رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. «خيري شلبي» حكاء الرواية العربية مكتشف محاكمة طه حسين

خيري شلبي
خيري شلبي

تمر اليوم الذكرى العاشرة للكاتب الروائي خيري شلبي، والذي رحل في مثل هذا اليوم التاسع من سبتمبر عام  2011.  

حكاء الرواية العربية، وأحد أساطين العزف المنفرد حول عالم القرية والريف المصري، كونه قريبا  جدا من الهامش أو مايسميهم ملح الأرض كان واحد منهم  يعيش بينهم ويشتغل بنفس مهنهم الخشنة والقاسية.

ويعد خير شلبي أحد أبرز الكتاب العصامين ومن نفس عجينة إبراهيم أصلان وحنا مينه ومحمد شكري الذين جاءوا من قلب الوجع والقسوة محملين بالخيال والحلم وموهبة فذه في أن يصبحوا ما يريدوا.

لا تخلو كتاباته من طرح عطر القسوة والوجع التى عاشها، فكسر بكتاباته الحدود بين الأدب والواقع وذهب إلى أقصى مناطق الواقع قسوة وخشونة ليسردها عبر أعمال الروائية "ذهب  الشاعر والروائي واللبناني عباس بيضون إلى وصف منجز خيري شلبي إلى القول: “إذا كان هناك ثورة في النص الروائي العربي فهي ثورة خيري شلبي”، إذا كان سلين أخرج الروج الرواية من الأدب والتأدب ووذعها نصب الحياة، إذا أن أخرج اللغة من حنوطها، فإن خيري شلبي صنع هذا.

قال عنه الروائي الشاب طارق إمام: “لم أستطع أبداً الفصل بين عم خيري شلبي في حكيه الشفاهي الثري وخيري شلبي في كتابته.. في إبداع خيري شلبي تبدو هذه الفواصل واهية، بين المكتوب والمتلفظ.. إنه حكاء، ونموذج للروائي الذي لا يؤلف.. لا يخترع قصة، وربما يفسر ذلك غزارته وسيولة سرده. كان مشغولاً بتقريب الحكي الشفاهي، الذي تعرفه جماعته، من عالم الكتابة النخبوي والمتأنق.. ولطالما قال لي إن الرواية يجب أن تخلق حالة «أنس» مع متلقيها إلى جانب لعبة الجماليات والتقنيات.. وكان ذلك على الدوام يمثل لي مفتاحاً مهماً لقراءة رواياته”.

ولعل جزءاً من تفرّد عم خيري في الحياة، أنه لم يكن من سكان الأبراج العاجية مثل عدد كبير من مجايليه، كان بسيطاً، يتعامل «على راحته»، لا يختفي وراء قناع النجم، قليل الكلام، مضبوط الانفعالات، المتمرّس على صنع المسافات، كالكثيرين.. كان رجلاً تقوده عفويته وحسه.

خيري شلبي ومحاكمة طه حسين 

- يعد خيري شلبي مكتشف كتيب محاكمة طه حسين عن كتاب «الشعر الجاهلي» إذ عثر عليه في إحدى مكتبات درب الجماميز المتخصصة في الكتب القديمة، وقام بتحقيق هذه المحاكمة التي انتهت من الزاوية القانونية بحفظ الدعوى، وإعادة رصد وقائع القضية وردود أفعالها اجتماعياً وأكاديمياً وسياسياً وأدبياً، ثم نتج عن ذلك واحد من أهم كتب خيري شلبي وهو: كتاب «محاكمة طه حسين»، الذي طبع أكثر من مرة، وكانت أولى الطبعات عام 1969.

خيري شلبي صاحب الـ 70 حلما 

قدم خيري شلبي مايقرب من السبعين عملاً، في الرواية والقصة القصيرة والدراسة الأدبية والمسرحية وأبرزها: الأوباش. وكالة عطية. ملحمة موال البيات والنوم. صالح هيصة. السنيورة. محاكمة طه حسين. الشمس من فوق المشنقة. المأساة الخالدة. الوتد. عدل المسامير. رحلات الطرشـــجي الحلوجي. زهرة الخشخاش. وتد (تحـــوّلت إلى مسلسل تلفزيوني). ثلاثية الأمالي. مغامرات الأمير في بر مصر. نعناع الجناين"(آخر رواياته"

سيرة شلبي 

تشير سيرته إلى انه بدأ تعليمه في مدرسة القرية ثم في معهد المعلمين العام في دمنهور، واستكمل دراسته الثانوية والجامعية في الإسكندرية وفي أثناء الإجازة الصيفية كان يعمل في أراضي الإصلاح الزراعي، ومع عمال التراحيل، كما عمل في مهن كثيرة مثل بائع خردوات وأدوات منزلية، ثم عمل مندوباً لشركة، ثم قهوجياً في مقاهٍ عديدة "أشهرها قهوة إبراهيم الطنوبي".

استهوته كتابة الأغنية الشعبية لفترة، لكنه تنكر لها فيما بعد، ثم انصرف إلى القصة القصيرة والنقد الأدبي، حيث تتلمذ على يد محمود كامل المحامي ويوسف السباعي وإبراهيم الورداني وإحسان عبد القدوس، ويحيى حقي ومحمود البدوي ويوسف ادريس ومحمود السعدني ويوسف الشاروني. لكن مثله الأعلى في الكتابة كان طه حسين.

في أواخر عام 1967 عمل في مجلة الإذاعة والتلفزيون وكتب فيها النقد المسرحي إلى جانب المراجعة اللغوية، كما عمل في مجلة «الشعر» في عامي 1995 و1996، ورأس تحريرها.

نال عدداً من الجوائز: الجائزة التشجيعية عام 1981، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، جائزة التميز من اتحاد الكتاب المصري عام 2003.