رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهرة كاذبة.. كيف يتم صناعة المحتوى المضلل على منصات التواصل؟

صناعة التريند
صناعة التريند

في دراسة علمية أعدها باحثون أمريكيون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حول انتشار الأخبار الزائفة عبر منصات التواصل، استندوا من خلالها على تحليل مضمون أكثر من 125 ألف تغريدة بموقع "تويتر" نُشرت بين عامي 2006 و2017، تّبين أن المعلومات المزيفة تنتشر بشكل أسرع من الحقيقية.

واتضح أيضًا أن المحتوى الزائف سواء كان فيديو أو نص أو صورة ينتشر بنسبة تتجاوز 70% مقارنة بالحقيقي، ويرجع السبب في ذلك إلى استخدام مروجي المعلومات المضللة لعنصر الإثارة والأخبار غير المتوقعة، وأحيانًا إثارة المشاعر لدى رواد التواصل.

وتشهد منصات التواصل من حين لآخر انتشار مريب لمحتويات ليس لها علاقة من الصحة، يّدعي أصحابها أقاويل معينة، ويتفاعل معها الأشخاص دون التحقق من مصدقيتها، لكن سرعان ما يكشف أحدهم هذه الأكاذيب.

أكاذيب الانفلونسرز
في الفترة الأخيرة، انتشر منشور لأحد "الانفلونسرز" المصريين يّدعي من خلاله أن زوجته حققت حلمها وأصبحت مذيعة في إحدى القنوات التلفزيونية، ليكشف أحد رواد السوشيال حقيقة ما يدعيه بعد فترة وجيزة من انتشار المنشور وتفاعل الأشخاص معه.

اكتشف أحد المغردين بعد ذلك أن الشخص المذكور قد ابتاع "ساعة هوا" لزوجته، وهي خاصية متوفرة في قنوات التلفزيون، يمكن شراء مدة معينة لتقديم أي محتوى، لكن البرامج التلفزيونية لم تتعاقد معها على تقديم أي شئ كما ادعى في حديثه.

وهناك العديد من الباحثين عن الشهرة المزيفة، ويستخدمون حيل مختلفة لتحقيق مبتغاهم، ومن بينهم "روماني منير" الذي روّج لفكرة تحدي بين رواد التواصل، واستخدام حسابات وهمية عدة لنشر المحتوى.

في السطور التالية نكشف سر صناعة "الترند المزيف" وأسعاره المختلفة حسب عدد المتفاعلين مع المنشور أو عدد الساعات التي يظهر فيها المحتوى المضلل.

15 ألف جنيه.. ثمن الوصول إلى العالمية 

تواصلنا مع أحد الأشخاص المتخصصين في "صناعة التريند"، ليكشف لنا سر هذه الصّنعة وآليات تحريك المحتوى وترويجه، بهدف شهرة الشخص المتفق معه على ذلك، وفي أحيان أخرى، يتم استخدام هذه الحيل في فضيحة شخص ما أو إسقاط شهرته.

أوضح "ج.ع" أنه يعمل في مجال السوشيال ميديا منذ سنوات عدة، وكان في البداية متخصصًا فقط في إنشاء الصفحات العامة والعمل على تزويدها بأكبر عدد من المتابعين، حتى تطور الأمر وأصبح هناك أعمال أخرى تحقق ربحًا واسعًا.

أضاف: "الترند أصبح شئ مُباح أمام الجميع، ويمكن لأي شخص أن يكون معروفًا في خلال ساعة واحدة فقط، بل هناك العديد من الشركات الإلكترونية التي تخصص عملها في هذا الشأن فقط، وغالبًا ما يتم استهداف موقعي "فيسبوك" و"تويتر".

أما عن أسعار "الترند المزيف": "هناك شروط معينة يتم الاتفاق عليها قبل الحصول على الشهرة، فالمبالغ المدفوعة تبدأ من 15 ألف جنيه مقابل الساعة الواحدة، ويتم دفع نصف المبلغ قبل البدء في العمل، ثم استكمال البقية بعد تحقيق الهدف المطلوب".

أشار إلى أن كُل ذلك يتم عبر استخدام عدد كبير من الحسابات، يتم توجيههم جميعًا لترويج منشور معين في ذات اللحظة، ليظهر أمام رواد السوشيال أن هذا المنشور يحظي باهتمام واسع؛ ما يجعلهم يتفاعلون معه على الفور، لكن الحقيقة دائمًا تكون عكس ذلك.

أرقام مفزعة

وكشفت إدارة موقع فيسبوك عن حجم انتشار المعلومات المضللة التي تم تداولها خلال العام الأخير، منها إزالة نحو ١٢ مليون محتوى مزيف، وأطلقت الإدارة حينها برنامجًا لتدقيق الحقائق، بأكثر من 45 لغة حول العالم.

في 2019، رصد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، نحو 53 ألف خبر مضلل، وكان معدل الانتشار اليوم 100 شائعة مجهولة المصدر فيما أكثر، بعد أن اتبعت لجان جماعة الإخوان الإرهابية فكرة "صناعة الترند"، واستخدموا الحيل الإلكترونية لنشر أكاذيبهم، وترويع المواطنين بخصوص قضية ما، أو نشر معلومات مغلوطة.

نصت المادة رقم 80 من قانون العقوبات، على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على 5 سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من أذاع عمداً في الخارج أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة.