رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجربة فريدة.. «حياة كريمة» تزرع أسطح المنازل: خضرة ومال.. ومناخ صحى بلا تلوث

زراعة أسطح المنازل
زراعة أسطح المنازل

ضمن جهدها لتحسين معيشة المواطنين، أطلقت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التجربة الأولى لزراعة أسطح المنازل، فى قرية سنباط بمركز زفتى بمحافظة الغربية، وتم تنفيذها فى ١٠ منازل، بتكلفة بلغت ١٠ آلاف جنيه لزراعة السطح الواحد، بمختلف أنواع الخضروات والفواكه الموسمية.

وخلال حديثهم إلى «الدستور»، أشاد أصحاب المنازل المستفيدون من زراعة الأسطح بمبادرة «حياة كريمة»، التى وفرت للراغبين جميع ما يحتاجونه لزراعة أسطح منازلهم بشكل مجانى، كما أمدتهم بالخبرات المطلوبة لاستمرار المشروع، مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والقائمين على المبادرة، بالعمل على تعميم تلك التجربة فى جميع القرى المصرية.

ناصر الصيفى:حصدتُ «ليمونًا وجرجيرًا» ووزعته على الجيران

ناصر الصيفى، ٥٨ عامًا، من أهالى قرية سنباط، قال إن زراعة الأسطح لا تضر بالبيوت لأن الرى يكون بالتنقيط، وبإشراف مهندس متخصص توفره المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».

وأضاف «الصيفى»: «حينما عُرض علىّ الأمر شعرت بالقلق فى البداية، فلم أكن متأكدًا بعد من عدم تأثير هذا النشاط على المبنى، ولم أكن متأكدًا أيضًا من قدرتى على توفير وقت لمتابعة الأمر، وشعرت بالحماسة حينما أخبرنى مسئول بالمبادرة الرئاسية أن هناك مهندسًا سيتابع الأمر بشكل دورى».

وواصل: «علمت أيضًا أن المبادرة تقدم أحواضًا بلاستيكية وبراميل لزراعة الخضروات والفواكه، وتوفر نظام الرى بالتنقيط لحماية السطح»، مؤكدًا: «لم أدفع أى شىء، وفى المقابل حصلت على محاصيل صحية وآمنة وخالية من الكيماويات، مثل الليمون والجرجير.. وكان الخير كثيرًا ووزعت على جيرانى».

وأشار إلى أن المهندس الزراعى ساعده وعلمه الطريقة الصحيحة للرى وكيفية التخلص من الحشائش الضارة، لافتًا إلى أنه أصبح يخبر كل من يصادفه عن هذه الفكرة.

وقال: «أنا سعيد بنجاح المشروع، وأتمنى أن ينفذ كل مصرى هذه الفكرة.. بخطوات بسيطة يمكن أن نساعد بعضنا البعض».

ميلاد يوسف:«السطح» تحول من مخزن كراكيب إلى متنزه للأسرة

ميلاد يوسف، ٧٠ عامًا، أحد المستفيدين من مشروع زراعة الأسطح بـ«حياة كريمة»، ظل يرغب طيلة عمره فى الاستفادة من سطح منزله، كما كانت له عدة تجارب فى زراعته قبل ٢٠ عامًا، لكنها فشلت لعدم خبرته الكافية بالزراعات المنزلية، حتى جاءت مبادرة «حياة كريمة» وحققت له ما تمناه. 

وقال «ميلاد»: «عرفت من جارى أن المبادرة تبحث عن أسطح منازل لاستغلالها فى الزراعة، وحينها أدركت أن حلمى يقترب تحقيقه، فتوجهت إلى المشرف على المشروع وأبديت له رغبتى فى المشاركة». 

وأضاف: «حين وصفت سطح منزلى لمشرف المشروع، وقلت إنه عرضة للشمس ولا توجد بجواره منازل تعلوه فى الارتفاع، أخبرنى بأن السطح ملائم، وجاء بنفسه للمعاينة، ومنحنى الموافقة على الانضمام للمشروع، وحضرت اجتماعًا مع أصحاب المنازل الآخرين المنضمين للتجربة من أجل التنسيق».

