رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسامة نبيه يكتب: خدت رنجة فى «كان 98»

أسامة نبيه
أسامة نبيه

يعتبر محمود الجوهرى، المدير الفنى الأسبق للمنتخب الوطنى الأول، من أذكى المدربين بعدما نجح فى تهيئة الرأى العام قبل انطلاق كأس الأمم الإفريقية ١٩٩٨ لتقبل فكرة أن المنتخب سيتواجد فى البطولة من أجل التمثيل المشرف، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال إنه قد يحتل المركز قبل الأخير.

تصريحات "الجوهرى" قبل البطولة كان الهدف منها إبعاد اللاعبين عن ضغط الشارع والرأى العام فى ذلك الوقت، وكانت محاضراته داخل الغرف المغلقة مع اللاعبين مختلفة عن تلك التى يصدرها للإعلام، فمع اللاعبين دائمًا ما يؤكد أنهم قادرون على الفوز باللقب.

وحرص "الجنرال"، قبل السفر للمشاركة فى البطولة بأسبوع، على مشاهدة أغلب مباريات المنتخبات المشاركة؛ لدراسة كل فريق على حدة قبل افتتاح مشوار "الفراعنة".

وشهدت بطولة أمم إفريقيا ١٩٩٨ مواقف طريفة كثيرة، أبرزها تفتيش الكابتن الجوهرى غرف اللاعبين، وسحب كل الأطعمة والمشروبات التى كانت فيها، للحفاظ على الأوزان.

وأتذكر أن والدتى منحتنى بعض الأكلات التى لا تفسد، وأبرزها برطمان "الرنجة"، وفى إحدى الجلسات وجدت علاء نبيل يستفسر من اللاعبين عن صاحب هذا الاختراع الرهيب، فقلت له فى ذلك الوقت: "ده بتاعى.. ولن أسامحك وسأطلب من والدتى أن تدعى على من يأكل منه دونى".

ومن المثير فى تلك البطولة أن الراحل محمود الجوهرى كان يتفاءل جدًا بتكليف عمرو فهيم بمتابعة الإجراءات الخاصة بتجهيز جوازات سفر اللاعبين مع حكام البطولة، وظل يكلفه بهذه المهمة حتى المباراة النهائية.

لكن فى المباراة النهائية، رفض طاقم الحكام التعامل مع "فهيم"، وأصر على أن يكون التعامل مع حسام حسن، كابتن "الفراعنة"، وهو ما أغضب الكابتن الجوهرى، الذى أصر على وجود عمرو فهيم بصحبة الكابتن حسام حسن خوفًا من كسر حظ المنتخب الذى قدم مباريات رائعة فى البطولة.

ومن الذكريات الجميلة أيضًا فى تلك البطولة، حرص الكابتن الجوهرى على ذبح خروف قبل كل مباراة كنوع من التفاؤل.

وجلست مع "الجنرال" قبل البطولة، وحاولت الاستفسار منه عن المركز الذى سألعب فيه، لكنه قال لى: "لا تسأل عن شىء"، والحقيقة أننى لعبت فى البطولة بجميع المراكز، فأمام زامبيا كنت "هاف رايت"، وأمام المغرب "ديفندر"، وأمام كوت ديفوار فى وسط الملعب، وضد جنوب إفريقيا رأس حربة، والحمد لله كانت بطولة مميزة لى ولهذا الجيل.

يتبقى أن أقول إن مشوار منتخب مصر فى بطولة الأمم الإفريقية، التى ستنطلق فى الكاميرون بعد غدٍ الأحد، صعب للغاية، وأتوقع أن يصل إلى الدور ربع النهائى، بعدها لا يمكن التكهن بأى نتائج.

ويجب على الجميع مساندة المنتخب، رغم اختيارات كارلوس كيروش، المدير الفنى، التى حيّرت الجميع، على أن تكون المحاسبة فى نهاية البطولة.