حقنة المعاناة.. أزمات تواجه «الطلاب المسكرين» مع الأنسولين
تشغل قضية الطلاب المسكرين (مصابي مرض السكر) جدلًا واسعًا فى المنظومة التعليمية، خاصة مع ظهور مشاكل لهم خلال الأيام الماضية داخل المدارس من تنمر وحرمان من الأكل ودخول دورات المياه، إضافة إلى أزمة إعطاء جرعة الأنسولين داخل الفصل.
«مَتجيبهاش المدرسة»
كانت رودينا محسن، الطفلة ذات (7 سنوات) الطالبة بالصف الثاني الابتدائي في مدرسة الشهيد إيهاب إبراهيم بمحافظة القليوبية هى نقطة انطلاقة العديد من صرخات أولياء أمور الطلاب المصابين بالسكر عقب نشر استغاثة لها على السوشيال ميديا تستغيث من خلالها بالرئيس السيسي ود. طارق شوقي وزير التربية والتعليم، بعد منعها من دخول المدرسة بسبب جرعة الأنسولين.
كشفت منار محسن شقيقة رودينا عن أزمة شقيقتها، إضافة إلى ما يعانى منه أولياء الأمور وقالت: رودينا ليست الوحيدة فكثيرًا من طلاب السكر يتم رفضهم فى المدارس، بل وإن تم قبولهم تقول المدرسة لأولياء أمورهم أنه من الممكن أن يجلس الطفل فى المنزل ولا يأتي إلى المدرسة ويسلبوا حق الطفل فى حياة تعليمية له.
أضافت منار محسن خلال تصريحاتها لـ"الدستور": أطفال السكر يعانون داخل المدارس ويتم منع دخول أولياء أمورهم للمدرسة حتى يساعدون أولادهم فى أخذ جرعة الأنسولين داخل الفصل، مشيرة إلى أن عندما تعرضت شقيقتها الصغرى إلى أزمة عدم منعها من دخول المدرسة بسبب أنها مريضة سكر ولا يوجد أحد بالمدرسة يعطيها جرعة الأنسولين قررت أن تخرج عن صمتها وترسل استغاثتها للرئيس السيسي عبر السوشيال ميديا: “لولا الاستغاثة لما كان يسأل أحد فى أو فى شقيقتى ولذلك أريد، فقط، أن يصدر وزير التعليم قرارًا بأهمية التعامل مع طفل السكر فى المدرسة وأن يسمح لأولياء أمورهم بالدخول مختتمة حديثها: ”فيه زى رودينا كتير أوى فى المدارس محدش سامع صوتهم".
«لما يجى هى مياخدش أى جرعة أو يقيس»، بهذه الكلمات صدمت معملة حضانة فى مدينة نصر أمنية جمال التى يوجد لديها طفل فى عمر الروضة ويدخل حضانة من أجل التعلم، تقول أمنية قد ذهب للتقديم فى الحضانة وعرفوا من اليوم الأول أن طفلي مريض سكر، مؤكدة لـ"الدستور": "فى أول يوم ذهب ابنى ووعدتني بأنها ستقوم بقياس السكر له، لكن اكتشفت أن العكس تماما هو الذي حصل".
وأضافت أمنية معاناتها: لم يتم قياس الشكر لطفلى وأصيب بهبوط ورفضت المعلمة فى الحضانة قياسه قائلة لى :« ابقي أكّليه فى البيت الصبح واديله الجرعة فى البيت لاما متجبهوش تانى».
أشارت أمنية أنها اضطرت إلى تغير الحضانة، مؤكدة أنه حتى تختار الأم حضانة إلى ابنها أو بنتها سواء كانت حضانة رياض الأطفال أو المدرسة فيتم الاختيار بصعوبة بالغة، حتى نجد مدرسة أو حضانة تقبله من الأساس.
وقالت أية محمود، والدة الطفلة روتانا الطالبة بالصف الرابع الابتدائي إن أطفال السّكر يعانون داخل المدارس، مؤكدة أنه ليس كل المدارس بل يوجد مدارس مازالت تتعامل بإنسانية مع أطفال السكر، لكن الأغلب يتعاملون معاملة سيئة.
أشارت آية خلال، لـ"الدستور": “المدارس تمنع أطفالنا من الأنشطة وممارسة الرياضات داخل المدرسة وكل هذا بسبب أنهم مرضى سكر".
أكدت آية، في تصريحاتها أن الكارثة الكبرى أن الطفل يتعرض للتنمر من زملائه، بسبب أنه مريض سكر ولا يوجد توعية داخل المدارس أو وجود أخصائية نفسية أو اجتماعية تشرح للطلاب الآخرين مرض السكر أو تعلمهم عدم التنمر بزملائهم السكريين: "كل ما نطلبه من وزارة التعليم النظر بعين الرحمة والإنسانية لهؤلاء الطلاب وفتح ملفهم فى وسائل الإعلام والبرلمان وغيرهم.
وحملة أطفالنا والسكر "اسمعني"، على مواقع التواصل تجمع كل أولياء أمور طلاب من مرضى السكر على مستوى الجمهورية ويتم من خلالها رصد مطالبهم د من وزارتى الصحة والتعليم والتى منها:
_السماح للطفل السكري بالذهاب للحمام في أي وقت وفي لحظة طلبه ذلك وفي حالة تكرار طلبه في وقت قصير يجب أن يقاس نسبة السكر بالدم حيث أن تكرار التبول أحد علامات الإرتفاع.
