رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الليلة.. محسن عبد العزيز في ضيافة منتدي الصفوة الثقافي لمناقشة "كأنني حي"

محسن عبد العزيز
محسن عبد العزيز

بالتعاون مع مؤسسة عدالة ومساندة، يستضيف منتدي الصفوة الثقافي، بمقره الكائن بشارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة، في الخامسة من مساء اليوم الثلاثاء، أمسية جديدة من أمسيات صالون غادة صلاح الدين، وذلك لمناقشة المجموعة القصصية "كأنني حي"، والصادرة عن هيئة قصور الثقافة٬ ضمن سلسلة أصوات أدبية، للكاتب محسن عبد العزيز.

هذا ويناقش المجموعة القصصية "كأنني حي"، كلا من: الناقدة هبة السهيت، والشاعر شعبان يوسف، وتدير اللقاء الكاتبة غادة صلاح الدين.

و"محسن عبدالعزيز"، كاتب صحفي والمشرف علي الصفحة الثقافية الأسبوعية بجريدة الأهرام. سبق وصدر لمحسن عبد العزيز من قبل: رواية "شيطان عابر صغير"٬ كتاب "الاستبداد من الخلافة للرئاسة"٬ "رجال حول الوطن"٬ و"عبد الناصر والسادات عواصف الحرب والسلام "، وكتابه الأحدث والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت عنوان "ليل الخلافة الطويل".

ومن قصة "كأنني حي" التي عنونت بها مجموعة الكاتب محسن عبد العزيز، نقرأ: "ما أقسى أن نمشي في جنازة من نحب، فلا نعرف ماذا نفعل بالضبط، وهل البكاء كاف للحزن أم لا؟ وهل يعرف الآخرون مقدار حزننا وهم يرمقوننا من آن لآخر، كأنهم في كل مرة يبحثون عن شيء ما في كل دمعة وشهقة وحرقة قلب. كنت أتسند علي حائط البيت المجاور حين طلعت أمي من البيت محمولة في النعش، فانخلع قلبي وارتفع صوت النساء بالصراخ والعويل، ولم أعرف ماذا أفعل ولا كيف؟

وأمشي في جنازة أمي، طفلًا أمشي.. فكم من الحزن يكفي ليقول الناس إني حزين؟ وهم ينظرون إليّ بعيون ملؤها الشفقة. وكم من البكاء يكفي والدموع تجف أحيانًا، وألوم نفسي.. كيف لمن ماتت أمه أن يكف عن البكاء؟ وأن يمشي هكذا وراء النعش الذي يحمله الرجال وهم يبدلون من كتف لكتف أذرع خشبة الموت؟

بجوار نعش أمي أمشي.. هل رأيتم أقسى من ذلك؟ وطريق المقابر يبدو طويلًا أو قصيرًا لا أعرف. بيوت البلدة أصبحت خلفنا وصوت النواح صار بعيدًا، ودبدبة أحذية الرجال على أرض الجسر غدًا لها جلال في ذلك الصمت الذي يغلف الكون. مياه الترعة والأشجار والنخيل والمواشي في لحظة سكون وتأمل للموت الذي يسد الطريق.