رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما حكم الشرع في حرمان الأخت من الميراث؟

الميراث
الميراث

قال الشيخ مكرم عبداللطيف، مدير عام مديرية أوقاف كفر صقر بالشرقية، إنه قد شاعت في بعض المجتمعات لا سيما في القرى والأرياف جريمةُ أكلِ حقوق البناتِ في الميراث، وكأن آكلي حقوق البنات أبوا أن يَخرجوا من عصر أبي جهل وأبي لهب، حيث كان الجاهليون وعبدةُ الأوثانِ يأكلون حقوق البنات.

وتابع: أو أن هؤلاء الفاسقين العصريين أبوا على الإسلامِ أن يُعطيَ المرأةَ حقها في الميراثِ، أو كأنهم آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه، فهم يصلّون ويؤمنون بقول الله تعالى في سورة النساء:{إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}، ولسان حالهم وفعالهم، أنهم لا يؤمنون بقول الله تعالى في نفس السورة: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}.

وأضاف في رده على سؤال ورد إليه من سيدة تقول: "أخي يرفض إعطائي حقي في ميراث والدي فما حكم الدين في ذلك؟": “نقولُ لهؤلاء الذين فرقوا دينهم، وطبقوا آية وعطلوا أخرى، وصلوا ثم ظلموا، وزكوا ثم بخلوا، وصاموا ثم تركوا، وحجوا ثم ختموا حياتَهم بحجة إلى الشيطان أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ" أَي: أُضيقه وأُحرمه على مَن ظلمهما". 

وأشار إلى أن “النبي صلى الله عليه وسلم يرى بنور الله، أن هذين الضعيفين، يضيعان في العائلات الفاسقة، ويُأكلُ حقُهما على مائدة اللئام، في زمن شاعت فيه أخلاق اللئام، ونامت فيه أخلاق الكرام، حيث لا ناصحَ ينصحُ؛ ولا زاجرَ يزجر، فلا أبٌ صالح". 

ونوه بأن "أكل حقوق البنات ابغي وخُبثٌ وإثم وأكل للسحت: وينادى المولى تبارك وتعالى على آكلي حقوق الضعيفين (اليتيم والمرأة): {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ، وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ، وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}".

ووجه نصيحة للذين يأكلون ميراث البنات، قائلًا: “أيها الوصي! أيها الأب! أيها الأخ الأكبر! أيها الورثةُ أجمعون! اعلموا جميعًا أنها أموالهم، وأن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، “وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ، ثم اعلموا يا من أكلتم حق البنات أنكم أكلتم خبيثًا، وأن آثارَ ما أكلتموه سيظهرُ على أجسامكم بالأمراض العُضال، وبالأسقام العُجاب؛ وسيظهر في حياتكم بالسنين العِجاف، وبالخراب والدمار والمصائب واليباب، "وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ، ومع ذلك لا زال الله تعالى يناديكم: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ}، فهو فليس مالكُم، {إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}، وإثمًا فظيعًا".