رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في تذكار الملاك ميخائيل.. القمص ميخائيل: الكنيسة تكرم الملائكة ولكن لا تعبدهم

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم السبت، بالتذكار الشهري لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل.

وقال القمص ميخائيل جرجس صليب، في كتاب الملائكة، لمشاهير الآباء القديسين، إن لا يجوز تقديم العبادة للملائكة فالعبادة لله وحده. وقد علم القديسين ترتليلنوس وأبيفانيوس وثاؤدوريوس أن كيرنتوس وسيمون الساحر زعما وعلَّما بأن (إكرام المؤمنين للملائكة بقصد العبادة هو ضروري للخلاص، ولسنا قادرين أن نقبل إلى الله تعالى بدونه، وأن الله سبحانه أعطى على أيدي الملائكة شريعة موسى).

وهذا الرأي فاسد فيه شرك بالله، وافتراء على العقيدة الصحيحة في عبادتنا لله وحده دون سواه... وقد نقد هذه البدعة ورد عليها القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل كولوسي قائلًا: "لا يضلكم أحد بالتواضع وعبادة الملائكة، متداخلًا في ما لم ينظره، منتفخًا باطلًا من قبل ذهنه الجسدي"، وإن كنا نكرم الملائكة، وننحني أمام صورهم وأيقوناتهم إكرامًا لهم، فهو ليس سجود العبادة المخصص لله وحده، بل هو تعبير عن احترامهم وتقديرهم.

والإنجيل يتحدث عن عدة صور للسجود، فسجود الابن الضال لأبيه يحمل معنى التوبة والفداء من ابن لأبيه، و سجود يعقوب لعيسو أخيه سبع مرات إلى الأرض، كان لاسترضاء وجه أخيه وصرف روح الغضب، وقد نجح في ذلك، إذ لما رآه أخوه ركض إليه وعانقه، و سجود إبراهيم لبني حث (الشعوب الوثنية) كان علامة أتضاع شديدة ودعة نفس، امتياز بها إبراهيم، وسجود المرأة الشونمية لإليشع أمام قدميه إلى الأرض، كان اعترافًا بالجميل، وتكريمًا لروح النبوة التي أقامت ابنها الميت حيًا....
وهناك أمثلة كثيرة في الكتاب المقدس على أنواع السجود المختلفة، ولكن كل هذه الأنواع تختلف اختلافًا كبيرًا عن سجود العبادة الخاص بالله وحده دون سواه، ولذلك تكرم الكنيسة الملائكة في صلواتها ولكن لا تعبدهم بل تعطيهم السلام.. وتمجدهم لأجل الله وحده وليس لأجل أنفسهم، فالمجد والعظمة والقدرة والسجود لله وحده.