رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«باعة جائلين وسريحة».. حكاية أمير الروائيين الصعاليك و«علوش» من البطاطا لجامعة جازان

باعة جائلين
باعة جائلين

منذ أيام قليلة مضت، تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي لقضية الباعة الجائلين خلال حوار مفتوح مع طلبة كلية الشرطة، وقال: "علشان أحل مسالة الباعة الجائلين في القاهرة عاوز محلات كتيرة وبأسعار معقولة علشان الناس تقف فيها.. عندك خيار من الإثنين، يا تمشيهم بعيد والناس دي تاكل إزاي؟، وأنا في النهاية لو قلت الـ 2 مليون ملهومش مكان ويلا إمشوا من هنا محدش يعمل كده، ويحل المسألة بأن الأمن يتصرف، لا، إحنا نتصرف، أنا كمحافظ أتصرف أشوف أماكن فاضية وأجهزها محلات وبسعر مناسب وأجيب الناس دي تقف فيها وأطورها دول أهلنا".

وأضاف الرئيس السيسي: "وأنا وزير للدفاع كنا بنطور طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، جه المسؤولين ياخدوا مني تصديق بإخلاء الباعة الجائلين، قلتلهم اعملوا محلات وخد الناس دي وحطها في محلات، وهتلاقيهم موجودين دلوقتي".

وفي دراسة صدرت عن الغرفة التجارية بالشرقية، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أشارت إلى أن عدد الباعة الجائلين في مصر تتراوح من ٦ إلى ٧ مليون بائع جائل، ٣٠ % منهم يتواجدون فى القاهرة، وأن حجم تعاملاتهم يتخطي الـ٨٠ مليار جنيه سنويًا.

حياة الباعة الجائلين دائمًا ما تتسم بالشقاء والمطاردات والمعاناة، وهي حياة عاشها بعض من أشهر أدبائنا في مستهل حياتهم؛ ورغم ما عانوه في تلك الفترة من طبيعة أعمالهم كباعة جائلين إلا أنه كما يقال استطاعوا أن ينسجوا من رحم معاناتهم أعظم الأعمال الأدبية التي سجلت علامة حافلة في ذاكرة قرائهم ووجدان شعوبهم.

 في السطور التالية نستعرض أبرز أدبائنا ممن عملوا كباعة جائلين لبعض الوقت، ومن ثم انطلقت أقلامهم حتي أصبحوا من مشاهير أهل الكتابة والإبداع.


_ أمير الروائيين الصعاليك الذي غزل أحزان وأفراح "السريحة"

وثانينا الكومى - Diwan


عمل الروائى الكبير خيرى شلبى فى العديد من الأعمال الشعبية، بحثًا عما يسد رمقه وأسرته في طفولته وشبابه، منها عمله "ترزيا" وغيرها من المهن التي جعلته يقترب بشكل كبير من المهمشين مثل السريحة أو الباعة الجائلين، وهو ما انعكس على شخصيات روايته الشهيرة "وثانينا الكومي" الذين كانوا يطلقون على أنفسهم على باب الله، ومعاناتهم وأفراحهم من خلال مواقفهم اليومية حتى استطاع أن يلقبه أديب نوبل نجيب محفوظ بـ"أمير الروائيين الصعاليك" عن جدارة. 


عبد الرحمن عبيد.. من بائع جائل لروائى شهير بالمغرب

من بائع جائل إلى روائي شهير.. قصة مغربي أوصلته معاناته إلى الشهرة في بلده –  لكم-lakome2


 صدر له رواية بعنوان" لمبيدوزا" عام 2011، حققت انتشارًا كبيرًا في الأوساط الثقافية بالمغرب العربر؛ خاصة وأنها ترصد  تجربة حقيقية له أثناء عمله كبائع جائل في شوارع المغرب باحثًا عن موطئ قدم له وسط محطات وتحولات فارقة في مسيرته.

"لمبيدوزا" هي جزيرة تقع بالبحر المتوسط بين مالطا وتونس، اهتمامات الشباب المغربي وحلم السفر إلى الضفة الأخرى من المتوسط، علاوة على ما يكابده في بلاده من معاناة جراء البطالة وضيق ذات اليد.

عن تجربته كبائع جائل قال"عبيد" فى تصريحات صحفية :"كغيري من شباب المملكة، فإن الدراسة بالنسبة إلي هي السبيل نحو تأمين لقمة العيش، أي الحصول على وظيفة تسمح لي بالعيش الكريم، فاختارت بيع الكتب على أرصفة الشوارع، وانطلاقًا من تلك التجربة ولد عشقي للروايات، وبدأ اهتمامي بالأدب عمومًا وبمختلف أجناس".


 السريحة ليسوا حكرًا على أهل الأدب فقط: حكاية"علوش" من البطاطا لجامعة "جازان"


مثلما تعرض بعض أهل الكتابة لأعمال جاورا خلالها الباعة الجائلين والسريحة، استطاع أن يعمل في تلك المهن أيضًا من هو أصبح لاحقًا أستاذً جامعيًا، وهو ما تكشفه قصة الدكتور أحمد علوش عضو هيئة التدريس في جامعة جازان، الذي روى قصة تحديه الظروف الصعبة والوصول إلى أن يكون دكتورًا بالجامعة بعد أن كان يعمل حارس أمن.

وأوضح "علوش"، خلال لقائه في برنامج"ياهلا" بقناة روتانا خليجية، إن قصة كفاحة بدأت ببيعه المنتجات مثل الفُل والبطاطا والآيس كريم بجوار الملاعب والمدارس في قريته بجازان مرافقة عمه حتي أستطاع أن يدخر بعض الأموال التي ساعدته فى تحقيق حلمه بالدراسة الجامعية حتي أصبح عضو هيئة تدريس بجامعة جازان.