أدوية محظورة وأطباء دون المستوى.. ضحايا العيادات البيطرية يتحدثون لـ«الدستور»

حقنة واحدة أخذتها قطة منى محمود، عشرينية، تقطن في القاهرة، كانت كفيلة بأن تقضي على حياتها، إذ استيقظت في يوم فوجدتها تموء بشدة وعليها آثار للخمول، وكانت رافضة لتناول الطعام، فأخذتها إلى أقرب عيادة بيطرية أعطاها الطبيب تلك الحقنة.

تدهورت حالتها أكثر وأصيبت قدم القطة بالتورم والاحمرار، حيث عادت إلى الطبيب مرة أخرى ليخبرها أنها أمور طبيعية، لكن الأمر لم يتحسن حتى ذهبت إلى مستشفى حكومي بيطري ليخبروها أن الطبيب أعطاها حقنة خاطئة في مكان بالعصب.

لم يمر سوى يوم حتى توفيت القطة نتيجة ذلك الإهمال، وهو ما تعانيه في الوقت الحالي العيادات البيطرية من وجود أدوية غير مرخصة وكذلك ضحايا لتلك الأدوية من المزارعين ومربي الحيوانات.

وحظرت هيئة الدواء البيطرية أكثر من 16 صنفًا من الأدوية البيطرية ومنع استخدامها داخل العيادات تخص أمراض السل والنزلات المعوية لدى الحيوانات بسبب المادة الفعالة بها، مشددة على ضرورة الاهتمام بالعيادات البيطرية.

لا تقل أهمية الطب البيطري في مصر عن الطب البشري، ووفقًا لآخر إحصاء صدر عن النقابة العامة للبيطرين، فإن 63 ألف طبيب بيطري يحمل رخص مزاولة المهنة من نقابة الأطباء البيطريين، يعملون في 5 آلاف عيادة بيطرية مرخصة من ذات النقابة.

وهناك وفقًا للنقابة 15 ألف عيادة بيطرية غير مسجلة أو مرخصة من النقابة الرسمية، بينما يتخرج في كليات الطب البيطري بجامعات مصر كل عام نحو 4000 طالب، 450 منهم يتخرجون في جامعة القاهرة.

تقوم كل فترة الأجهزة الرقابية، بعمل حملات على العيادات البيطرية غير المرخصة وغلقها، مثل الحملة التي تم شنها في بورسعيد، والتي ضبطت عيادة بيطرية تعمل بدون ترخيص أثناء حملة مكثفة على العيادات البيطرية.

ومن قبلها تم القبض على طبيب في مدينة نصر واتهامه بإدارة عيادة لعلاج الحيوانات الأليفة بدون ترخيص وإنشاء مبانٍ بجوار العيادة بدون ترخيص، والحكم بحبس الطبيب سنة وكفالة ألف جنيه.

أميرة، ضحية أخرى للعيادات البيطرية، حيث أرادت إجراء عملية تعقيم لقطتها، فذهبت إلى إحدى العيادات البيطرية في مدينة نصر، وأجرت العملية بالفعل إلا أن القطة ظهرت عليها مضاعفات مفاجئة عقب العملية مباشرة.

قالت: "القطة رفضت الأكل وظهرت عليها علامات الاحتضار ولما رجعت للدكتور تاني قالي إن القطة ضعيفة والعملية كانت صعبة عليها وكان لازم يقولي دا وقتها وفعلا صحتها اتدهورت وماتت بعد 7 أيام من العملية".

وأضافت: "الدكتور المفروض كان قال إنها ضعيفة والمفروض متعملش العملية دي، خصوصًا أن مفيش تجهيزات في العيادة بتاعته، حتى القطة كان عندها نزيف وقت العملية وجرح كبير وفضلت تنزف طول اليوم والدكتور معملش حاجة وكان شايف أن كل دا طبيعي ونتيجة طبيعية للعملية لحد ما حالتها اتدهورت وماتت بعد أسبوع من العملية".

وهناك شروط لافتتاح العيادات البيطرية تحددها وزارة الزراعة فهي جهة استصدار التراخيص منها: "ترخيص من الحي الذي ستنشئ فيه العيادة، ولا يجوز فتح مركز بيطري لبيع الأدوية إلا بترخيص من الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ولا بد للطبيب المزاول للمهنة أن يكون مصريا مرخص له من النقابة بمزاولة مهنة الطب البيطري".

وهناك قانون يحكم عمل البيطريين وهو القانون رقم 416 لسنة 1954 بشأن مزاولة مهنة الطب البيطري، والذي نص في المادة رقم 78، بأنه يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين وبغرامة لا تزيد على مائتي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من زاول مهنة الطب بدون ترخيص أو حصل على ترخيص بفتح مؤسسة طبية بطريق التحايل.