الفارق بين أبوالفتوح وأبوإسماعيل
من ضمن ميزة مسلسل «الاختيار» أنه يكشف الستر عن قيادات التطرف، كلهم يكرهون بعضهم بعضًا، عن نفسى كنت أتمنى معرفة تفاصيل لقاء خيرت الشاطر وحازم صلاح أبوإسماعيل بعد التسريب الذى قاله عنه، لكنى الآن أتمنى مشاهدتهم وهم يسمعون كلام أبوالفتوح عن حازم صلاح أبوإسماعيل.
الجميع يعرف أن خيرت يكره أبوالفتوح، وكان هو السبب الرئيسى فى طرده من التنظيم، ورفض عودته إليه رغم المحاولات التى تمت من قيادات دولية، لكن لا أحد يمكنه أن يقف فى وجه خيرت.. سبحان الله.. كلما أمعنا فى التفاصيل أدركنا إن ربنا بيحبنا وإن خلاصنا من تنظيم الإخوان كوم.. والتخلص من خيرت الشاطر كوم لوحده.
أبوالفتوح هو التطور الطبيعى لأفكار ميكافيلى، على استعداد للتحالف مع أى شخص مقابل مصلحته، وعلى استعداد للتخلى عن أى شخص إذا تعارضت المصالح، كانوا فى الهم إرهابيين مع بعض آكلين شاربين يجمعون أموال المساعدات لغزة تارة ولأفغانستان تارة ولأى قضية إنسانية.. والشهادة لله أبوالفتوح كان النموذج الأقرب للغرب، باعتباره ممثلًا لتجربة الإسلام الوسطى الكيوت، يتحدث بلهجة منخفضة، لديه مساحات يمكن السيطرة عليها.. كان الشخص الأقرب لتطبيق تجربة تركيا، يخدم مصالح الغرب وينفذ أجندتها، مشكلته أنه مفضوح من تنظيمه، قياداته تعرف طموحه، جيل الوسط الذى عاصره فى الجامعة وما بعدها يدرك الحقيقة، لذا رفض مكتب الإرشاد ترشيحه بالإجماع، هم يعرفون أن ولاء أبوالفتوح سيكون للغرب.
لو قام أحد الممثلين بدور عبدالمنعم أبوالفتوح، وقدم مشهدًا يرصد رد فعله بعد إقصاء حازم صلاح أبوإسماعيل من سباق الرئاسة لتم اتهامه بالمبالغة، لكن التسجيل الذى عُرض فى «الاختيار ٣» كان واضحًا.. فرحته بإقصاء أبوإسماعيل كانت تكسف.. وكلامه عنه يكسف أكتر، مش أخلاق دى يا تتح.. لكن عندما يتعلق الأمر بالترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، فنقطة من أول السطر.. المثل يقول «عدوك ابن كارك»، الاتنين تربية كار واحد، وتنظيمات لها رأس واحد، وربما يديرهما نفس الجهاز الأجنبى، ومهما اختلف شكل الممول لكنه فى النهاية واحد.. وكلاهما يمتلك لسانًا حلوًا يضحك به على القطيع، وكلاهما يخفى تحت نفس اللسان نارًا قد تحرق العالم.. طبيعى أن يفرح أحدهما بإقصاء الآخر.
فى التسجيل يعترف تتح بأن وصول حازم صلاح أبوإسماعيل للسلطة كارثة.. مش بس كده، ده قال: «هى مصر تستحمل الهباب اللى بيعمله؟، لكن للأسف كان له مناصرين ومؤيدين وجت من عند ربنا، لا كنت أعرف إن أمه أمريكية ولا خالته ولا إيه الحكاية».
عمومًا أكتر جملة قالها أبوالفتوح صدقًا فى التسجيل هى: «الحمد لله إنها جت من عند ربنا».
الحمد لله بفضل ربنا خلصنا من أبوإسماعيل وتتح وخيرت ومن العصابة المسلحة التى كانت تريد خطف مصر.
