رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الحشاشين الجدد".. تليمة يستنجد بالشرطة التركية: "الإخوان هيغتالوني"

جريدة الدستور

على غرار جماعة «الحشاشين»، التى أسسها الفارسى حسن الصباح فى العام 1094 ميلاديًا، واتخذت من الاغتيالات سُنَّة لها فى التعامل مع خصومها السياسيين أو الدينيين وأبنائها المتمردين، مستغلة أعضاءها الذين يطيعون شيخهم طاعة عمياء- تمضى جماعة الإخوان الإرهابية فى الطريق ذاتها، وتنقلب بلا رحمة ضد أبنائها لمجرد إعمال العقل ثانية واحدة، والاعتراف بالخطأ، وانتقاد سلوك قادة الجماعة.

أحدث ضحايا «الإخوان»، وليس أولهم أو آخرهم، هو الداعية الإخوانى عصام تليمة، سكرتير يوسف القرضاوى السابق، الهارب إلى تركيا، الذى هرول إلى الشرطة التركية يستغيث بها ويطلب حمايته من تهديد عناصر الجماعة بقتله، بعد أن تجرأ الرجل وفضح استبداد قادة «الإخوان» بالرأى وتجاهل أعضائها، خلال مقابلة فى برنامج «الشهادة» مع الصحفى سليم عزوز، على قناة «الجزيرة» القطرية.

وقالت مصادر مطلعة على أنشطة الجماعة إن «تليمة» حرر محضرًا رسميًا فى أحد أقسام الشرطة التركية ضد عدد من قادة «الإخوان»، بتهمة التحريض على قتله، وعلى رأسهم إبراهيم فودة، المقيم فى تركيا.

كما طلب استدعاء محمود حسين، أمين عام الجماعة، ومدحت الحداد، رئيس مجلس شورى «الإخوان» المصريين فى تركيا، كون «فودة» يأتمر بأوامرهما، وأحد رجالهما الأوفياء.

ومن المتوقع أن يزداد الجدل داخل الجماعة الإرهابية فى الفترة المقبلة، حال تعامل الشرطة التركية بجدية مع الشكوى، واستدعاء الأسماء التى حددها «تليمة» للتحقيق معهم.

وجاءت الخطوة التى أقدم عليها «تليمة» عقب يأسه من وجود عقل رشيد يقود الجماعة، ونشر بيانًا على صفحته بـ«فيسبوك» يطلب فيه تدخل القيادات والتبرؤ من أولئك الذين يحرضون ضده، نزولًا عند نصيحة من وصفهم بالمقربين، الذين طلبوا منه إعطاء مهلة لمنع «النزيف الأخلاقى» لمن ينتسبون شكلًا لجماعة الإخوان، لكن استغاثته لم تجد صدى لدى أحد.

وذكر «تليمة»، فى بيانه الأخير، أنه سبق أن تعرض لتهديد منذ عامين عبر فيديو لعناصر تنظيم «داعش» الإرهابى، كما فوجئ منذ أشهر قليلة بشخص مجهول بالنسبة له يحرض على استخدام العنف ضده، ثم مؤخرًا بشخص مقيم فى إسطنبول، وينتمى لـ«الإخوان» كتب على صفحته تهديدًا صريحًا له، مع نشر عنوان إقامته تفصيليًا.

ونشر «تليمة» بيانه وانتظر أن يخرج القيادى الإخوانى الذى يتبعه الشخص «المحرض»، للاعتذار عما بدر من تابعه، أو التبرؤ من «المحرض»، لكن لم يحدث أى شىء، وقوبل بتجاهل تام.

التجاهل التام دفع «تليمة» لإطلاق استغاثة أخيرة على صفحته كتب فيها: «كتبت ما كتبت للتوضيح، حتى لا يلومنى أحد على أى إجراء قانونى أتخذه فيما بعد».

وفى برنامج «الشهادة»، كشف الداعية الإخوانى عن تفاصيل ما دار داخل التنظيم قبل اتخاذ قرار ترشيح محمد مرسى لانتخابات الرئاسة، وموقف بعض القيادات التاريخية للجماعة من هذا القرار، وقال إن الجماعة لم تستشر أعضاءها فى هذا القرار، وإنها تتعامل معهم بتجاهل وتعالٍ، مشيرًا إلى أن القيادات لا تقدم للأعضاء أى شىء لكن الأعضاء ملزمون بتقديم كل شىء للقيادات، وتنفيذ الأوامر دون نقاش أو اعتراض.

ووفق شهادة «تليمة»، فإن «القرضاوى» كان رافضًا فكرة ترشح الجماعة للرئاسة، خشية ألّا تكون مؤهلة لإدارة أرفع منصب فى البلاد، وكذلك مهدى عاكف، المرشد السابق، وأن «القرضاوى» لم يكن يعرف «مرسى» نهائيًا.

وقال الداعية الإخوانى إن هناك شخصية عربية معروفة أبلغت «الإخوان» أن الولايات المتحدة الأمريكية موافقة على ترشحهم للانتخابات، ردًا على استفساراتهم عن موقف الإدارة الأمريكية من الخطوة، منوهًا بأن ذلك كان مقابل بعض التنازلات والمصالح المطلوب تنفيذها.

وهاجمت «الشيماء»، ابنة محمد مرسى «تليمة»، بشكل غير مباشر، وكتبت فى تدوينة على «تويتر»: «لن يهزمنا تضليل المضلين ولا دعوات المنافقين والمرجفين، ولن يزكمنا غبار التشويه والتثبيط من بعض الخانعين أصحاب العمم وحملة الشهادات الذين تخلوا عن مروءة الرجال وفهمهم ويبحثون لأنفسهم عن موضع قدم بين نعال الكبار».

فيما عَلَّق الإعلامى الإخوانى هيثم أبوخليل، العامل بقناة «الشرق» المملوكة للهارب أيمن نور، على ما ذكره «تليمة»، مطالبًا إياه بتهدئة الأوضاع والرجوع عن فكرة تصعيد الأمر والتوجه للمقار الأمنية التركية لتوجيه بلاغات ضد عناصر الجماعة المقيمين فى إسطنبول، مدعيًا أن هذا الأمر خطأ فادح لا يجب أن يرتكبه شخص مثله.

بينما دخل على خط الدفاع عن «تليمة»، والهجوم على عناصر الإرهابية، الصحفى سليم عزوز، مؤكدًا أن ما تفعله عناصرها وقياداتها «داعشية وإجرام لا يمكن التستر عليه».