رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكاثوليكية» تحيي ذكري القديس إيزيدورو من بلوسيو

ذكري القديس إيزيدورو
ذكري القديس إيزيدورو من بلوسيو

تحي الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم، ذكرى القديس إيزيدورو من بلوسيو، و روى الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، موضحا أنه ولد حوالى عام 370م في مدينة الإسكندرية بمصر وهو من أسرة شريفة غنية،. فتثقف بالعلوم العالية، الدينية والمدنية، وتتلمذ وقتاً ما للقديس يوحنا الذهبي الفم فبرع في المعارف، ومشى فيها شوطاً بعيداً، حتى أضحى من العلماء الائمة في عصره ولكن نفسه الكبيرة عافت ضوضاء العالم وأعرضت عن ملذاته فترك خيراته وأمواله وصحبه وأهله، وذهب الى الدير رغبةً منه في كنوز النفس وجمالها ونعيمها الذي لا يفنى.

وتابع الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، كان إيزيدورو ذا قلب كبير وهمة عالية وشجاعة فائقة. فما لبث أن فاق أقرانه الرهبان بجده ونشاطه في الشغل وتواضعه العميق، وصياماته المتواصلة وأنواع الإماتات التي أخضع نفسه لها، فلمع نوره وأضحى مثالاً لاخوته، فصاروا ينظرون اليه باحترام وإجلال، ولم ينقضِ زمن طويل حتى سلّموا اليه قيادتهم، فأضحى الرئيس الأكبر للأديار في صحراء مصر السفلى، بقرب من مدينة بيلوسا المدعوة الفرما، فرفعه البطريرك الإسكندري الى درجة الكهنوت. فأضحى إيزيدورو رسول المسيح في الكنيسة، وانبرى يدافع عن المعتقد الكاثوليكي بقلمه الرائع وعلمه الواسع، فدانت له الأقدام وانقادت له النفوس، وسمعت لتعاليمه وارشاداته فأضحى حجة وادي النيل في أيام، فدحض علماء اليهود بشرحه لكتب الانبياء. وكان موفَّقاً في كتاباته عن حقيقة سر الثالوث الاقدس وسر التجسد ضد آريوس ونسطور وسافليوس وسائر أفراد تلك العصابة الظافرة .

وواصل "الفرنسيسكاني"، أما رسالته الكبرى فكانت في مهاجمة الشر والأشرار، أينما وجدهم ومهما علا مقامهم، من أساقفة وكهنة وولاة وحكام وأغنياء وعلماء. فكان يقرّع شرورهم، ويدافع عن الفضيلة، وينتصر للمظلوم من الظالم المستبد. فكانت كلمته مسموعة ونصائحه مطاعة، لأنه لم يكن يبغي سوى وجه الله وخير القريب.

 وأضاف حدث للبطريرك كيرلس الإسكندري القديس أنه كان ناقماً على القديس يوحنا الذهبي الفم وكان يرفض أن يضع اسمه في الذبتيخا أي شركة بطاركة الكنيسة الجامعة. وذلك لأن خاله وسلفه البطريرك ثاوفيلس لم يكن من رأي الذهبي الفم ولا من مريديه. ولأجل ذلك كان كيرلس قد بقي زمناً طويلاً قاطعاً علاقته مع الكرسي الرسولي الروماني الذي كان يدافع عن القديس يوحنا ويأمر أن تعدّه الكنيسة كلها جمعاء من البطاركة القديسين الكاثوليكيين. أن للرجال العظام أغلاطهم ولكبار القديسين هفواتهم. فكانت بطريركية الاسكندرية تئن من هذا الخصام، وكانت نفوس التقية تبتهل الى الله ليرأف بكنيسته ويعيد اليها المحبة والسلام.

وواص، ولما كان إيزيدورو المرشد الروحي للبطريرك كيرلس، ولما كان الراهب العظيم بعلمه وقداسته، كتب اليه في ذلك بصراحة وجرأة رسولية: “إذا كنتُ أباً لك كما تدّعي فأنا أخاف أن يصيبني ما أَصاب عالي الكاهن الذي عاقبه الله بشدة لأنه أغفل تربية ولديه ضع حدّاً لهذا الخصام لا يحسن بك أن تجعل في قلبك محلاً للانتقام لهفوة خصوصية"، فأذعن كيرلس وتصالح مع الحبر الروماني وأقرَّ في الذبتيخا اسم الذهبي الفم، مختتمًا وعاش إيزيدورو سنين طويلة حتى أتى على شيخوخةٍ صالحةٍ مجيدة. ورقد بالرب سنة 449، مملوءًا فضلاً وفضيلة