_السماح للطالب بقياس سكر دمه وقتما يرغب في ذلك.
_عند الشكوى من الشعور بالهبوط يتم السماح له فورًا بتناول الطعام والشراب في مكانه بدون بذل مجهود أو حركة.
_توفير زائرة صحية بالمدرسة.
_في حالة عدم إمكانية تواجد زائرة صحية يسمح لولي الأمر أو من يوكله بمتابعة التلميذ أو الطالب السكري أثناء اليوم الدراسي مع حفظ حق المدرسة في عدم تجوله داخل أروقتها و تحديد مكان ثابت لتواجده.
_استثناء تلاميذ و طلاب السكر من قرار منع إستخدام الموبايل خاصة مستخدمي أجهزة تتبع قياس سكر الدم عن بعد وكذلك داخل المدارس التي لا يتوافر بها زائرة صحية ولا يتثنى لولي الأمر متابعة طفلة بالحضور خلال اليوم الدراسي.
_عدم منع الطالب من حصص الرياضة أو الفعاليات الرياضية أو البطولات المدرسية حيث أن داء السكري لا يعيق صاحبه من ممارسة الرياضة بل على العكس تمامًا فالرياضة جزء رئيسي في إدارة السكر وتعزيز الثقة بالنفس والاندماج بين أقرانهم و هذا ما يحتاجه للصحة البدنية والنفسية على أن يتم تنسيق ذلك مع ولي الأمر.
_الحرص على تلقيهم التطعيمات المقدمة من وزارة الصحة للمدارس؛ حيث أن داء السكري لا يمنع أبدًا تلقي اللقاحات والتطعيمات.
_تعويض الطالب أو التلميذ بالوقت المستقطع من الإختبار سواء الشهري أو نصف العام أو نهاية العام؛ والذي يتوقف فيه عن الحل لعلاج حالة طارئة مثل الهبوط أو الإرتفاع.
_رفع الغياب حيث أن تذبذب السكر لا يعطي مجالًا لتقديم شهادة مرضية فكثير من حالات الطوارئ تعالج بالمنزل مع راحة تامة.
كشفت الدكتورة مى محسن أخصائي الأطفال وحديثي الولادة فى تصريحات خاصة لموقع الدستور عن كيفية التعامل مع اطفال مرضى السكر في المدارس أنه في البداية لابد من مراعاة نفسية الطفل من خلال معلمية وذملائه
وأضافت فى تصريحاتها: لابد أن يعيش حياته بشكل طبيعي. إذا كان موهوبًا في الرسم، ويمارس رياضة معينة، فشجعيه وساعديه على الاندماج بالآخرين، وممارسة الأنشطة التي يحبها.
وقالت أن ممارسة الرياضة والهوايات المختلفة، تزيد ثقة الطفل بنفسه، وتزيح شعور الضعف والإحباط الذي يسببه المرض.
أشارت فى تصريحاتها سواء لأولياء الأمور أو المعلمين فى المدارس: لا تتعاملوا معه باهتمام زائد عن الحد، حتى يشعر بأنه طفل طبيعي، وكذلك حتى لا تتاثر مشاعر الغيرة بين إصدفائه.. ساعديه في الاندماج مع أصدقائه، على تكوين صداقات متنوعة مع زملائه في المدرسة، ومع الأطفال الذين يقابلهم في الأماكن المختلفة.
واستكملت مى محسن: على الأم أن تتحدث معه عن مرضه، وساعديه على تقبله، وأجيبي عن جميع أسئلته فيما يتعلق بحالته. واستمعي جيدًا لما يشعر به، واحتويه ولا تعنفيه أو تعاقبيه إذا أكل حلوى ممنوعة، فهو يتصرف كطفل طبيعي.. أخبريه بلطف وهدوء أنها تسبب تسوس الأسنان، وأحيانًا تسبب الحساسية وبعض الأمراض الأخرى. اجعلي الطعام الصحي أسلوب حياة للأسرة كلها، ولا تخبري أطفالك بأن هذا الأسلوب بسبب مرض أخيهم، ولكن أكدي لهم أنه أساس التغذية السليمة.
لا بدّ من معرفة مضاعفات مرض السكر وأعراض غيبوبة السكر لإبلاغ الاهل والتوجه بالطفل الي اقرب مستشفى من المدرسة ان أبرز هذه المضاعفات: التهاب شبكية العين السكري التهاب يصيب شبكية العين بسبب تأثير ارتفاع نسبة السكر بالدم، وقد يؤدي إلى العمى. التهاب الأعصاب السكري التهاب يصيب نهايات الأعصاب، قد يحدث معه خلل في الإحساس بالألم. التهاب الكلى السكري التهاب يصيب الكليتين مع طول مدة ارتفاع نسبة السكر في الدم، وقد يؤدي إلى فشل كلوي. التهاب الشعيرات الدموية التهاب يؤدي إلى حدوث أمراض في القلب لاحقًا. كثرة العدوى البكتيرية بالجلد أو تكرار نوبات الالتهاب الرئوي وتحدث كلها بسبب خلل في مناعة الطفل.
