بين العلم والخرافة.. هل هناك علاقة بين الدورة الشهرية والقمر؟

لعدة قرون تسائل الناس عما إذا كانت هناك دورة الشهرية مرتبطة بمراحل القمر، ونعلم أن القمر يتحكم في المد والجزر في الكرة الأرضية، لذلك ليس من المستبعد أن نتخيل أن القمر قد يؤثر على المد الداخلي للدورة الشهرية، في حين أن العديد من الدراسات العلمية تنكر هذه الفرضية ، إلا أن عامة الناس لا يزالون مفتونين بفكرة أن الحيض والقمر قد يكونان مرتبطين.

فهل هناك صلة بين الحيض والقمر؟

ماذا يقول العلم

من أوائل الأشخاص الذين اقترحوا وجود صلة بين الحيض والقمر  تشارلز داروين ، الذي لاحظ العلاقة بين طول الدورة الشهرية وطول الدورة القمرية، ومنذ ذلك الحين حاولت العديد من الدراسات استخلاص استنتاج ما إذا كان هناك دليل على وجود علاقة حقيقية، وفقا لموقع health line.

وفي دراسة صدرت عام  1986 بعد اختبار 826 امرأة ، وجد الباحثون أن 28.3 في المائة من النساء بدأن فتراتهن بالتزامن مع " القمر الجديد"وقد  دعمت دراسة أخرى في عام 1987 نتائج هذه الدراسة.

وفي دراسة أخري أجريت عام 1977 وجدت أن النساء اللائي بدأن دورتهن على القمر الجديد لديهن فرصة أكبر للحمل.

ماذا تقول المزيد من الدراسات الحديثة؟

في  دراسة صدرت عام  2013 علي 74 امرأة خلال سنة تقويمية واحدة وجدت أنه "لا يوجد دليل على التزامن بين الدورة الشهرية والقمر.

و تشير أحدث  دراسة أجريت عام 2021 إلى أن دورات الحيض البشرية ربما كانت متزامنة مع الدورة القمرية ، لكن الضوء الاصطناعي وأنماط الحياة الحديثة قد عطلت هذا الارتباط.

وفي دراسة ثالثة أجريت عام 2019 بواسطة تطبيق تتبع الفترة Clue بيانات من 1.5 مليون مستخدم ووجدت أنه لا يوجد رابط واضح بين القمر والحيض الطبيعي، زوفقًا للدراسة حوالي 30 في المائة من النساء يبدأن الحيض عند أو بالقرب من القمر الجديد، وهذا لا يعني بالضرورة أن هناك علاقة بين الأمرين.

هناك تناقضًا في البحث

 سوف تتزامن كل امرأة مع الدورة القمرية في نقاط معينة من حياتها، ولكن قد يكون هذا مجرد مصادفة عشوائية.

من المعقول أن البشر القدامى كانوا أكثر تزامنًا مع القمر ، لكن لا توجد إجابة واضحة دون مزيد من البحث.

تقاليد روحية وثقافية تربط البدر بالدورة الشهرية

بينما لا يزال المجتمع العلمي مترددًا بشأن التزامن المحتمل للقمر والحيض ، تعتقد العديد من التقاليد والثقافات أن هناك رابطًا روحيًا، حتى أن هناك بعض الطقوس التي تربط بين الحيض والقمر.

اليونان القديمة 

ففي الثقافة اليونانية القديمة كلمة " الحيض " مشتقة من الكلمة اللاتينية واليونانية التي تعني القمر، كما أنه في اليونان القديمة اعتقد الأطباء أن القمر ودورة الطمث الشهرية مرتبطان، خلال فترة الحيض للمرأة ، كان يُعتقد أنها قوية روحياً وعقلياً.

وفي العديد من الثقافات الأصلية، هناك تاريخ من الحيض يرتبط بالقمر الجديد، علس سبيل المثال في تقليد الأوجيبوي ، يُعرف الحيض باسم "وقت القمر"، ويتبع ذلك تقليد يجعل  النساء تلجأ إلى المنزل أثناء  هذا الوقت للراحة والتفكير.

القبائل الأمريكية 

ووفقًا لتقاليد قبيلة يوروك في كاليفورنيا، يعد وقت القمر أيضًا جزءًا بارزًا من الثقافة.

"وقامت نساء هذه القبيلة بعزل أنفسهن عن الرجال وأفراد الأسرة خلال وقت القمر، وكن يزرن أحيانًا "بركة وقت القمر المقدسة" حيث يتم أداء طقوس الاستحمام الروحية.

في الثقافة الهندوسية 

وفي الأيورفيدا والثقافة الهندوسية تشير العديد من التقاليد الهندوسية والبوذية أيضًا إلى وجود صلة بين الدورة القمرية والحيض.

ووفقًا للأيورفيدا ، يُعتقد أن الدم أو الراكتا باللغة السنسكريتية يحكمها القمر شاندرا، وكان يُعتقد تقليديًا أن النساء يتمتعن بصحة أفضل عندما تكون دوراتهن متزامنة مع إيقاعات القمر.

وطبقا لنص اليوغي في العصور الوسطى المعروف باسم Vasishtha Samhita ، اعتُبرت النساء قمرية في الطبيعة بينما كان الرجال يعتبرون شمسيًا، وأعتقد أن الدورة القمرية أثرت على مختلف مراحل الحيض.