رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خريطة توزيع تركيا لمشايخها في أوروبا للتجسس على معارضى أردوغان ونشر التطرف

جريدة الدستور

غزت تركيا الدول الأوروبية بالأئمة أصحاب الأفكار المتطرفة في محاولة لنشر الإرهاب والفكر التكفيري من أجل زعزعة استقرار في العالم، الأمر الذي نتج عنه خلال الأشهر الماضية العديد من العمليات الإرهابية التي أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين.

أئمة أتراك تعتلي المساجد الأوروبية الكبرى
وعقب تلك الهجمات الإرهابية، قرر الكثير من الدول الأوروبية في الشهور الماضية عدم توظيف الأئمة الأتراك في مساجدها منعا لترويج نسخة الإسلام السياسي المتطرف وتورط أو ضلوع أئمة مساجد في فضائح التجسس على المعارضين، وتجنيد مقاتلين وإرسالهم لأماكن الصراع في سوريا والعراق وليبيا.

وأكد شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبي، تأييده على إنشاء "معهد أوروبي لتدريب الأئمة"، بعد الهجمات التي شهدتها المدن الأوروبية مؤخرا، داعيا بإجراء مناقشات على المستوى الأوروبي في ما يتعلق بالفكرة التي طرحت منذ فترة لإنشاء معهد أوروبي لتدريب الأئمة.

وأوضح أن هذه الهيئة ستشرف على تدريب الأئمة وتضمن عدم مساهمة خطابهم في نشر "أيديولوجية الكراهية" و"قبول سيادة القانون المدني".

مساجد الغرب تحولت لمراكز للتعبئة السياسية
فيما قال معهد دراسات حقوق الإنسان بجامعة كولومبيا عن المساجد التركية في الغرب، في دراسات قد أجريت في وقت سابق، إن هذه المساجد ليست أماكن عبادة، بل مراكز للتعبئة السياسية في ثوب مدارس دينية، وهي تنشر التطرف وتشوه الدين لدى الشباب.

وأثبت معهد دراسات حقوق الإنسان، أن تمويل المساجد يديره الاتحاد الإسلامي التركي "ديتيب" بأموال دافعي الضرائب في بعض الولايات الألمانية، حيث تشكل شبكة أردوغان المتطرفة تهديدا للأمن العام في ألمانيا.


وفي سياق متصل، رصدت "أمان" توزيع تلك المساجد داخل الدول الأوروبية حسب مركز دراسات الشرق الأوسط.

فهناك 800 مسجد تدعمها تركيا في فرنسا ضمن أكثر من 2000 مسجد، وقد أسس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 250 مسجدًا في أوروبا، وكلها تقترب من التفكير الخاص بجماعة الإخوان الإرهابية.

وفي هولندا: "تتحكم ديتيب في 146 مسجدًا للمهاجرين الأتراك بها من أصل 475 مسجدًا".

وألغت السلطات البلجيكية رخصة "مسجد الفتح الترك"، وصرحت حينها الوزيرة "ليزبيث هومانس"، بأن إمام مسجد الفتح متورط في التجسس على الأكراد وأنصار جولن وعلى صلة بالمخابرات التركية.

التجسس على معارضي أردوغان في أوروبا
وحسب تصريحات أحمد يايلا، الرئيس السابق لإدارة مكافحة الإرهاب في الشرطة التركية، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغل المساجد في الخارج للتجسس على معارضيه ومن يعتبرهم أعداء له.

ونشرت إحدى الصحف التركية المعارضة، تقريرا حول تجسس الأئمة الأتراك في أوروبا على أتباع حركة الخدمة، وتم التأكيد خلاله على أن هؤلاء الأئمة قدموا نحو 50 تقريرًا استخباراتيًّا عن أنصار جولن إلى السفارات التركية في عشرات البلدان.

وفي 2017 وجهت اتهامات صريحة لتركيا بتجنيد 200 جاسوس تحت ستار الدين، بعد الكشف عن صورة وثيقة صادرة عن الهيئة الدينية التركية.

وفي ألمانيا تم الكشف عن 6 أئمة تابعين لهيئة الشئون الدينية التركية يتجسسون على المعارضة التركية.

وفي هولندا، وجهت اتهامات إلى يوسف أكار، رئيس المسجد الهولندي التابع لديتيب وملحق الشئون الدينية للحكومة التركية في لاهاي، بالتجسس على المعارضين، كما شهدت بلدان مثل بلجيكا والدنمارك والسويد أعمال تجسس شبيهة.