رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غزو شامل أم معركة صغيرة.. ما تداعيات الحرب في أوكرانيا؟

قوات أوكرانية
قوات أوكرانية

"قد يكون الغزو الروسي لأوكرانيا هو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية"، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحذر من التداعيات الخطيرة للحرب، كما هدد الرئيس الأمريكي بعقوبات ضد روسيا  حال نشبت المواجهة. 

حتى الآن، من الصعب توقع كيف ستتطور الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وهل ستتدهور من مرحلة التهديد واستعراض القوة إلى المواجهة العسكرية؟، وإذا حدث هذا فعلاً، ما التداعيات والمخاطر التي ستنطوي عليها؟

غزو شامل أم معركة صغيرة؟

ليس واضحاً حتى الآن، ما هي خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيال الأزمة مع أوكرانيا، ولكن الحديث يدور عن ثلاثة احتمالات.

الأول هو أن الرئيس الروسي “بوتين” يخطط لغزو شامل واسع النطاق تصل فيه القوات الروسية إلى عمق أوكرانيا، أما الاحتمال الثاني، هو أن الخطة الروسية هي ضم المزيد من الأراضي في في شرق أوكرانيا، وإنشاء ممر يربط بين روسيا والقرم (شبه الجزيرة الأوكرانية التي احتلتها روسيا عام  2014).

أما الاحتمال الثالث، هو أن التحركات الروسية، تستهدف فقط معركة صغيرة، في دونباس، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا، والتي يوجد بها المتمردين المواليين لروسيا.

حرب كبيرة وتداعيات خطيرة

إذا نشب معركة كبيرة بغزو واجتياح من قبل روسيا، فإن هذه الحرب ستكون أكبر حرب تشهدها أوروبا منذ الأربعينيات، والأولى منذ ذلك الوقت، لإسقاط حكومة أوروبية منتخبة ديمقراطياً على يد قوى أجنبية، وهذا سيجعل التعاطي الأوروبي معها مختلفاً، وستخلف تداعيات ونتائج خطيرة قد تصل إلى خارج حدود روسيا وأوكرانيا .

الخسائر المتوقعة حينذاك كبيرة، فالحديث يدور عن خسائر بشرية فادحة من الجانبين الروسي والأوكراني، وهي لمبررات التي تجعل الحرب الكبيرة لاتزال احتمالا بعيداً، وستجعل الجانب الرسي يفكر جيداً قبل خوض معركة واسعة النطاق.

أما إذا تم تنفيذ الاحتمال الثاني، وهو محاولة روسيا ضم المزيد من الأراضي شرق أوكرانيا فإن الخسائر ربما تكون أقل، ولكن احتمالات أن تتدهور المعركة حينذاك إلى حرب كبيرة لاتزال واردة، فضلاً عن تأثير هذه المعركة على علاقة روسيا بالغرب، بالإضافة إلى فرض عقوبات قاسية على روسيا، وسيُحرم اقتصادها من المكونات الأمريكية ذات التقنية العالية، وسيؤثر هذا بطبيعة الحال على مستوى المعيشة الروسي الذي شهد تراجع على مدى السنوات السبع الماضية. 

كما أنه من المتوقع أن ترد روسيا بالضغط على أوروبا عبر تدفق الغاز عبر الأنابيب إليها، بالإضافة إلى تأثير الحرب على أسعار السلع الأخرى.

ومن التداعيات المحتملة أيضاً، أن تراجع دول المنطقة حساباتها (دول البلطيق، ليتوانيا وأستونيا ولاتفيا)، كما أنه من المحتمل أن يقوم حلف الناتو بتعزيز دفاعات أعضائه الشرقيين. وقد تنضم السويد وفنلندا إلى الحلف، وسيكون هناك فوضى عارمة في أوروبا.

أهداف روسيا 

تهتم روسيا خلال تلك المرحلة بإستعادة قوتها كقوة عظمى، وفرض سطوتها على الساحة العالمية خاصة بعد انتشار حلف شمال الاطلسي "لناتو" شرقاً، وكذلك تطور العلاقات التي تقيمها الولايات المتحدة والدول الغربية مع دول الاتحاد السوفيتي سابقا، وهو ما تعتبره موسكو تهديداً حيوياً في مناطق نفوذها.

الأهداف الروسية والمطالب التي ظهرت بشكل مُعلن في بيانات اليت الأبيض، تتضمن انسحاب قوات “الناتو” من شرق أوروبا، والتعهد بمنع انضمام أوكرانيا الى الحلف.

من ناحية أخرى، تسعى روسيا للمناورة من أجل التحرر من العقوبات التي فرضتها عليها واشنطن وتؤثر بشكل فعال على اقتصادها، وهي العقوبات التي تم فرضها بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014 وكذلك، بعد اتهام روسيا في التدخل في الانتخابات للرئاسة الأمريكية عام 2016 .