رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نشرت الإرهاب فى نيجيريا.. «بوكو حرام» رأس حربة داعش في غرب إفريقيا (تقرير)

جريدة الدستور

في صباح يوم 3 يناير من عام 2015، استيقظ سكان منطقة باجا النيجيرية، بولاية بورنو شمال شرق البلاد، على أصوات طلقات الرصاص على المارة بالشوارع ليحاول الناجون منهم الهرب إلى منازلهم للاختباء بها، ثم يفجعون من قذائف الآربي جي التي حطمت منازلهم على رءوسهم لتطرحهم أرضًا أشلاءً وجثثا محترقة، ما جعل من أرض باجا بحيرة من دماء سكانها الذكية ذوى الأغلبية المسلمة.

- «بوكو حرام» طلبة متطرفون

نفذ هذا الهجوم الإرهابي الشنيع، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 2000 قتيل، مسلحون من جماعة "بوكو حرام"، وهم يستقلون الدراجات النارية وسيارات الجيب، بهدف السيطرة على منطقة باجا وجزر بحيراتها الاستراتيجية وطرق تدفق الأسلحة من ليبيا وتشاد، ورغبة منهم في استكمال مسيرتهم الإرهابية التي بدأوها عام 2002.

"بوكو حرام"، أو جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد سابقا، تعني "التعاليم الغربية حرام"، وهي إحدى الجماعات الإرهابية التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي عام 2016، وتعد جماعة نيجيرية سلفية إرهابية مسلحة تدعي عملها على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع الولايات النيجيرية، ويقودها حاليًا أبومصعب البرناوي بتعيين من داعش منذ عام 2016، خلفًا لرئيسها السابق أبي بكر شيكاو، والتي تعمل لتكون رأس حرب لتنظيم "داعش" في غرب إفريقيا.

وتتكون هذه المجموعة الإرهابية من طلبة متطرفين تخلّو عن دراستهم لإقامة قاعدة إرهابية لهم في قرية كاناما في ولاية يوبه شمال شرق البلاد عام 2002، وقد اختطف الطلبة، في 14 أبريل عام 2014، 276 فتاة من مدرسة ثانوية بولاية برنو، لمساومة الحكومة النيجيرية لتحريرهم مقابل الإفراج عن عناصرها المسجونين، لكن وزير الداخلية النيجيرية رفض ذلك.

- مئات الضحايا في هجوم على 4 قرى

لم تنتظر هذه الجماعة الإرهابية المتطرفة أن تبرد دماء سكان هذه القرية، فقامت بالضرب على الحديد وهو ساخن، من خلال شن هجومين آخرين في أيام 7 و8 يناير 2015 على قرى منطقة (باجا) مستقلين الدراجات النارية أيضًا، مما أجبر سكانها على الفرار منها باتجاه منطقة مايدو جوري، وهناك آخرون فروا عبر بحيرة تشاد التي ابتلعت الكثيرين منهم، وغيرهم احتموا بجزر البحيرة ليواجهوا الموت أيضا بطريقة أخرى من خلال البرد القارس أو البعوض القاتل.

ثم في 9 يناير 2015، هاجم عناصر "بوكو حرام" قرية داماتورو في ولاية يوبي، التي تجاور منطقة باجا، باستخدام الدراجات النارية لتسهيل حركتهم وسط الأدغال، وقتلوا أكثر من 100 مواطن من بينهم 38 من أفراد الشرطة.

أسفرت هذه الهجمات الأربع الدامية عن مقتل الآلاف من المواطنين، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن الذين لا يملكون السرعة الكافية للفرار.

- أول هجوم مسلح على تشاد

في 14 فبراير من نفس العام تسلل عناصر متطرفة من جماعة «بوكو حرام»، في الساعات الأولى من الصباح، إلى قرية نجوبوا التي تقع على ضفاف البحيرة التشادية، وفتحوا نيرانهم على المنازل التي كانت تؤوي بعضها المواطنين الفارين من هجمات باجا.

كما هاجموا أيضًا مركز الشرطة الذي يقع في المنطقة، ثم تصدت لهم قوات الجيش، بعد أن قتلوا 5 أشخاص من بينهم زعيم محلي وضابط شرطة، ليكون بذلك أول هجوم مسلح على قرية بتشاد.

- الهجوم على القواعد العسكرية

ظلت الجماعة النيجيرية الإرهابية تتمادى في هجماتها المتطرفة دون رادع لها، وشملت في هجماتها الدامية القواعد العسكرية في البلاد لمحاولة السيطرة على باجان.. ففي عام 2018 شنت ليلًا هجومين على قاعدتين عسكريتين شمال شرق نيجيريا، استطاع فيها التنظيم الإرهابي أخذ شاحنات مدافع وعدد من راجمات الصواريخ وذخائر، إلا أن جنود وضباط الجيش تصدوا لهم وأجبروهم على الانسحاب.

لم يستسلم قائد «بوكو حرام» وعناصره المتطرفة بعد فشل هذا الهجوم، ففي عام 2019 استخدم أعضاء جماعته الإرهابيين في هجمات ضد 3 مراكز عسكرية في ولاية بورنو، واستولوا على واحدة منها وطردوا الجنود من الثانية.