رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رغم صداقتنا هاجمني».. كواليس صداقة عبد الوهاب ومحمد التابعي

محمد عبد الوهاب
محمد عبد الوهاب

لُقب بأمير الصحافة ورائد النهضة الصحفية، ومازال ينسب إليه الفضل في كثير من تطور الأسلوب الصحفي، حيث أعاد الناس إلى قراءة الصحف والمجلات بسبب كلماته التي كانت تتشرب من عرق الكادحين، وكأنه صمم تلك الكلمات لتعبر عن مشاعر المصريين آنذاك، إنه الكاتب الكبير محمد التابعي الذي أحدث نقلة نوعية في الصحافة المصرية. 

كان «التابعي» حبيب الملايين آنذاك، وكانت تربطه علاقة قوية بالرؤساء والفنانين والكتاب، ففي مقال كتبه خيري شلبي، أعاد نشره الكاتب طاهر عبد الرحمن، من أرشيفه الصحفي.

وتناول خيري شلبي في المقال علاقة الصداقة القوية بين محمد التابعي وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، التي كتبها الأخير خلال مذكراته، فقال: «قال الموسيقار محمد عبدالوهاب عن التابعي، قلمه كان بالنسبة للأقلام اللي بتكب في ذلك الوقت قلم حديث رقيق لأن التابعي في ذلك الوقت ومن وجهة نظري هو اللي خلى المصريين يقرأون كما يتكلمون والمصريون كانوا بيقروا في الكشكول بتاع عبد العزيز البشري والكلمة المقعرة فجه التابعي بأسلوبه البسيط الجميل خلاهم يقروا زي ما بيتكلموا وكأن التابعي كيان كبير جدًا إيه وزير جنه! إيه رئيس وزراء جنبه! دانا التابعي بقلمي أقدر اطلع اللي عاوز اطلعه وانزل اللي عاوز انزله، ومعنى كلام عبد الوهاب أن التابعي قرب أسلوب الكتابة الصحفية من أسلوب الحياة اليومية».

كما استشهد بموضع أخر لموسيقار الأجيال: «قال عبد الوهاب في مذكراته يحكى عن المرتين النادرتين اللتين غنى فيهما مع أم كلثوم فيقول:" كنا عند التابعي وأم كلثوم كانت من عشاق رأس البر، وكنت اروح راس البر كام يوم وانزل عند التابعي وكانت أم كلثوم لها عشة والتابعي له عشة، وكامل الشناوي له عشى، كان ينزل عند التابعي، فمرة جات أم كلثوم في عشة التابعي وقعدنا ليل والناس عرفت إن أم كلثوم وأنا التابعي وعشته كانت في آخر اللسان وقدامها ساحة كبيرة جدا ولقينا الساحة دي مليانة ناس من المصيفين وقاعدين على الأرض ويطالبوا إن احنا نطل عليهم ولازم نقول لهم حاجة، وزي ما قال مصطفى أمين: كامل الشناوي عمل حاجة اسمها يا ريتني على خد الجميل دبانة واللي مصطفى بك قال إنه تخيل إن الدبانة دي  بعدما غنتها أم كلثوم وعبدالوهاب كانت أجمل دبانة في الدنيا».

ويستكمل «عبد الوهاب» في مذكراته: «نفس اللي قلناه على الملك فاروق يمكنك أن تقوله على التابعي، لأن التابعي كان من الناس المرموقين والموهوبين ومن المرموقين عند النساء بالذات شاب جميل صاحب أكبر مجلة فنية، ولا شك أنه كان من أشيك اللي تعيش، وكان بينقي في أوروبا أحسن البلاد اللي يصيف فيها وكانت تبقى معروفة إن البلاد دي هي اللي بيروحها التابعي يعنى أحسن البلاد».

وكتب موسيقار الأجيال أيضا عن التابعي في مذكراته، في موضع ثالث: «في موضع حديثه عن دوره في الاقتباس من الموسيقى الأجنبية بدأت من سنة 28 من وقت طير يا فؤادي وغنى وازدادت بعد ازدياد الوجود ولما بقت لي شخصية انتشرت لدرجة أن التابعي اللي كان صديقي كتب فن الحرامية وهاجمني بشدة وأنا لم أرد عليه طبعًا أزعجني لما صاحبي كتب عنى وهاجمني».