رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العبور الآمن.. روشتة النجاة من الموجة الخامسة لـ«كورونا»

الموجة الخامسة لـ«كورونا»
الموجة الخامسة لـ«كورونا»

 

تشهد مصر زيادة ملحوظة فى معدل الإصابات بفيروس «كورونا المستجد»، فى ظل انتشار متحور «أوميكرون» المعروف بانتشاره بصورة أسرع وأكبر من النسخة الأولى للفيروس، وكل متحوراته الأخرى وعلى رأسها «دلتا».

ودفعت هذه الزيادة الدولة لاستنفار كل أجهزتها، لتصبح على أهبة الاستعداد للتعامل مع الأزمة، وتفادى أى خسائر بشرية أو مادية، كما فعلت بنجاح كبير خلال الموجات السابقة.

«الدستور» تحاور فى السطور التالية عددًا من الأطباء المُختصين للعبور من أزمة العودة لزيادة معدلات الإصابة بالفيروس مرة أخرى.

 

أشرف حاتم: أخذ اللقاح.. والحرص على التباعد الاجتماعى

حذر الدكتور أشرف حاتم، وزير الصحة السابق رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، من أن أعداد الإصابات بفيروس «كورونا المستجد» ومتحوراته بدأت فى الزيادة بشكل ملحوظ خلال الفترة الحالية.

وأرجع «حاتم» هذه الزيادات إلى المتحور الجديد «أوميكرون»، الذى يتسم بكونه أكثر انتشارًا من نظيره «دلتا» بمعدلات بين ٤ و٥ مرات، ما ينذر بخطورة كبيرة خلال الفترة المقبلة.

وبَين وزير الصحة الأسبق أنه رغم الانتشار السريع لـ«أوميكرون»، يعد أقل فى خطورة الأعراض من متحور «دلتا» وكذلك النسخة الأولى من فيروس «كورونا»، لكن هذا لا يمنع ضرورة الاحتياط للوقاية من الإصابة به.

وأوضح أن ذلك يستلزم اتباع كل الإجراءات الاحترازية فى مواجهة الفيروس، وفى مقدمتها الحصول على اللقاح، والحرص على التباعد الاجتماعى، وارتداء الكمامة بالطريقة الصحيحة.

وأشاد بالخطوات الأخيرة لوزارة الصحة، خاصة ما يتعلق برفع حالة الاستعداد فى جميع المستشفيات لمواجهة زيادة الإصابات، بالإضافة إلى توفير اللقاحات، والأدوية الخاصة ببروتوكول العلاج، وكل المعدات والأجهزة الطبية اللازمة.

عصام المغازى: سرعة الفحص مع أى أعراض بسيطة

شدد الدكتور عصام المغازى، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، على ضرورة عدم استهانة المواطنين بزيادة الإصابات بفيروس «كورونا»، وبالمتحور «أوميكرون».

وقال «المغازى»: «ينبغى الانتباه سريعًا إلى حدوث أى من الأعراض التى تتشابه مع دور الإنفلونزا العادية، فأى أعراض ولو بسيطة يجب أن تثير الشك بأنها إصابة بكورونا، ما يستدعى سرعة الفحص».

وأوصى بضرورة اللجوء إلى استخدام الخطوط الساخنة، التى وفرتها وزارة الصحة لنجدة المصابين، خاصة أن التعامل مع الحالات فى بداية الإصابة يختلف كثيرًا عن التعامل المتأخر، سواء من حيث حدة الإصابة أو الآثار المُترتبة عليها.

وأوضح أن «إنقاذ رئة هاجمها الفيروس فى البداية، يختلف عن الانتظار حتى تدهور الحالة، فحينها يصبح الأمل فى الشفاء ضعيفًا». ونبه إلى أن «الإصابات لا ترتفع فى مصر فقط، بل فى العالم أجمع»، متابعًا: «رأينا دولًا كانت قد انخفضت نسب الإصابة بها بشكل كبير، ثم عادت مرة أخرى بنسب مضاعفة، وذلك يرجع إلى إهمال اتباع الإجراءات الاحترازية، والتفريط فى الالتزام بوسائل الوقاية المختلفة».

أمجد الحديدى: تقوية المناعة بالغذاء الصحى وتجنب التدخين

كشف الدكتور أمجد الحديدى، استشارى أمراض الحساسية والمناعة، عن ٣ قواعد يجب أن يلتزم بها المصريون للتصدى لفيروس «كورونا»، أولاها الحصول على اللقاحات المضادة للفيروس، إلى جانب تقوية جهاز المناعة بالغذاء الصحى، علاوة على تطبيق الإجراءات الاحترازية بكل دقة.

وأوضح «الحديدى» أنه «لا بد من التغذية السليمة، والابتعاد عن المأكولات الدسمة والسكريات والمواد الحافظة والألوان الصناعية، وتناول الخضروات والفواكه بكثرة، والاهتمام بتوفير قدر مناسب من فيتامين سى للجسم»، مضيفًا: «كما ينبغى الاهتمام بتقوية مناعة الأطفال، الذين أصبحوا معرضين للمرض الآن بظهور المتحور الجديد أوميكرون».

وشدد على ضرورة الابتعاد عن التدخين، لأن المدخنين هم الأكثر عرضة لتدهور الحالة الصحية، بسبب المضاعفات التى قد تحدث للرئتين، فضلًا عن الحصول على قدر كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة بشكل يومى من أجل تنشيط الدورة الدموية، وتجنب القلق والتوتر.

