رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكري ميلاده.. كيف أطاح مارك فيلت مدير الـFBI بريتشارد نيكسون؟

بريتشارد نيكسون
بريتشارد نيكسون

يختتم النشيد الوطني الأمريكي بكلمات: «والراية الموشحة بالنجوم سترفرف بنصر.. على أرض الأحرار وموطن الشجعان»، أمريكا أرض الأحرار وموطن الشجعان، سيدة الحريات والديمقراطية في العالم»، أستيقظ مواطنوها في 17 يونيو 1972 على خبر القبض علي خمسة من موظفي البيت الأبيض في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، والذي تحل اليوم ذكري مولده، حيث ولد في مثل هذا اليوم من العام 1913، في فضيحة مدوية سميت فيما بعد، بـفضيحة "ووتر جيت" نسبة إلي المبني الذي كانت تقع فيه مكاتب الديمقراطيين، حيث ثبت ضلوع "نيكسون" بالتجسس علي أعضاء حزب الدمقراطيين المنافس لحزب "نيكسون" الجمهوريين، والذي تقدم باستقالته لاحقا في أغسطس 1974.

"مارك فيلت" وكيف أطاح بريتشارد نيكسون


في الفيلم الذي أنتجته هوليوود عام 2017، تحت عنوان Mark Felt: The Man Who Brought Down the White House أو "مارك فيلت الذي أطاح بالبيت الأبيض"، عن كتاب لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الــ FBI وأخرجه وكتب السيناريو له بيتر لانديسمان، وقام ببطولته النجم ليام نيسون في دور "مارك فيلت" نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي، والذي عرف لاحقا باسم "الحنجرة العميقة".

يبدأ الفيلم بخلو مقعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية الــ FBI، ومارك فيلت نائب مدير المكتب، يخبر أحد رجال البيت الأبيض أن مدير المكتب كان يحتفظ بملفات سرية عن مراقبة أعضاء في الكونجرس والبيت أبيض نفسه وغيرها من المناصب السياسية في واشنطن.

ليقتحم رجال البيت الأبيض لاحقا مكتب التحقيقات الفيدرالية بحثا عن الملفات السرية هذه، لكن فيلت كان قد أتلف بعضها وأخفي أخري.

يمني مارك فيلت نفسه بشغل منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، إلا أن الرياح تجيئ بما لا تشتهي السفن، وتفرض إدارة البيت الأبيض رجل المخابرات CIA  "بات جراي" مديرا للمكتب.

تتصاعد الأحداث بصورة متسارعة، عندما يبدأ "بات جراي" في تقديم تقارير يومية عن عمل المكتب وقضاياه لإدارة البيت الأبيض وهو ما يتنافي مع القانون والدستور الأمريكي فيما يخص الفصل بين السلطات.

يحذر مارك فيلت بات جراي من الانتهاكات القانونية والدستورية التي يفعلها، لكن الأخير لا يعيره أدني أهتماما، فما كان من مارك فيلت إلا أن يتصل بالصحافة، تحديدا الصحفيين بوب وودوارد، وكارل برنستين، ويحدثهم عن التقارير والملفات السرية التي تركها مدير الــ FBI السابق وتجسس المكتب بأوامر من الإدارة في البيت الأبيض وعلي رأسها، الرئيس ريتشارد نيكسون، لتخرج الصحف بالفضائح المدوية، التي لا يصدقها أحد، حتي أن واحد من المواطنين في تعليقه وهو يقرأ هذه الأخبار: "نحن في أمريكا أرض الحرية، نحن الحلم الأمريكي ولسنا دولة أفريقيا ولا واحدة من جمهوريات الموز."

ينتفض مدير مكتب الــ FBI ثائرا غاضبا ويعقد اجتماع لكل العاملين في المكتب، ويتهمهم بأن بينهم "عميل دخيل" يسرب أخبار المكتب إلي الصحافة ويتصل بها، وتتجه الأنظار كلها ناحية العميل "تشارلي بيتس"، في الوقت الذي كان مارك فيلت متوترًا من كشف أمره، إلا أن إلصاق التهمة بتشارلي بيتس ونقله  إلي العمل في ولاية أخري، يجعله يتنفس الصعداء ويهدئ من إندفاعه في نشر فضائح الإدارة الأمريكية علي صفحات الجرائد.

إلا أنه يكتشف أن مكتب التحقيقات الفيدرالية لم يتوقف فقط عن إرسال تقاير بأعماله اليومية للبيت الأبيض، أنما تعدي الأمر إلي اكتشافه تجسس عملاء FBI والمخابرات علي حزب الديمقراطيين خلال الإنتخابات الرئاسية التي فاز فيها نيكسون، وهي القشة التي قصمت ظهر البعير، لتخرج الصحف الأمريكية تعلن علي الأمريكيين أن رئيسهم ريتشارد نيكسون كان يتجسس علي منافسيه في الحزب الديمقراطي، واستطاع النجاح في الانتخابات نظرا لهذا التجسس، فتكون الضربة القاضية، حيث يمثل مارك فيلت أمام الكونجرس ويدلي باعترافات كاملة، وأنه كان من يسرب أخبار المكتب إلي الصحف، كما يمثل أيضا بات جراي مدير مكتب الــ FBI في نفس جلسة الاستماع، لتكتمل أركان فضيحة ووتر جيت ليقدم ريتشارد نيكسون استقالته علي خلفيتها.

download
download