وواصل: «تمت زراعة السطح على مرحلتين، الأولى تضمنت زراعة أنواع من الخضروات، والثانية بعد أسبوع، حين أمدتنا المبادرة ببراميل لزراعة الفواكه، وبهذا نجحنا فى زراعة عدد من الفواكه والخضروات الموسمية». وذكر أن سطح منزله تغير تمامًا بعد زراعته، فلم يعد موضعًا لتجميع «كراكيب المنزل»، بل أصبح جميلًا وأشبه بالمتنزهات، يقصده الجميع ليستنشقوا هواءً نقيًا، موجهًا الشكر للرئيس السيسى على مبادرته.

شريف النجار:وفرت تربة صناعية وشتلات وأسمدة مجانًا

أثنى شريف النجار، ٤٣ عامًا، بجهود مشروع زراعة الأسطح فى تحقيق الاكتفاء الذاتى لأهالى الريف، وتقليله التلوث، إذ يحد من نسبة ثانى أكسيد الكربون فى الجو، ويرشد من استهلاك المياه، باستخدام أسلوب الرى بالتنقيط.

وقال: «وفرت المبادرة جميع احتياجات الزراعة مجانًا، منها أحواض بلاستيكية، وتربة صناعية وشتلات، وأشجار، وأسمدة، ومبيدات، فضلًا عن وجود مهندس زراعى يتولى مهمة الإشراف على الزراعة». 

وأضاف أنه زرع أنواعًا من المحاصيل الشتوية، منها الكرنب والخس والبصل والجرجير والباذنجان والفجل والسبانخ، وأيضًا زرع الفواكه، مثل الفراولة والتين والخوخ والبرقوق، والتفاح والبرتقال واليوسفى والعنب والبشملة والقشطة.

وأبدى سعادته البالغة من طرح أشجار الفراولة، مؤكدًا أن المشروع سوف يشهد نجاحًا كبيرًا، وأن الكثير من أهل القرية يرغبون فى تكرار التجربة، مطالبًا بتعميمها فى جميع القرى. 

ووجّه «شريف» الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يسعى جاهدًا لتطوير الريف المصرى فى كل المجالات، وتحسين دخل المواطن، والاهتمام بصحته. 

توفيق عطية:الثمار خالية من المواد الكيماوية وتوفر دخلًا جيدًا

أشاد توفيق عطية، مشرف مشروع زراعة الأسطح بقرية «سنباط»، بدور المشروع فى توفير دخل للمواطن والحصول على ثمار صحية خالية من المواد الكيماوية، فضلًا عن تعليم الأجيال الجديدة ضرورة الحفاظ على البيئة، موضحًا أن المشروع بدأ فى القرية منذ ٣ أشهر، ويعد أول تجربة فى قرى مصر، وعند نجاحه سيتم تعميمه فى جميع المحافظات. 

وذكر «عطية» أنه تم الإعلان عن الفكرة من خلال صفحة «فيسبوك» الخاصة بالقرية، لافتًا إلى أن الأهالى لم يُقبلوا على المشاركة بكثافة، لأن الفكرة جديدة ولكن بعد رؤيتهم ثمار المشروع انضموا للمبادرة.

وأشار إلى أنه تم اختيار الأسطح بحيث تكون قريبة من بعضها البعض وتتمتع ببعض المواصفات، منها أن تكون عرضة للشمس، ويتوافر بها مصدر للمياه والصرف، ولا تحتوى على أعمدة، وأن يكون ارتفاعها أعلى من المنازل المجاورة لها. 

ولفت إلى أن المبادرة خصصت لكل سطح ٦٠ حوضًا بلاستيكيًا طوله ٧٠ سم بعرض ٣٠ سم فى عمق ٣٥، لزراعة أنواع متعددة من الخضروات والفواكه، لافتًا إلى أنه تمت زراعة ١٠ أسطح بالقرية، وبلغت تكلفة كل سطح ١٠ آلاف جنيه، وجارٍ تجهيز ١٠ أسطح أخرى فى قريتى تفهنا العزب ونهطاى.