وأشار إلى أهمية تهوية جميع الأماكن بشكل جيد، خاصة فى فصل الشتاء، لأن الغلق التام يساعد على انتشار العدوى، وبالطبع الحصول على لقاح مضاد للفيروس، بمختلف أنواعه، موضحًا أن اللقاحات لا تمنع الإصابة، لكنها تخفف من حدة الأعراض المرضية، وتقلل عدد المرضى الذين يحتاجون رعاية طبية فائقة.

أشرف عقبة: عزل أى شخص يشعر بالإنفلونزا

نبه أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بكلية الطب جامعة المنوفية، إلى أنه من الصعب التفريق بين عدوى فيروس «كورونا» والإنفلونزا الموسمية العادية، دون إجراء فحوصات متخصصة. ونصح بأن «نتعامل مع أى أعراض مرضية كإصابة محتملة بعدوى الفيروس، حتى نتأكد من الأمر، وهو ما يستلزم عزل أى شخص يشعر بأعراض الإنفلونزا»، مضيفًا: «كل شخص مُصاب بأعراض مرضية، عليه أن يعلم بأنه قد يحمل الموت لغيره». وشدد على أن «الحل الوحيد حاليًا هو الحصول على لقاحات مضادة لفيروس كورونا ومتحوراته، التى تساعد المواطنين على تقوية أجهزتهم المناعية والتصدى للفيروس، إلى جانب تطبيق الإجراءات الوقائية المعروفة».

وأوضح «لا بد من ارتداء الكمامات طوال الوقت، لأنها تقلل من فرص انتشار الوباء، والتهوية الجيدة لكل الأماكن، ومنع التجمعات، مع التعامل بجدية مع الأمر، حتى إن كانت الأعراض المرضية بسيطة».

نهلة عبدالوهاب:  التعرض للشمس 20 دقيقة فى اليوم

قالت الدكتورة نهلة عبدالوهاب، استشارى البكتيريا والمناعة والتغذية، رئيس قسم البكتريا بمستشفى جامعة القاهرة، إن مصر تعيش الموجة الخامسة من انتشار فيروس «كورونا» حاليًا. وأضافت: «الملاحظ أن هناك قلة فى معدل الوفيات عن الموجات السابقة، ويرجع ذلك إلى التزام الدولة بكل التعليمات الوقائية، وتعاونها القوى مع منظمة الصحة العالمية».

وعن سبل الوقاية، بينت استشارى البكتيريا والمناعة والتغذية، أنه «ينبغى منع التكدس فى المؤسسات الحكومية وجهات العمل، والمدارس والجامعات، واتباع نظام الورديات أو اللجوء للعمل من المنزل قدر الإمكان، مع تنفيذ الإجراءات الوقائية، بما يقلل فرص الإصابة».

وأضافت: «يجب أن يحرص المواطنون على الالتزام بالتغذية السليمة فى مواجهة انتشار الإصابة بفيروس كورونا ومتحوراته، بأن تتعدد ألوان الأطعمة للحصول على العديد من الفيتامينات والعناصر الحيوية المهمة للجسم، التى من شأنها تقوية المناعة».

ونصحت بتعريض الجسم للشمس يوميًا حوالى ثلث ساعة، بالإضافة إلى المتابعة الطبية المستمرة لأصحاب الأمراض المزمنة، وإجراء الفحوصات الطبية كل ٣ أشهر للمُعافين، للتأكد من سلامتهم، واكتشاف أى إصابة مبكرًا.

وأضافت: «يجب الحرص على النظافة الشخصية للصغار والكبار، وعدم استخدام أدوات الغير».

أشرف شعبان: ارتداء الكمامات والتعقيم المستمر

رأى الدكتور أشرف شعبان، رئيس قسم العناية فى مستشفى «طيبة» بالأقصر، أن الحل الوحيد لتجاوز الموجة الخامسة لانتشار «كورونا المستجد» هو الحصول على اللقاحات المضادة للفيروس ومتحوره الجديد «أوميكرون»، والالتزام بالإجراءات الاحترازية، وعلى رأسها تقليل التجمعات والتعقيم المستمر وارتداء الكمامات.

وأوضح أن «الدراسات العلمية أثبتت أن جميع اللقاحات قادرة على التصدى للفيروس ومنع تدهور حالات الإصابة، ولا بد كذلك من التوقف عن حضور تجمعات الأفراح والمآتم، أو الذهاب للسينمات والمسارح والمقاهى، ومنع زيارة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لأنهم الأكثر عرضة لتدهور الحالة الصحية حال إصابتهم».

وأضاف: «على أى شخص يشعر بأى أعراض مرضية بسيطة، مثل ارتفاع درجة حرارة الجسد أو الإرهاق الدائم، الابتعاد عن كبار السن، والتوجه إلى الطبيب فورًا لمعرفة حالته الصحية».

وقال «شعبان»، إن «أوميكرون» يختلف كثيرًا عن كل متحورات فيروس «كورونا» السابقة، فلا يصيب المريض بفقد حاستى الشم والتذوق أو بجلطات، لكنه يغير الصوت، وقد يُسبب حدوث نزيف فى أماكن متفرقة من الجسد، وبالطبع ينتشر بسرعة كبيرة جدًا.

وحذر من التهاون مع المتحور الجديد، قائلًا: «بعض الناس توقفوا عن تطبيق الإجراءات الاحترازية وشعروا بالاطمئنان، رغم أن هذا الأمر فى غاية الخطورة».