رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العرب أخيرًا.. يلعبون معًا

أعتقد أن بطولة كأس العرب العاشرة، أو كأس فيفا للعرب التى أقيمت مؤخرًا فى قطر، نجحت فى خلق حالة نفتقدها منذ سنوات بعيدة، حالة إيجابية بالطبع، لم نشهد فيها عصبية ولا عنفًا، الجماهير عبّرت عن انحيازاتها بعفوية، رفرفت الأعلام بعيدًا عن السياسة، وشهدنا بطولة ناجحة.

رئيس الاتحاد الدولى- الفيفا- «جانى إنفانتينو» قال قبل انطلاق البطولة، التى فازت بها الجزائر عن جدارة: «كل شىء جاهز فى قطر لاستضافة كأس العرب وكأس العالم، والأهم هو الاحتفاء بالوحدة والأخوة العربية وأيضا الاحتفال بكرة القدم التى ستهيئ المشهد لما سيكون أفضل كأس عالم وهو الذى سيقام فى قطر ٢٠٢٢»، رجل أوروبى على رأس المنصب الرفيع يتحدث عن الوحدة والأخوة العربية، يتحدث نيابة عن أمين الجامعة العربية وعن كل عربى يحلم بالتآخى وعودة المياه إلى مجاريها بين الأشقاء، الذين أنهكتهم العداوات والحروب العبثية، لم تكن البطولة بهذه الأهمية فى الماضى، أيام كانت الأمور أهدأ وأكثر استقرارًا، حاجة الجماهير لعمل عربى مشترك هو الذى أنجح هذه البطولة، وأعتقد أن هذه الحاجة كانت أهم من الملاعب الجيدة والجوائز السخية، المنتخب القطرى فاز بضربات الجزاء الترجيحية على المنتخب المصرى وحصوله على المركز الثالث مع جائزة تقدر بمليونى ونصف المليون دولار، وكان منتخبنا أفضل، ولكنها كرة القدم، لم يفكر أحدنا والكرة فى الملعب، فى شىء آخر، أنت وافقت على المشاركة بعد أن هدأت الأمور قليلًا بين بلدينا، وذهبت إلى هناك، وكان قرارًا حكيمًا، أسهم فى نجاح البطولة وفى إسعاد الجماهير المصرية هناك، وكان من الممكن أن تحصل على الكأس لأنك لم تكن سيئًا، واستغربت الهجوم الذى تعرض له البرتغالى المخضرم كيروش، مدرب المنتخب المصرى، من نجوم استوديوهات التحليل من اللاعبين المتقاعدين الذين لن يعجبهم العجب، «كيروش» تولى المسئولية قبل ثلاثة أشهر فقط، ومطالب بالصعود إلى كأس العالم وحصد البطولة الإفريقية، العام المقبل، وأراد أن يجرب أكبر عدد من اللاعبين فى هذه البطولة، أصاب فى معظم الاختيارات وأخفق فى بعضها، نزل بمستوى الأعمار، جرّب لاعبين فى مراكز جديدة، غامر بوجوه كان من المستحيل أن نشاهدها مع مدرب آخر، استبعد لاعبين أكفاء نعتقد أنهم أفضل ممن اختارهم، لأننا جميعًا خبراء ومحللون على أعلى مستوى، هذا الرجل المغامر جعل لاعبين لم يسمع عنهم أحد، بسبب لعبهم فى فرق غير جماهيرية، لاعبين دوليين، وسّع قاعدة الاختيار على امتداد خريطة مصر، أقنعنا بموهبة أحمد رفعت، وجعل مروان حمدى فى الصورة بعد سنوات من افتقادنا رأس حربة مقنعًا، وسيكون إلى جوار مصطفى محمد ومحمد شريف فى المرحلة المقبلة، ثبّت عدد من اللاعبين أقدامهم كأعمدة فى الفريق الوطنى، مثل الونش وأكرم توفيق وحمدى فتحى «الذى أعتبره من أفضل اللاعبين فى الكرة المصرية»، وأحمد فتوح مفاجأة البطولة، وأحمد زيزو ومصطفى فتحى وأحمد حجازى وبالطبع الشناوى. طارق حامد وعبدالله السعيد، وغيرهما من اللاعبين الكبار، قد يستعين بهما فيما بعد، كما حدث واستبعد أفشة وشريف، وضمهما بعد ذلك، «كيروش» كان يجرب، ولولا سوء الحظ فى مباراتى تونس وقطر، لاختلفت لغة الشتّامين، الرجل حديث العهد بالكرة المصرية، ويملك شخصية قوية، وتاريخه يؤكد أنه مدرب قدير، وعندما يكتمل الفريق بالمحترفين سنشاهد فريقًا عظيمًا فى الملعب، الفوائد كانت كبيرة.. والقادم أفضل بإذن الله.