رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفيق «أبو العلا عبد ربه» يروي أسرار هروب قاتل «فرج فودة» إلى سوريا- حوار (1)

إسماعيل
إسماعيل

*هرب عبر وسطاء إلى "السودان".. وعمل هناك بائعًا للسواك والمستلزمات الدينية.
* اعتبر وجوده في سوريا "فرض".. وانتقل إليها عبر سماسرة أتراك.
* أبو العلا عبدربه لم يُقاتل مع داعش.. وانضم لـ"أحرار الشام" بسوريا.
*ليست هناك أزمة أن يحمل  داعش أو غيره "راية الجهاد" لكن الأزمة أن يتحاربوا ويكفرون الآخر.
*تواصلت مع عناصر بـ"داعش" وأخبرتهم قبل عامين إن دولتهم إلى زوال.
*تجربة داعش "مؤامرة غربية" للتخلص من الشباب الإسلامي.

عقب وفاة الإرهابي المصري أبو العلا عبد ربه، في سوريا، مارس 2017، خرجت دعوات النعي الفردية من داخل الجماعة الإسلامية لتطلق عليه لقب "الشهيد"، من بينهم كان المحامي بالجماعة وأمينها في أدفو، إسماعيل أحمد الذي رافق "عبد ربه" خلال جزء من حياته بجانب فترة محبسهما حتى خروجه من مصر عقب 30 يونيو.

لمن لا يعرف «أبو العلا عبدربه»، كان مدانًا بالأشغال الشاقة المؤبدة فى قضية اغتيال الكاتب فرج فودة وله حكمان آخران بالسجن 15 عامًا فى قضية أحداث إمبابة والمواجهات مع قوات الأمن فى تسعينات القرن الماضي، ثم صدر بحقه عفوًا رئاسيًا من المعزول محمد مرسي في يوليو ٢٠١٢، وبعدها سافر إلى سوريا حتى قُتل هناك في مارس الماضي.

"أمان" ألتق برفيقه المحامي، الذي قال إنه ظل على تواصل معه حتى خرج من مصر إلى السودان، ورحلته في سوريا.. وإلى نص الحوار..

- حدثنا عن طبيعة علاقتك بأبو العلا عبد ربه؟
كان رفيقًا لي في السجن، حيث كنت تحت الاعتقال وهو يقضي عقوبة في قضية فرج فودة، قضينا مع بعض شهرًا بصحبة أخرين من الجماعة الإسلامية وحرصت على علاقتي به وزيارتي له حتى بعد خروجي من السجن في 2006، إلى أن غادر مصر إلى السودان ثم توجه نحو سوريا.

-إذا ما هي طبيعة الجلسات التي كنتما تقضونها في السجن؟
كانت أشبه بجلسات السمر، حيث الحديث في شؤون الحياة والضحك والأمور الشرعية، وعرفت "أبو العلا" فيها منحازًا للحق حتى لو كان هذا الرأي يكلفه أعباء كبيرة، كما عرفته خفيف الظل، عندما كان يروي لنا حكايات عن فترة ما قبل الانضمام للتيار الإسلامي.

-هذا عن فترة السجن، ماذا عن الفترة التي خرجت فيها وكنت تزوره باستمرار في محبسه؟
كنت حريصًا على زيارته والتواصل معه وكنت أرغب في توثيق تجربته هو وزوجته التي حصلت على حكم بالسجن بلغ 15 عامًا، لكنها كانت دائمًا ترفض الحديث عن هذه المرحلة.

-بتفصيل أكثر ما هي تجربتهما التي كنت تريد أن توثقها؟
أبو العلا تم القبض عليه عقب زواجه بعامين فقط، وكان هو وزوجته لم ينجبا بعد، ودخل السجن حتى بعد الثورة ورغم ذلك بقت زوجته عليه ولم تطلب الطلاق، وهذه التجربة تذكرنا بتجربة عبود الزمر.

- خرج أبو العلا من مصر إلى السودان عقب 30 يونيو، ما هي معلوماتك عن هذه الخطوة؟
كنت أتحدث معه خلال تلك الفترة وأخبرني إنه كان متأكد من أن الدولة ستعيد القبض على السجناء الذي أعفى عنهم مرسي، لذا فضل الفرار إلى السودان عبر وسطاء يتولون التهريب غير الشرعي، وهناك واجه ظروفًا مادية سيئة اضطرته للعمل للحصول على المال.

ماذا كان يعمل هناك؟
كان بائعًا للعسل والسواك والمستلزمات الدينية.

عقب هذه المرحلة قرر السفر إلى سوريا كيف حدث ذلك، وهل كان في خطته السفر لسوريا وهو خارج من مصر؟
لا، هو كان هاربًا بغرض الهروب من مصر فقط، وهناك في السودان أدرك إن وجوده في سوريا "فرض" لأن وجوده في السودان لم يكن له أهمية فاتفق مع سماسرة ينقلون الناس من تركيا إلى سوريا.

-راجت أنباء عن إنه انضم لـ"داعش"؟
هذا غير صحيح، خاصة إنه دخل إلى سوريا ولم يكن محدد وجهته، إذ كان يرى كل الفصائل على صواب طالما ترفع السلح في وجه الدولة السورية، لكنه عندما احتك في المشهد رأى أن "داعش" يكفر كل من هو خارج عن تنظيمه فأدرك إنهم ليسوا على صواب ففضل الوقوف في صفوف "أحرار الشام".

-وما أزمتكم في أن "داعش" يكفر كل من ليسوا في صفوفه؟
ليست هناك أزمة في أن يحمل راية "الجهاد" أكثر من فصيل، لكن الأزمة أن يتحاربوا ويقصر كل فريق الصواب عليه، وهذا ما فعله "داعش" بالضبط كفر كل المسلمين وأتهمهم بالخيانة لمجرد إنهم لم ينضموا له.

-هل ترى أن "داعش" في تراجع؟
بالتأكيد، وأنا كنت أتواصل مع عناصر فيه وأخبرتهم قبل عامين إن دولتهم إلى الزوال لأنها لم تملك سلاح دفاع جوي، ما يعني أن أي سلاح طيران لأي دولة بإمكانه أن يضرب تجمعات "داعش" ومعسكرات.

وبماذا كانوا يردون على تحذيراتك؟
كانوا يقولون إنهم أقوى دولة في العالم لأن 26 دولة تحاربها ولا تقدر عليهم، لكنهم الآن لم يستطيعوا الرد على انتقاداتنا لأنهم يدركون ضعفهم، وهذا أعتقد ظهر في خطابات أبو بكر البغدادي الأخيرة، التي تحدث فيها عن الخسائر وكأنها بلاء وصبر.

-كيف ترى تجربة "داعش" بعد خسائرها؟
مؤامرة غربية أعطوا فيها شباب الإسلاميين قطعة أرض في العراق لإغرائهم بالزحف نحو العراق، وهناك يضربونهم ويتخلصون منهم.