رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أبوالفنون» فى حياة محمود عبدالعزيز.. بداية للمشوار ومقاطعة بسبب «مسرح الكباريهات»

محمود عبدالعزيز
محمود عبدالعزيز

بدأ الفنان محمود عبدالعزيز مشواره مع عالم التمثيل فوق خشبة المسرح، بداية من مسرح المدرسة ثم مسرح الجامعة، وصولًا إلى تقديم مسرحية «لوليتا» مع المخرج نور الدمرداش.

ورغم نجاح المسرحية، كره «عبدالعزيز» المسرح التجارى، وابتعد عنه من ١٩٧٣ حتى ١٩٨٦، ورفض عروضًا عديدة ومغرية خلال هذه الفترة، وبرر «الساحر» ترك هذه العروض بتركيزه فى السينما.

ومع ذلك لم يستطع محمود عبدالعزيز التخلى عن عشقه للمسرح، وعاد إليه مرة أخرى من خلال مسرحية «خشب الورد»، التى تحمس لتقديمها مع الكاتب على سالم، والمخرج هانى مطاوع، والفنان الكبير عبدالمنعم مدبولى.

وحسب جريدة «شباب بلادى» عام ١٩٨٦، دارت قصة المسرحية حول فترة ما بعد النكسة عام ١٩٦٧، وما حصل من مغادرة أهل القناة مدنهم ليعيشوا فى قرى ومدن مصر حتى العودة إلى مدنهم بعد نصر أكتوبر ١٩٧٣، متعرضة بذلك إلى التحولات التى حصلت فى المجتمع المصرى آنذاك.

وجسّد محمود عبدالعزيز فى «خشب الورد» شخصية «مسعد أبوالمعاطى»، صبى النجار الذى ترك بورسعيد مع المهجرين، واستقر به المقام فى رأس البر، حيث يعمل مع «الأسطى عبده»، الذى جسده الفنان عبدالمنعم مدبولى.

وخلال أحداث المسرحية يعيش «عبدالعزيز» قصة حب مع «زهرة- الفنانة إلهام شاهين»، ومع قسوة الظروف يفكر فى بيع قطعة خشب الورد الموجودة فى المحل لحل أزمته، لكن «شيكًا» يحصل عليه من وزارة الثقافة كجائزة له على قصيدة كتبها يُمكّنه من تحقيق حلمه فى الارتباط بـ«زهرة».

واعترض محمود عبدالعزيز على سيناريو المسرحية فى البداية، لكن تم تعديله، وعُرضت المسرحية لمدة ٤ أيام متواصلة، وحققت نجاحًا كبيرًا.

كما قدم «عبدالعزيز» العرض المسرحى «٧٢٧»، تأليف أحمد عوض، وإخراج كرم مطاوع، الذى دخله وهو على يقين بأنه لن يحقق النجاح الذى ينتظره الناس، خاصة أنه كان قد انتهى للتو من مسلسل «رأفت الهجان».

وبعد مسرحية «٧٢٧» رفض «الساحر» المشاركة فى أى عروض مسرحية جديدة، لأن المعروض عليه لم يكن على المستوى الذى كان يأمله، خاصة فى ظل انتشار «مسرح الكباريه والرقص»، بكل ما فيه من خروج عن التقاليد الكلاسيكية لـ«أبوالفنون»، بالإضافة إلى تغير ذوق الجمهور ورداءة مستوى المسارح وعدم جاهزيتها لتتناسب مع هذا الفن العريق.

وتزامن عرض مسلسل «رأفت الهجان» فى نهاية الثمانينيات مع اندلاع أزمة بين محمود عبدالعزيز والزعيم عادل إمام، وتردد وقتها أنها تسببت فى خلافات بينهما، لكن عندما سُئل «الساحر» عن ذلك، رد قائلًا: «عادل صاحبى وحبيبى»، وفق تقرير نشرته جريدة «مايو» فى أغسطس ١٩٨٨.

وحسب التقرير ذاته، تزامنت شائعات وجود خلافات بين النجمين مع احتفال الفنان سعيد صالح بعيد ميلاده فى مسرح «ليسيه الحرية» بالإسكندرية، الذى كانت تعرض فيه مسرحيته «نحن نشكر الظروف»، ودعا إليه كليهما لحضور الحفل.

وفى الثالثة والنصف مساءً حضر عادل إمام وفرقته المسرحية، وبعدها بساعة واحدة وصلت فرقة محمود عبدالعزيز، والتقطت الكاميرات عناق الفنانين، وخلص تقرير «مايو» إلى أن «كل ما أُشيع حول خلافاتهما لم يكن أكثر من شائعات لا أساس لها من الصحة». 

وكان من ضمن الشائعات التى ترددت فى ١٩٨٨، أيضًا، أن الفنان عادل إمام سافر إلى أسيوط ليسحب البساط والأنظار من حول مسلسل «رأفت الهجان»، لأنه انسحب من المشاركة فيه وتوقع له الفشل.