رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد شفاء أول حالة..«الخلايا الجذعية» أمل جديد ينهي مأساة مرضى السكر

مرضى السكر
مرضى السكر

أملٌ جديد ينتظره الملايين من مرضى السكر حول العالم، بعد الإعلان عن أول حالة شفاء تام لمريض سكر باستخدام الخلايا الجذعية، ليتشبث مرضى السكر ثانيًا بإمكانية علاجهم باستخدام هذه الخلايا، بعد أن تعرض الحديث عن هذا الأمر من قِبَل، إلى العديد من الانتقادات بسبب ما أثبتته تلك الخلايا من كونها غير مجدية، وأن المراكز الطبية التي تدعي استخدامها لعلاج العديد من الأمراض ومن بينها السكر ما هي إلا مراكز للنصب.

الدكتور محمد إبراهيم، أخصائي أمراض الأورام أوضح لـ"الدستور"، أن طبيعة الخلايا الجذعية بكونها جزء من الجسم، تُستخدم لزراعة خلايا بشرية أو حيوانية لتعويض الخلايا أو الأنسجة التالفة في محاولة لعلاج الأمراض، متابعًا أنها تنقسم بسرعة وتتخصص في تكوين خلايا وأنسجة وأعضاء مختلفة من الجسم.

وأضاف، أنه دائمًا هناك مجموعة من الخلايا منها الجذعية غير المستخدمة والتي تعتبر بمثابة نسخة احتياطية لإصلاح وتجديد الجسم، فيذكر أنه على سبيل المثال بجسم البالغين توجد خلايا جذعية في نخاع العظام والأنسجة الدهنية والأسنان والدم المحيطي والأنسجة الأخرى، يمكن استخدامها في حال تلف أي عضو أخر.

وأشار إلى أن الباحثين والأطباء يتعاونون في إجراء تجارب على استخدام الخلايا الجذعية في أمراض العظام المختلفة مثل التهاب المفاصل ونخر الأوعية الدموية والسكتة الدماغية، وأمراض المناعة الذاتية.

كما أكد إبراهيم، أن الخلايا الجذعية يمكن الحصول عليها من الدم إذ يُعطى المُتبرع أولًا دواءً يحفز نقِي العِظام على تحرير المزيد من الخلايا الجذعية في مجرى الدم، وبعد ذلك يجري سحب الدم بواسطة قسطرة تُركب في إحدى الذراع، ومن ثم تدويره في آلة خاصة تستخلص منه الخلايا الجذعية، وتُعاد كمية الدَّم المتبقية إلى المتبرع من خلال القَسطَرة المُدخلة في الذراع الأخرى. 

وأضاف أن الأمر يحتاج في العادة لإجراء ست جلسات، وذلك للحصول على كمية كافية من الخلايا الجذعية، مشيرًا إلى أنه يمكن الحفاظ على الخلايا الجذعية لاستخدامها لاحقًا عن طريق تجميدها.

أما من العظام يقول استشاري أمراض الأورام، إنه بعد تخدير المريض موضعيًا يجب إزالة النقي من عظم الفخذ عند المتبرع بواسطة إبرة، مشيرًا إلى أن أخذ نِقي العَظم يستغرق حوالي ساعة واحدة، ثم يجري حقن الخلايا الجذعية في وريد المتلقي على مدى ساعة إلى ساعتين.

وبالنسبة لاستخدام الخلايا الجذعية في علاج مرض السكر، فقد كشف الدكتور أسامة حمدي، أستاذ السكر بجامعة هارفارد بمركز "جوزلين" بالولايات المتحدة الأمريكية، في تصريحات له عن كيفية حدوث ذلك، أنه في غضون 3-5 سنوات على أقصى تقدير سيُعلن في بوسطن عن الانتصار النهائي بالضربة القاضية على مرض السكر من النوع الأول، وذلك من أجل تحقيق الحلم للملايين من مرضى السكر حول العالم، ورسم البسمة على شفاههم بعد أن أرهقهم هذا المرض لسنوات بسبب أعراضه ومضاعفاته. 

وأضاف أنه كان هناك ثلاث مشكلات تتركز في كيفية الحصول على عدد كاف من خلايا البنكرياس المُفرِزه للأنسولين، والثاني كيفية المحافظة على هذه الخلايا إن حصلنا عليها، وكيفية حمايتها من مهاجمة الأجسام المناعية التي سبق لها من قبل تدمير خلايا البنكرياس التي تفرز الأنسولين، وكانت سببًا لهذا النوع من السكر؟، أما السؤال الثالث يتركز في كيف نمد هذه الخلايا بعد زراعتها بالتغذية والأكسجين لتعيش أكثر من سنة.

وتابع أن الدكتور ميلتون، مكتشف علاج  السكر بالخلايا الجذعية  في 2014، استطاع أن يحل المشكلة الأولى حين حول  خلايا الجسم العادية كخلايا الجلد إلى خلايا بنكرياس تفرز الأنسولين، وبالتالي ساعد ذلك على إنتاج كمية كبيرة من الخلايا بهذه الطريقة والتي تكفي للشفاء، وهو إنجاز غير مسبوق.

وحسب قوله، توصلت شركة أخرى بسان دييجو، بولاية كاليفورنيا، في سنة 2000، إلى اكتشاف طريقة جديدة تحول بها الخلايا الجذعية إلى خلايا أخرى عند زراعتها تتحول إلى خلايا للبنكرياس، وأمكن بهذه الطريقة إنتاج تريليون من الخلايا المفرزة للأنسولين بسهولة.

ولحل المشكلة الثانية، قررت شركات استخدام  الخلايا الجذعية أن تحفظها في جهاز صغير بحجم كارت الائتمان وبه ثقوب تنمو فيها الشعيرات الدموية لتغذي الخلايا بالأكسجين والغذاء لتنمو وتعيش لأطول فترة ممكنة، ولكن يجب معها أيضًا إعطاء الأدوية المثبطة للمناعة لأن الأجسام المناعية تدخل أيضًا من هذه الثقوب.

أما المشكلة الثالثة، وهى أين تُزرع الخلايا الجديدة؟ وكيف نحميها ونغذيها لتعيش؟  فأوضح أن إحدى الشركتين اللاتي تستخدم الخلايا الجذعية قررت أن زراعتها في الكبد هو أسلم طريقة والتي جُربَّت من قبل.

في حين ترى الشركة الأخرى أنه يمكن تجهيز جيب صغير تحت الجلد أو في الغشاء الدهني المتصل بالأمعاء لحفظها، لكون الشعيرات الدموية والتغذية تتوافر فيهما بشكل أفضل من أى مكان آخر في الجسم، مؤكدًا أن هاتين الشركتين أصبحتا مقتربان بشدة من النجاح باستثمار مليارات الدولارات على الأبحاث، التي ستنتهي بعلاج حقيقي بعد سنوات قليلة باستخدام هذه الخلايا، وليس كما تدعي بعض الجهات الطبية في مصر وبعض البلدان الأخرى، بإمكانية  العلاج بالخلايا الجذعية الآن بتكلفة باهظة وهذا نوع من النصب العلمي الدولي.