رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وفي الجولة الثامنة.. غضب

*الحدث: مفاوضات الجولة الثامنة بشأن الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب. 
*المكان: فينا، النمسا. 
*التاريخ: الاثنين،27كانون الأول 2021. 
شاشات واسعة، يظهر وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، متجهم. 
.. يرتفع الصوت :أن الجولة الثامنة من المفاوضات بشأن الاتفاق النووي  ، ستركز على الضمانات بعدم انسحاب واشنطن مجددا منه، والتحقق من رفع عقوباتها على طهران.

حسين أمير عبد اللهيان، الوزير يرى : "اليوم تبدأ جولة جديدة من المباحثات في فيينا،جدول الأعمال هو مسألة الضمانات والتحقق من رفع العقوبات الأميركية" بحال العودة بالعمل على الإتفاق. 
. ضجة وتشويش واضح، تداخل صور منشأات نفطية نووية، سفن عسكرية في عرض الخليج العربي. 
.. يتلاحق صوت وزير الخارجية الإيراني، مع رغبة بلادة بالاستفزاز، من موقع القوة، أو هكذا بدت قال:"الأهم بالنسبة إلينا هو الوصول إلى نقطة يمكننا من خلالها التحقق من أن النفط الإيراني سيباع بسهولة ومن دون أي حدود، وأن الأموال لقاء هذا النفط ستحول بالعملات الأجنبية إلى حسابات مصرفية تابعة لإيران، وأنه سيمكننا الاستفادة من كل العوائد الاقتصادية في قطاعات مختلفة".
.. فينا باردة، الثلوج وفيروس كو ونا، يثير زوابع ليالي الأنس في فينا، هنا، ومع هذا المشهد، تذكرت ان مفاوضات الجولة الثامنة، تنعقد على وقع ما صرح به قبل ايام-   22 - ديسمبر-  مستشار الأمن القومي الأمريكي" جيك سوليفان"، إن الولايات المتحدة وشركائها يبحثون أطرا زمنية للدبلوماسية النووية (....) مع أطرا زمنية للدبلوماسية النووية مع إيران،

.. "سوليفان"، بدأ  على مسرح الأحداث، أكثر تفاؤلا، ويعتقد ان اللعبة قاربت على الانتهاء مع إيران!. 
.. عمليا، وفي الوضع الجيوسياسية والأمني، لا يمكن اعتبار تصريح  مستشار الأمن القومي الأمريكي، من أن :"الجهود الحالية للتوصل إلى اتفاق نووي جديد ربما تُستنفد خلال أسابيع"، وهذا يستحيل جدا، مع اعتماد الإدارة الأميركية، لعبة العصا والجزرة.

.. "سوليفان"، خلال زيارة لإسرائيل تشدق بالموقف القوى لبلاده، يعتقد ذلك، أو يحاول العمل مع إسرائيل على اختيار من سينال "الجزرة"، قبيل نهاية المفاوضات، التي بدأت، دون أي اهتمام إيراني بتسريع الأحداث، والطبع بدت غير معنية بما قاله "سوليفان" : "لا نحدد وقتا بعينه علنا، لكن بوسعي أن أُبلغكم بأننا نبحث خلف الأبواب المغلقة أطرا زمنية وهي ليست بالطويلة". 
.. وما بين وجود المستشار في تل أبيب، ووجود الوفد الإيراني في فينا، ووجود عيون تنتظر عبر الشاشات، كان الكلام، الذي أعطى إيران مناخات جديدة للتفاوض، بهدوء قاتل، ما قيل في طبيعة العلاقة  بين" الولايات المتحدة ودولة الاحتلال اليهودي لفلسطين المحتلة، إسرائيل"، وأنه بحاجة إلى تطوير "استراتيجية مشتركة"، في الوقت الذي يستأنف الغرب والمنظمات الدولية والاممية، المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد مع إيران.

