رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غراميات أحمد رامى من بائعة البرتقال إلى كوكب الشرق: «لذتى فى الحرمان»

الشاعر الكبير أحمد
الشاعر الكبير أحمد رامى

امتلأت سيرة الشاعر الكبير أحمد رامى الذى كتب أعذب الأشعار عن الحب وأحواله، بالكثير من التجارب الرومانسية التى كانت لها أصداء قوية فى قصائده، خاصة التى غنتها كوكب الشرق أم كلثوم.

وشكّل كتاب «مسامرة الحبيب فى الغزل والنسيب.. مختارات من شعر العشاق والمتغزلين» منعطفًا جذريًا فى حياة «رامى»، إذ ألهمه ودفعه لكتابة الشعر، وفى عام ١٩٠١ نُشرت له أول قصيدة فى مجلة «روايات جديدة» قال فى مطلعها: «أيها الطائر المغرد رحماك فإن التغريد قد أبكانى».

ووفق تقرير نُشر بجريدة «العربى» عام ٢٠٠١، لخص أحمد رامى مذهبه فى الحب، بقوله إنه «شاعر يجد لذته فى الحرمان ويحب أن يُكثر عزاله، لكى يجد مادة لفنه». 

ومر أحمد رامى بأكثر من تجربة عاطفية، بداية من بنت الجيران التى وصفها بأنها صاحبة أجمل وجه رآه فى حياته، و«ستيتة» الفتاة الريفية التى كانت تعيش فى الفيوم وتبيع البرتقال مع أبيها وكتب فيها قصيدة «ريفية الفيوم»، وقال فيها: «نشأت فى منابت التين والزيتون فى ظل هادلات الكروم». 

وكانت قصة الحب الأعظم له مع كوكب الشرق أم كلثوم، إذ بدأت علاقته بها عقب عودته من باريس فى ٢١ يوليو ١٩٢٤، عندما دعاه صديقه محمد فاضل ليقضى معه سهرة فى حديقة الأزبكية، ويستمع لصوت المطربة الجديدة التى ظهرت فى القاهرة واسمها «أم كلثوم»، التى كانت تغنى ضمن أغانيها قصيدة من أشعاره. 

واستمع «رامى» إلى «أم كلثوم» التى أبدعت فى وصلتها الأولى، ليطلب منها أن تغنى قصيدته، وحينها عرفته كوكب الشرق وحيّته بقولها: «أهلًا سى رامى». 

ودخلت «أم كلثوم» وصوتها قلب «رامى»، وتوطدت علاقتهما، وتوالت لقاءاتهما، وطلبت منه أن يكتب لها قصائد بالعامية، لكنه رفض فى البداية، إلى أن كتب لها أول أغنية قال فى مطلعها: «خايف يكون حبك ليه شفقة على، وإنت اللى فى الدنيا ديه، ضى عنيه».

وعشق «رامى» «أم كلثوم»، لكنه لم يتزوجها لأكثر من سبب، إذ اعترف بأن أعباءه المالية لا تسمح له بمجرد التفكير فى الزواج، والسبب الثانى كان فى حقيقة مشاعره نحوها، إذ كان يدرك تمامًا أنه إذا تزوجها فقد ينضب نبع المشاعر والأحاسيس التى دفعته لأن يكتب لها ما كتبه، إضافة إلى أنه سيخسر نفسه كشاعر. 

وروى كاتب السير لمعى المطيعى فى مقاله بجريدة «الوفد» عام ٢٠٠٠، أن الشاعر أحمد رامى ابتعد عن الشعر بعد وفاة «أم كلثوم» إلى أن رحل عن الحياة فى ٤ يونيو ١٩٨١.

وأشار «المطيعى» إلى أن «رامى» وجد أن الأغانى المصرية بعد الحرب العالمية الأولى تتصف بالإباحية فى التعبير، وبعد عودته من باريس فى ٢١ يوليو ١٩٢٤، أراد أن يحدث نهضة فى الأغنية المصرية وحينها التقى «أم كلثوم».