وأضاف أن المبادرة وفرت أيضًا التربة الصناعية وشبكة الرى بالتنقيط؛ للحفاظ على الأسطح، كما خصصت مهندسًا زراعيًا يتولى مهمة الإشراف على المشروع ومساعدة الأهالى فى كيفية التعامل مع المزروعات. 

إيهاب عوض:الأحواض والمواد المستخدمة مجانية

إيهاب عوض، ٣٦ عامًا، أحد المستفيدين من مشروع زراعة الأسطح ضمن مبادرة «حياة كريمة»، تعرف على المشروع من جاره الذى أخبره بأن المبادرة تبحث عن عدة منازل لزراعة الخضروات والفواكه على أسطحها، تشجيعًا للزارعة الخالية من أى مواد كيماوية. 

تحمس «إيهاب» كثيرًا للانضمام للمشروع، كما تحمس أكثر عندما عرف أنه لن يتكلف شيئًا فى عملية الزراعة، لأن جميع الأحواض والمواد المستخدمة ستكون مجانية، فيما ستكون الثمار من نصيب مالك المنزل.

وقال: «اتفقت، أنا و١٠ آخرون من قريتى، مع المشرف على المشروع، لتكون أسطح منازلنا ضمن المشروع، وقدمت لنا المبادرة أحواضًا بلاستيكية، وعلّمنا المهندس الزراعى زراعة أنواع من الخضروات، مثل الخس والكابوتشا والجرجير والخيار والطماطم والباذنجان، وغيرها، بالإضافة إلى إمدادنا ببراميل لزراعة الفواكه مثل العنب والفراولة». وأضاف: «مضى شهران على بدء الزراعة، والمهندس الزراعى يزورنا مرة كل أسبوع لمتابعة العملية، ويرشدنا إلى الطرق الصحيحة فى الرى كى نحافظ على الزرع».

ووجّه «إيهاب» الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى لحرصه على الاهتمام بالريف المصرى، وحماية المواطنين من الأمراض، مطالبًا بتعميم تجربة زراعة الأسطح فى قريته وجميع القرى المجاورة؛ حتى يستفيد منها أكبر عدد ممكن من المواطنين. 

عطية عبدالحى:أنقذتنى من الإحباط.. وأقضى يومى بين النباتات

عطية عبدالحى، ٦٠ عامًا، من الشجعان الذين بادروا بالمشاركة فى هذه المبادرة مستغلًا أنه تقاعد لبلوغه سن المعاش.

وقال «عطية»: «كنت أشعر باليأس والإحباط، وحينما علمت بهذه الفكرة شعرت بالحماس، وأقمت مشروعًا فى منزلى، وأقضى يومى مستمتعًا بالنباتات». وأضاف «عبدالحى»: «الفكرة تحقق أرباحًا أيضًا، ويمكنها أن تساعد الأسر»، مشيرًا إلى أن جاره هو الذى أخبره بهذا الأمر، فاستفسر عن الشروط، وشعر بفرحة كبيرة لانطباقها عليه.

وتابع: «ذهبت للمسئول عن المشروع، وطلبت منه الانضمام، فرحب بى وشرح لى جميع التفاصيل الخاصة بالمبادرة، وأجاب عن كل أسئلتى».

واستكمل: «أصبحت أستيقظ مبكرًا كل يوم، وأصعد للسطح فأراه ممتلئًا بالخضروات والفاكهة.. إنه مشهد جميل، وأصبحت أستنشق هواءً صحيًا، وأستمتع برى المحاصيل، وأنا أراها تكبر يومًا بعد يوم».

ولفت إلى أنه يجتمع بزوجته وأولاده على السطح، كل يوم جمعة، ويشعرون بأنهم فى حديقة خارج المنزل، موجهًا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يحرص على أن يعيش كل مواطن مصرى حياة كريمة.

وأشار إلى أن جميع الخضروات والفواكه تكون طازجة وخالية من المواد الكيماوية، وبدأ فى بيع جزء من المحصول، وحصل على أموال أعانته على مواجهة ظروف الحياة، ونصح كل المصريين بتنفيذ الفكرة.