رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ننشر نص برقية «البودشيشية المغربية» إلى الملك محمد السادس

شيخ الطريقة القادرية
شيخ الطريقة القادرية

توجهت الطريقة القادرية البودشيشية الصوفية بدولة المغرب، ببرقية شكر وعرفان إلى الملك محمد السادس، وذلك إيمانا منها بالدور الذى يلعبه "ملك المغرب" فى نشر ثقافة الوسطية والاعتدال ودعمه للزوايا الصوفية، فى محاربة الأفكار الهدامة والمتشددة، بالإضافة الى مساندة للطريقة على وجه الخصوص نظرًا لدورها الكبير فى نشر الدين الإسلامي.

وكان نص البرقية التى توجه بها شيخ الطريقة القادرية البودشيشية فى المغرب الشيخ «جمال الدين حمزة البودشيشى» إلى الملك محمد السادس كالتالي: "السلام على مقامكم العالي بالله ورحمة الله وبركاته، سلامًا مضفورًا بميَاسِم الشكران، ومشاعر العرفان، وآيات الامتنان على فيّاض الجود ومسترسله، ومَوفُور العطاء ومُستَحْسَنِه، وعظيم الحدْب ومُستخلَصِه، مما يَحبُو في سُفوحه كلُّ تعبير، ويَعجَز عن مُسامَتَتِه كلُّ تحبير، اللّهم إلاّ ما أَمَر به جَدُّكم المصطفى ﷺ، فيما صَحّ عنه، من الإلحاف في الدعاء لأهل الإحسان والنَدَى، تَضرُّعًا لمن إليه المنتهى ومِنه المبتدا، أن يتولى الشكر والتوْفية، والمكافأة والتأدية، فهُو سبحانه وحده، دون سواه، وليّ ذلك والقادر عليه، واللجء في ذلك، أوّلًا وأثناءً وانتهاءً إليه.

وتابع «البودشيشى»: لقد توالت مكارمكم على طريقتنا القـادرية البودشيشـيـة تترى، وهي مكارم قد تسنَّمت في نفوس المريدات والمريدين، وأفراد العائلة قاطبة، أعلى الدُّرى، فلَهجَت ألسنتهم بمستَخلَص الدعاء ومستصفاه، لمولانا المنصور بالله على ما أوْلاه وأسداه، من بالغ الرعاية، وعظيم العناية بالسيد الوالد الشيخ سيدي حمزة، طيب الله ثراه، قبل الانتقال إلى عفو الله ورحمته، وبعده، وقد كان لما أَمَرْتم به، يا مولاي، أدام الله نصركم وعزكم من استثنائيّ القِرى، وضافِي الرِفد، لكافة مَنْ وَفد على رباط الزاوية للتعزية والمواساة، من الوقع ما الله وحده يَعلَم سعة مداه، وعَظمة صداه، وملامسته لِلُحمة الفؤاد وسَداه، فاللهُ عز وجلّ وحْدَه، برحمته ورَحمانيته، وعظَمته وصَمَدانيته، هو المقصود، أن يتولّى عنا شكر جليل صنيعكم، ومتفردِ إحسانكم.

وأوضح شيخ الطريقة «لقد سَربلتم مُحِبَّ جنابكم الشريف، المنيطَ بأهداب عرشكم المنيف، بسربال العزّ والاعتزاز، من خلال الاستقبال الملكي الكريم، الذي خصصتموه به، بالقصر المنير العامر، بمدينة الدار البيضاء المباركة، وكذا من خلال كلّ أوجه عطائكم المدرار، غداة انتقال الشيخ الوالد سيدي حمزة بن العباس، طيّب الله ثراه إلى عفو مولاه، وقد تركَ ذلكم يا مولاي، أنبلَ الأثر وأعمَقَه، حِسًّا ومَعنىً، وشخْصًا ومَبْنىً، في نفْس الفقير إلى عفو ربّه، كما في نُفوس كافة مُريدي ومُريدات الطريقة القادرية البودشيشية، وَهُم يا مولاي، المفعَمَةُ قلوبهم بحُبّ رأس البيت العلويّ الشريف الضمَان، وسائر أفراده الأماجد، كما أوصانا به كتاب الرحمن، ذائذون على التأبيد، في رَكْبِكُم، عن حمى هذا البلد الذي أعزه الله بإمامتكم الرشيدة، وذلك بالمـُهْجة، إسرارًا وإعلانًا، وزُرافاتٍ ووُحدانًا، كما باللّهْجَة، آصالًا وإبكارًا، جوارحَ ولسانًا، لا تأخذهم في الله دون ذلك، لَوْمة عَذُولٍ لائمٍ، أو يُقيلُون فيه عَثرةَ خَذولٍ سائمٍ».

وأكد شيخ «الطريقة القادرية البودشيشية» فى نهاية البرقية التى وجهها للملك على أن أبناء وأتباع ومريدى الزاوية البودشيشية فى المغرب وسائر دول العالم الإسلامى، مجندون وراء جلالة الملك، لتحقيق مايراه ملك البلاد فى خدمة الوطن والمسلمين عامة، حماية للدين من براثن التطرف وصونًا لأمن الآمنين، وردعا لتتخاذل الخائنين.