تبرير الإدارة الأميركية، لطبيعة تصريحات "ساليفان"، قبيل اجتماعه برئيس الوزراء الإسرائيلي" نفتالي بينيت" ومسؤولين أمنيين إسرائيليين في القدس،  أن الاجتماع يأتي في "منعطف حاسم (....)، بشأن مجموعة كبيرة من القضايا الأمنية. 
.. في واقع الأمر، تقوم إيران والدول  في الاتفاق المبرم عام 2015 [روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا]؛ بمشاركة أميركية (قلقة.. وغير مباشرة) ، لبدء الجولة الثامنة من المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018 .
الاتفاق في الأصل، أتاح رفع عقوبات  أميركية وأوروبية، وأمنية، كانت مفروضة على ايران، مع   تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. لكن واشنطن أعادت بعد انسحابها، فرض عقوبات قاسية على طهران طالت قطاعات اقتصادية عدة من أبرزها تصدير النفط. وردت إيران  في  2019، بالتراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق.

.. كواليس مفاوضات فينا، تصطدم بموقف حدي، سياسي، دبلوماسي من إيران ، ويقوم هذا الموقف، ردا على الغرب ودول أخرى تسانده،  بخلق تيارات معلدية، صهيوني تعمل على التحريض العسكري ضد إيران، وهذا، عالميا، وليس في إسرائيل او من إسرائيل،، ذلك أن الإدارة الأميركية، صنعت من الأحداث، بالونات اختبار عسكرية/أمنية، جربت، ضد إيران لاستفزازها، وكشف قذارة الملوث النووي، من معدات واسلحة ورؤوس نووية، وكانت (ست - سبع) جولات من المباحثات بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران، قبل أن تعلق لنحو خمسة أشهر، وتستأنف اعتبارا من 29 نوفمبر/شرين الثاني. 
.. في السيناريو المتوقع، تأخير الاتفاق الجديد، والعمل به حتى منتصف العام الجديد، 2022,يبدوا ذلك مستهحنا، عمليا، هو ما سيحدث بعد الجولة العاشرة، التي لن تنعقد قبيل نهاية الع الشهر الثاني، من العام المقبل، وستكون جولة عنوانها النووي الإيراني وإسرائيل الصهيونية،، وهنا إيران تطالب بتعهدادت غربية، أميركية، تشدد الخناق على تهديدات إسرائيل،. 
كيف سيتم ذلك؟. 
هاتف المغيب، طل وبدت الجولة الثامنة فارغة المضمون للصراع الاقطاب، على الدبلوماسية الإعلامية التي تعتبرها إيران فارغة. 
اي سياسي إيراني، ملتزم بالسياسات السرية لبلاده، وهو يردد:"توصلنا إلى وثيقة مشتركة حول المسألة النووية، والعقوبات، نحن مع  المفاوضات التمهيدي،  حول هذه الوثيقة المشتركة".
.. بين يدي، خلاصة الوثيقة، كما أشارت إليها مصادر إيرانية، فالوثيقة المشتركة تحمل اسم "وثائق 1 كانون الاول/ديسمبر و15 كانون الأول"، مضيفاً "وضعنا وثيقة 20 حزيران/يونيو جانباً وتوصلنا إلى وثيقة جديدة مشتركة وسنبدأ اليوم التفاوض حول الوثيقة".

في المنظور الدبلوماسي، ووفق أسس المفاوضات الدولية، إيران في صف، بينما الولايات المتحدة والغرب، في الصف المقابل، وعلى طرف الخارطة، هناك مخلب القط، إسرائيل التي تخاف الحرب وتشاغب، من أجل منحها فرصة لضرب العمق الإيراني، وعلى ذلك، سيعلن انهيار "مفاوضات الجولة الثامنة من الاتفاق النووي، التي ستتخلخل مرتكزاتها:
*اولا: ضمانات بعدم انسحاب واشنطن مجدداً من اي صيغة اتفاق. 
*ثانيا: رفع العقوبات الأميركية على ايران.

