رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عضو اللجنة البابوية: قزمان ودميان عملا طبيبين واشتهرا بحبهما للفقراء

كنيسة
كنيسة

تحي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، ذكري الشهيدين قزمان ودميان وأمهما وأخوتهما وكنيستها الأثرية بمنيل شيحة.

وقال ماجد كامل الباحث في التراث القبطي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: تحتفل الكنيسة القبطية يوم 22 هاتور من التقويم القبطي الموافق 1 ديسمبر بعيد استشهاد فزمان ودميان وأمهما ثاوذوتي واخواتهما انسيموس ولاونديس وابراميوس .

وتابع: قزمان ودميان ؛من أحدي  بلاد العرب ؛وقد توفيا والدهما وهما في سن مبكرة فتولت أمهما تربيتهما ؛وكانت مسيحية تقية؛ ولما كبرا عملا طبيبن ؛واشتهرا بمحبتهما وعطفهما علي الفقراء حتي أنهم كانا يتوليان علاجهم مجانا دون مقابل ؛أشتهرا في كتب التاريخ الكنسي "كارهي الفضة" ؛ لقد وهبهما الله موهبة شفاء الأمراض الجسدية بقوة الصلاة مع الادوية ؛ولقد جاء في أحدي كتب التمجيد الخاصة بالقديسين: " كانا الدراسين فن الطب خلال العطية الإلهية جميع المتعبين الصحة مجانا ؛يهبان الشفاء للمرضي والحزاني ؛يهبان النظر للعميان ؛والشفاء للعرج والمساعدة للصم ".

 وواصل: عندما قرر دقلديانوس إضطهاد المسيحين ؛أحضرهما أمامه ؛وسلمهما لوالي المدينة الذى طلب منهما التبخير للأوثان فلما رفضا ؛عذبهما ؛وأستعلم منهما عن مكان أمهما وأخوتهم ؛ فلما حضروا أمامه طلب منهم التبخير للاصنام ؛فلما رفضوا ؛أمر ان يعصروا في المعاصر ؛ثم طرحهم في مستوقد حمام ؛وأخيرا وضعهم علي أسرة محماة من الحديد محماة بالنار ؛ ووهبهم الله قدرة عظيمة علي التحمل ؛وكانت أمهما تشجعهم وتقويهم ؛فجن جنون الملك وأمر بقطع رأسها فنالت اكليل الاستشهاد ؛وظل جسدها مطروحا لم يهتم أحد بدفنه ؛ فصرخ دميان في الحاضرين قائلا :" ياهل المدينة اليس فيكم واحد ذو رحمة فيستر جسد هذه الأرملة ويدفنها ؟! ؛ وعند ذلك تقدم بقطر بن رومانوس وأخذ الجسد الطاهر وكفنه ودفنه ؛؛فلما علم الملك بما فعله بقطر أمر بنفيه إلي ديار مصر وهناك نال اكليل الشهادة"وفي صباح اليوم التالي امر الملك دقلديانوس بقطع رأس القديسين قزمان ودميان ؛ وبعد أن انقضي زمان الاضطهاد بنيت لهم كنائس عديدة علي أسمهما ؛وأظهر الرب فيهما آيات وعجائب كثيرة" . 

وتابع: لقد كتب “أبو المكارم” عن هذه الكنيسة تحت أسم "دموة" فقال: " دموة بيعة ابو قزمان ودميان وأخواتهم ووالدتهم جدد عمارتها الشيخ ابو سعيد الكاتب كان بديوان المكاتبات ويجاورها بستان وفيه بئر ساقية دائر منازلا لهم ويستان فيه انشاب ونحيل وبئر ساقية دائر وبين طائفة الربانيين والقرائين منازعات بسبب وقود السرائج وذكر ان موسي النبي في أيام فرعون كان يحضر إلي هذا المكان ويصلي وينان فيه 

واستطرد: كما كتب عنه المقريزي في كتاب " الخطط " فقال تحت عنوان دير دموة بالجيزة: "وتعرف بدموة السباع وهو علي أسم قزمان ودميان وهو دير لطيف . وتزعم النصاري أن بعض الحكماء كان يقال له "سبع أقام بدموة .وأن كنيسة دموة التي بأيدي اليهود الآن كانت من ديارات النصاري ؛فابتاعته منهم اليهود  في ضائقة نزلت بهم ؛ وقد تقدم ذكر كنيسة دموة .وقزمان ودميان من حكماء النصاري ورهبانهم العباد ؛ ولهما أخبار عندهم ". 

مستكملاً:  كما ذكره القمص عبد المسيح المسعودي البراموسي الصغير في كتابه "تحفة السائلين في ذكر أديرة الرهبان المصريين " فقال عنها " بناحية منيل شيحة بمديرية الجيزة .وهو غربي النيل شمالي دير أبو سيفين طموة .ذكر في سجل الكنائس تبعا لكرسي الفيوم  أسقف الفيوم سابقا .وأظنه هو الذي ذكره المقريزي في وجه 504 وسماء دموة بالجيزة . وقال أنه علي اسم قزمان ودميان ولقد جاء ذكرهما أيضا في كتاب "تاريخ المسيحية وآثارهما في الجيزة "للمرحوم الأستاذ نبيه كامل داود والأستاذ الدكتور عادل فخري ؛فقالا عنه تحت عنوان " بيعة قزمان ودميان بناحية دموة  منيل شيحة " ناحية دموة ؛وهي اليوم منيل شيحة؛وسميت بهذا الأسم في العصر العثماني بعد أن عرفت به 

وواختتم: يذكر القمص يوسف الحومي أنه يوجد تقليد شفوي متوار جيلا بعد جيل بأنه يوجد  بالدير أربعة أعمدة أثرية ترجع للعصر الروماني ؛ويوجد عمود منها به بعض الشروخ والكسور؛ سبب هذا الكسر أنه  أثناء الاضطهاد كان الجنود يخلعون أعمدة الكنائس ويتم وضعها في أماكن مثل المعابد والقصور ؛ وعندما حاول أحد الجنود ضرب العمود بأحدي الآلات الحادة ؛ أرتد العمود وأصابه؛ وبقيت آثار هذه الضربة قائمة في هذا العمود حتي الآن .