكة التحية على الحشود مبتسمة خلال هذا الظهور الوجيز قبل أن تعود ببطء إلى داخل القصر.


كذلك، وجّهت الملكة الأحد رسالة إلى البريطانيين تشكرهم فيها على المشاركة في احتفالات يوبيلها قالت فيها إنها ما زالت "ملتزمة خدمة" البريطانيين.


وأضافت في الرسالة التي نشرها قصر باكنجهام والموقعة بخط يدها "لقد تأثرت جدا لأن عددا كبيرا من الأشخاص نزل إلى الشوارع للاحتفال بيوبيلي البلاتيني". وتابعت "ما زلت ملتزمة خدمتكم على أكمل وجه، بدعم من عائلتي".


وكان ظهورها على شرفة قصر باكنجهام موضع تكهنات طوال فترة العرض الضخم الذي اختتم الاحتفالات باليوبيل عبر وسط لندن والذي شهد مرور عربة ذهبية تعود إلى 260 عاما وجنود يرتدون الزي الاحتفالي من كل أنحاء الكومنولث وممثلين وراقصين وحتى دمى كلاب الكورغي، كلابها المفضلة، في عرض يشبه الكرنفال.


ورغم سوء الأحوال الجوية، شارك أكثر من عشرة ملايين شخص الأحد في مآدب غداء بين الجيران احتفالا باليوبيل البلاتيني لحكم الملكة التي شكلت رمزا للاستقرار في قرن من الاضطرابات الكبيرة.


وفي ويندسور، وُضعت 488 طاولة في الممر المؤدي إلى القصر الذي تقيم فيه الملكة، فيما انضم الأمير تشارلز مع زوجته كاميلا إلى مأدبة غداء في ملعب للكريكت.


وطوال الاحتفالات، تركت إليزابيث الثانية ورثتها في الواجهة، ما يؤكد انسحابها التدريجي من الحياة العامة في الأشهر الأخيرة، ويترك انطباعا لدى الكثير من المشاركين في الاحتفالات، بانتهاء حقبة غبر مسبوقة واقتراب انتهاء حكم بدأ في 6 فبراير 1952.


وبالإضافة إلى ظهورها على شرفة باكنجهام، حضّرت الملكة المعروفة بحسّها الفكاهي، مفاجأة للبريطانيين مع تصويرها السبت مقطع فيديو تظهر فيه وهي تحتسي الشاي مع دبّ بادينغتون وهو شخصية معروفة في قصص الأطفال البريطانية.
ثم تضرب بملعقة فضية على فنجانها الخزفي، تزامنا مع افتتاح الحفلة الموسيقية. وبلغ عدد مشاهدي الحدث 13,4 مليونا عبر هيئة "بي بي سي"، في مؤشر إلى استمرار قوة النظام الملكي في بلد منقسم بشدة في السنوات الأخيرة بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.


وبذلك تنتهي الاحتفالات باليوبيل البلاتيني التي امتدّت أربعة أيام وسيعود البريطانيون إلى واقع يعمّه تضخّم متسارع وفضائح سياسية.


وكان الكثير من المشاركين في احتفالات اليوبيل البلاتيني التي استمرت أربعة أيام يدركون أن هذه المناسبة قد تكون واحدة من المرات الأخيرة التي يرون فيها الملكة التي يتم الإعداد لخلافتها بهدوء بينما يمثلها ابنها الأمير تشارلز في معظم ألأحيان.
وكتب المحرّر توني بارسونز في صحيفة "ذي صن"، "كانت لهذه الاحتفالات حتما رائحة الوداع (...) كان هناك فرح حقيقي خارج هذا البلد وداخله خلال الأيام الأخيرة. لكن هناك أيضا الإدراك القوي أننا لن نرى بعد اليوم ملكة كهذه".


واعتبرت صحيفة "ذي اوبزرفر" اليسارية أن هذا اليوبيل جزء من "وداع طويل بدأ مع وجودها وحيدة في جنازة (زوجها) الأمير فيليب العام الماضي".


ورغم أن إليزابيث الثانية لا تنوي التنازل عن العرش التزاما بوعد قطعته في العام 1947 بأن تخدم البريطانيين طيلة حياتها، وهو التزام جددته هذا العام، بدأت تحضرّ رعاياها للمرحلة التالية، مع زيادة تمثيلها من قبل ابنها تشارلز في مناسبات عامة.


لكن خلافة الملكة تبدو صعبة: ففي بريطانيا، ما زالت الملكة تتمتع بشعبية كبيرة مع نسبة تأييد تصل إلى 75% على ما أفاد معهد يوغوف لاستطلاعات الرأي فيما يحظى الأمير تشارلز بتأييد 50% من السكان. ويرى 32% فقط من البريطانيين أنه سيكون ملكا جيدا".