*ثالثا:التوصل الى نقطة تمكن إيران من  التحقق من أن النفط الإيراني سيباع بسهولة ومن دون أي حدود. 
*رابعا:أموال وعقود بيع  النفط ستحوّل بالعملات الأجنبية الى حسابات مصرفية تابعة لإيران.

*خامسا: "محاولات بعض الأطراف للحصول على المزيد من الامتيازات خارج إطار الاتفاق وإعطاء القليل من الامتيازات لإيران مرفوض.

…. ووفق ذلك؛ ترى إيران، ان الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، مغيبة عن الاشتراطات الإيرانية، بمعنى انها لم تظهر أي جدية بشان المفاوضات،  ذلك - دبلوماسيا- يبرر ان الأوروبي ن، اختاروا، ان يكون، طرف المعادية الذي ينقل طبيعة المفاوضات إلى الطرف الأخطر، الولايات المتحدة، لهذا أشارت الدوائر الأمنية الإيرانية، إلى سيناريو، يغير مشاهد الحدث، فقد تم الاعترافمن المفوضين الإيرانيين، انه:"تبادلنا بعض النصوص غير الرسمية مع واشنطن لكن لا نتفاوض معها بصورة مباشرة".


منسق الاتحاد الأوروبي" إنريكي مورا"، يرقص مع الذئب الإيراني، ويقدم أمام العالم، مشهدية بائسة قائلا:إن "من المهم تسريع وتيرة القضايا الرئيسية العالقة من خلال العمل من كثب مع الولايات المتحدة، أهلا بكم في الجولة الثامنة من مباحثات احياء الاتفاق النووي".

.. لماذا سيتأخر الاتفاق مع إيران النووية؟. 
الدبلوماسية الاوروبية من فرنسا وألمانيا وبريطانيا اعتبروا أن توقف المحادثات، فيما سبق"مخيّب للآمال؛ ذلك رنه لم يبق سوى "مساحة صغيرة جداً" للحوار.
.. في الداخل الإيراني، مشاورات مهولة، لا تلقى بالا إلى طبيعة ما يثار حول إيران، تحديدا من العسكرتاريا الصهيونية التي تلوح بالحرب الشاملة. 
عمليا، مرة أخرى، إسرائيل قوة للاستهلاك الداخلي، ولا رهان على أنها ستدخل اي حرب، أو ضربات ضد إيران، برغم ان المفاوض الأميركي" روب مالي" حذر من :" خطر اندلاع "أزمة" إذا فشلت الجهود الدبلوماسية" .

.. يجب تن لا ننسى، ما رسمه سيناريو  موقع "إكسيوس" الأميركي، الذي ألمح إلى إن الاستخبارات الاسرائيلية قدمت معلومات للولايات المتحدة والاوروبيين تفيد بنية إيران زيادة مستوى التخصيب إلى 90 في المئة، وهي النسبة التي تمكّن إيران من استخدام اليورانيوم المخصّب لأغراض عسكرية. فيما تؤكد إيران بشكل مستمر على الطبيعة السلمية والمدنية لبرنامجها النووي. 
.. هذه الورقة الإيرانية، وهي تتجاهل إمام وبين يدي، ومن تحت طاولة المفاوضات، اي تهديد إسرائيلي، لعدم جديتن، لأن الإدارة الأميركية، لن تدفع كلف اي حرب في المنطقة والشرق الأوسط، بما في ذلك إيران والخليج العربي، وغيرها من اقطاب الصراعات والأزمات الدولية. 
.. إيران ستضع نهاية معقدة الجولة الثامنة، تصعيدا لثلاث جولات مقبلة، تكون خلالها عرت المفوض الأوروبي، والأمريكي، وخلخلت اكذوبة سعي إسرائيل لتأديب الجمهورية  الايرانية،التي تشعر بالاختلاف عن العالم، وتضع البيانات لما تريد-هي- اولا.