رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد فوزه بجائزة زايد للكتاب.. «مقهى ريش» يوثق الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر

ميسون صقر
ميسون صقر

يجمع كتاب «مقهى ريش.. عين على مصر» للكاتبة ميسون صقر، والفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب، في دورتها الـ 16، بين التاريخي والسردي الذي يجعل الكتاب سيرة تاريخية موثقة من جهة، وإبداعية من جهة أخرى، ويقدم توثيقا لحقبة مهمة من التاريخ الثقافي لمصر من خلال تتبعه لتحولات ثقافية واجتماعية في التاريخ المصري الحديث والتوقف عند أبرز المثقفين والمبدعين المرتبطين بالمقهى وبتاريخ الحياة الفكرية في مصر.

يعد هذا الكتاب من الركائز الأساسية لتوثيق الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر مستندا على وثائق مقهى ريش التي حصلت عليها الكاتبة من مالك المقهى  مجدى عبد الملاك، يتناول الكتاب تعريف بالقاهرة الخديوية، وسرد لتفاصيل التاريخ المعماري والثقافي والسياسي والاجتماعي لتلك الفترة، حيث جاء الفصل الأول سرد عن المعمار في تلك الفترة، والثانى تناول الوثائق، والثالث تناول الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية التى مرت بها مصر”

ويعتبر كتاب مقهى ريش، نوع من المغامرة، إذ جمع أبطال هذه المغامرة من الكتب والصحف والمجلات والوثائق في مكان واحد، وهو جهد كبير تم بذله في جمع محتويات الكتاب، ويقدم صورة البلد من خلال مقهى، حيث استطاعت الشاعرة ميسون صقر تقديمه في صورة سردية شعرية أسهمت موهبتها الشعرية في هذا كثيرًا، والكتاب ليس فقط تقديم للمعلومات أو تاريخ معين وإنما يعتبر جزء من تاريخ مصر، استخدمت فيه الكاتبة منهج تاريخي وثقافي واجتماعي فقدمت جدارية كبيرة مكونة من حكايات المكان والبشر وحكاية وطن وتاريخه.

ويتناول الكتاب تاريخ مقهى ريش فى وسط القاهرة، منذ أن اختار مالكه الأول ميشيل بولتيس اليونانى المغامر محب الفن والثقافة، هذا المسار، وصولا لعائلة عبد الملاك التى لا تزال تديره وتحافظ عليه من خلال أحفاده كإرث ثقافى يتجاوز الخاص إلى العام، كما يكشف الكتاب كذلك عن الدور الذى لعبه المقهى فى إنتاج الأفكار وبلورة صيغ فريدة للحوار اقترنت بمحطات التحول الرئيسية وبصورة جعلته أحد المعالم الثقافية الرئيسية فى عمارة المدينة التى تقاطعت مع الشأن العام.

 يأتى الكتاب مصحوبا الصور والوثائق المهمة، كما أنه مكتوب بطريقة أدبية وليس مجرد سرد للقصص والحكايات، ويظهر فيه بشكل واضح الحب الذى صاغته بها ميسون صقر.

الكتاب لا يقتصر الكلام على المقهى بوصفه مكانا شهيرا يجلس عليه المثقفون وصناع القرار، لكنه مجرد بؤرة ضوء تضيء كل الشوارع والطرق فى المدينة العتيقة الكبيرة التى تهد واحدة من مدن العالم المؤثرة.

وتلفت الكاتبة إلى أن هوية مقهى «ريش» الوطنية تأكدت بانتقال ندوة نجيب محفوظ إليه عام 1963، حيث بدأ المقهى فى أثناء ذلك مرحلة جديدة يحتضن فيها المثقفين القادمين من مختلف ربوع مصر.

وكذلك ارتاده من الفنانين أحمد رمزى ورشدى أباظة وإسماعيل ياسين، وكان رواد المقهى آنذاك متنوعين، وباحثين عن رائحة التاريخ وصانعين له، أجيال من الفنانين والمثقفين مرت عليه، منهم من لم يترك أثرا ومنهم من تأثر به المكان.

يخصص الكتاب جزءًا مهما عن وثائق «ریش» بعنوان: «البدايات والأوراق الأولى»، تقول الكاتبة: «ترجع أهمية هذه الوثائق المعروضة فى هذا الجزء، إلى أنها تقدم لنا واقعا حضاريا قد لا تعرف تفاصيله على مدار قرن من الزمان، من خلال تاريخ مقهى «ريش»، وكيف تعددت جنسيات أصحابه المطالبين من فرنسيين ويونانيين ومصريين مما يعطينا إشارة حول كيف كانت القاهرة مدينة كوزموبوليتانية».