رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس «الأورومتوسطي»: تأهيل المجتمع روحيًا هو المدخل لبناء مواطنة صادقة

 ليالي الوصال
ليالي الوصال

قال الدكتور منير القادري، رئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم ورئيس مؤسسة الملتقى، إن الشعور بالمسئولية من الأمور التي بنت التربية الإسلامية ركائزها عليها، مستدلا النبي:"كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، الإمامُ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ في أهْلِهِ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ في بَيْتِ زَوْجِها ومَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِها، والخادِمُ راعٍ في مالِ سَيِّدِهِ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، وكُلُّكُمْ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ"، جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات ليلة الوصال الصوفية رقم ٨٢بالمغرب والتي تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية.
واستطرد أن الأفكار والرؤى والمواقف تتغيّر بفعل عامليْ الزمان والمكان، و السياق الاجتماعي والحضاري، موردا قول الإمام علي ابن طالب (ض) "لا تربوا ابناءكم كما رباكم اباءكم، فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم".

وأوضح  أن تأهيل المجتمع روحياً هو المدخل الحقيقي لبناء مواطنة صادقة صالحة كمعنى روحي يتميز بالتوجه إلى جوهر الإنسان ليزيل عنه العوائق المثبطة، فيصبح قادراً على جلب الإصلاح المبتغى و تقلد المسؤولية أمام الحق والخلق، فتشغله عن النظر إلى حظوظه الذاتية والأنانية، وينصرف إلى خدمة الصالح العام ونفع مجتمعه.  

وشدد على أن كل إنسان يبقى مسؤول إجتماعياً عن نفسه وعن الجماعة، والجماعة مسؤولة عن نفسها وعن المجتمع ككل، مضيفا أن التربية على مقاصد المسؤولية الإجتماعية كتربية بأبعاد قيمية وأخلاقية، هي تكوين ذاتي يقوم على نمو الضمير -كرقيب داخلي- ونتاج اجتماعي يتم تعلّمه واكتسابه،  منذ أن يعي الناشئ تحمّل والديه المسؤولية في رعايته وتربيته وإشباع حاجاته المادية والمعنوية، تم تنمو هذه المسؤولية تدريجياً عن طريق التربية والتنشئة، وتابع انه في كلا المستويين يظلّ الهدف واحداً، وهو إعداد الفرد ليكون مواطن المستقبل ويكون راعياً وواعياً لذاته ومسؤولياته.  

وبين أن تحمل أعباء المسؤولية الإجتماعية هي إحدى أهم القنوات التي تدعم المصلحة العامة، وأن هذا سرّ قوتها كعنصر أساسي مطلوب لتمتين روابط العلاقات الإنسانية، في التعاطى مع ذواتنا ومع الآخرين ومع مجتمعنا بروح مسؤولة.