رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشروع الدلتا الجديدة.. استصلاح الصحراء كنز مصر الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي

مشروع الدلتا الجديدة
مشروع الدلتا الجديدة

أصبح تعمير الصحراء الحل الأمثل لزيادة مساحة الأراضي الزراعية المصرية والخروج من محيط الدلتا القديمة لبناء الدلتا الجديدة وتوفيرها للغذاء الأمن المطلوب من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي.

من هذا المنطلق، جاء مشروع مستقبل مصر (الدلتا الجديدة) للإنتاج الزراعي في محور الضبعة الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي وغيره من المشروعات الزراعية الجديدة التي تتم باستصلاح الأراضي الزراعية، ومن خلاله يوفر الفرص للتصنيع الزراعي مثل إنتاج الزيوت، ويمنح المنتجات الزراعية قيمة إضافية ويحقق عائدا اقتصاديا.

التحرك للظهير الصحراوي الحل لزيادة مساحة الأراضي الزراعية

قال الدكتور يحيى متولي، استاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث الزراعية، إننا نعيش على مساحة ٧% من المساحة الكلية لمصر أو يمكن القول إنها ١٠% ويتبقى ٩٠% من المساحة غير المؤهلة وهي صحراء جمعيها، وفي الصعيد كان مزروع مساحة ١١ كيلو متر حول النيل والناحية الأخرى صحراوية، وعندما كان يتم البناء على الأراضي الزراعية وبوارها وترك الظهير الصحراوي.

وأوضح «متولي» في تصريحات لـ«الدستور»، أن ما قامت به الدولة هو زيادة المساحة المنزرعة من خلال استغلال الظهير الصحراوي وهو الحل المتاح والوحيد لزيادة مساحة الأراضي المزروعة، وبعد أن كانت الطرق التي نسير فيها صحراوية أصبحت عامرة وأبرز مثال طريق الفيوم الذي كان صحراء يوجد به مركز يوسف الصديق العامر بالأراضي الزراعية الحديثة.


وتابع: أن الحل في الوقت أصبح استصلاح وتعمير الصحراء وبدلا من ان نعيش على ١٠% فقط من مساحة مصر نصل إلى مساحة تصل ل ٣٠% وأكثر من المساحة المأهولة بالسكان، وهو ما تسعى لتنفيذه الدولة وكانت البداية بشق الطرق الجديدة داخل الصحراء وبدلا من السفر من خلال طريق واحد أصبح يوجد ثلاث وأربع طرق يمكن التنقل من خلالهم.

إنشاء الطرق الجديدة ساهم في إحياء الصحراء ونقل السكان إليها
وأشار أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث الزراعية إلى أن إنشاء الطرق يعني إنشاء المدن حولها وقرى جديدة وبالتالي يمكن فرصة لزيادة المساحة المزروعة، وذكر أن هذا ما قاله الدكتور فاروق الباز أن هناك ممر يسمى ممر التنمية فالشعب المصري يعيش حول النيل ولكن إذا ابتعدنا ٢٠ أو ٣٠ كيلو متر في الصحراء ونصنع طرق جديدة وأرض جديدة وبالتالي ينتقل المواطنين إليها بسهولة لوجود حياة جديدة قابلة للعيش وهذا هو الفكر الصحيح الذي تطبقه الدولة.
وذكر متولي أمثلة لذلك أن هذا تم تطبيقه عند العلمين والضبعة وتم استصلاح ١.٥ مليون فدان وزراعتهم من المياه التي يتم إعادة تدويرها بعد أن تم شق طرق جديدة للوصول إلى هناك، وهذا هو السبيل لزيادة مساحة الأراضي الزراعية المصرية وزيادة الإنتاج الزراعي.
المياه مورد مهم في الزراعة ونواجه مشكلة في توفير المياه وزيادة المساحة الزراعية تعني حاجتنا لزيادة المياه وبالتالي جاءت الحاجة إلى التوجه لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الزراعي وتحلية مياه البحار، حتى يمكن أن نزيد من مساحة الأراضي الزراعية واستصلاح الصحراء دون أدنى مشكلة وبكل سهولة.

مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي

وعن مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي والذي يقع علـى امتداد طريـق مـحـور روض الفرج الضبعة الجديـد، ويوفر مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي حـوالي 10 آلاف فرص عمـل مباشـرة وأكثـر مـن 360 ألـف فرصـة عمـل غير مباشرة، ومن المتوقع زيادة فرص العمالة خلال المواسم القادمة، وبالفعل تـم الانتهاء مـن استصلاح وزراعـة مساحة 350 ألـف فـدان باستخدام ٢٦٠٠ جهـاز ري محوري مطـور والتـي يـتم زراعتها مرتين سـنويا موسـم صيفي وموسـم شـتوي.


ويساهم مشروع مستقبل مصـر للإنتاج الزراعـي في تـوفير منتجـات زراعيـة ذات جـودة عاليـة بأسعار مناسـبة للمـواطنين وتصـدير الفـائض للخـارج ممـا يسـاهم في تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويعتمد أسلوب الري في المشروع، على استخدام المياه الجوفية في مساحة 46 ألف فدان، بينما 18 ألف فدان تعتمد على نقل 350 ألف م 3 / ي من محطتي معالجة مياه الصرف الجنوبية والغربية بمدينة 6 أكتوبر.