رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستشار المفتى يوضح حكم الشرع فى قضاء السنن وقيام الليل

الدكتور مجدى عاشور
الدكتور مجدى عاشور

تداول سؤال من أحد المتابعين إلى الدكتور مجدى عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتى الجمهورية، عبر صفحته على"فيسبوك" من سائل يقول: “فاتتني صلوات كثيرة، فهل يجوز لي وأنا أقضي الفوائت أن أصليَ سنن الصلوات الحاضرة والوتر وقيام الليل؟”. 

من جانبه، رد قائَلا: "من ترك الصلاة بغير عذرٍ عليه التوبة والاستغفار من ذلك الذنب، وقضاءُ الفوائت واجبٌ ولو كانت لمدة طويلة بلغت سنوات، لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِك رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا ، فإن الله يقول: {وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِي}”.


وأشار إلى أن الأصل أن يقضيَ الإنسانُ ما عليه من فوائتَ، لأنها واجبةٌ على الفور، بمعنى أنه كلما وجد وقتًا، فعليه أن يقضيَ فيه ما فاته ولا ينشغلَ بسننٍ أو نوافلَ، إذ الواجب مُقدَّم على المندوب والمستحب، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قَالَ: “شَغَلَنَا الْمُشْرِكُونَ يَوْمَ الخَنْدَقِ عَنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي القِتَالِ مَا نَزَلَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: {وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَ}”.

فَأَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله  عليه وسلم بِلَالًا فَأَقَامَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا لِوَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ لِلعَصْرِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا ، ثُمَّ أَذَّنَ لِلْمَغْرِبِ فَصَلَّاهَا كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا "، وهذا مذهب الجمهور.

 

حكم قضاء السنن الراتبة

وقال عاشور: ويرى الحنفيَّةُ جوازَ صلاة السنن الراتبة التي لها أجرٌ منصوصٌ عليه في الشرع مع قضاء ما عليه من فوائت.

وأشار إلى أنَّ عليك أنْ تقضيَ ما عليك من صلواتٍ، إذ هي مُعَلَّقةٌ بِذِمَّتِك، حتى تستشعرَ أنك قضيتها، وذلك خُرُوجًا مِن خلاف الفقهاء، ثم تصلي بعد ذلك ما شئتَ من الرواتبِ والنوافل.