رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تاريخ لن ننساه «15»: إرهاب رموز الدولة

حاول أعضاء التنظيمات المتطرفة إرهاب وتهديد أركان النظام المصري عن طريق محاولات اغتيال رئيس الجمهورية في أديس أبابا عام 1995، ومحاولات اغتيال الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء، وبعض وزراء الداخلية، ووزير الأعلام صفوت الشريف، بل واغتيال الدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب، وغيرهم، وهو ما سنعرض له بالتفصيل.. وهو ما يعطي دلالة على تردي الحالة الأمنية في البلاد وقتها، وبدأت موجة من الاعتداءات استهدفت وزراء الداخلية، الحاليين منهم والسابقين.

كما تمثل واقعة اغتيال اللواء رءوف خيرت، رئيس قطاع مكافحة التطرف الديني، علامة بارزة في عنف تلك الجماعات، واختراق رجال أمن الدولة، بما عكسته من دلالات بشأن قدرة جماعات التطرف على اختراق جهاز أمن الدولة واغتيال رموزه.

وسوف نتعرض بالتفصيل لتلك المحاولات حسب الترتيب الزمني:
1- محاولات اغتيال وزراء الداخلية.
في يوم الثلاثاء 6 مايو 1987، وفي تمام العاشرة مساء، وبينما كان اللواء حسن أبوباشا، وزير الداخلية الأسبق، عائدا إلى منزله من منزل ابنته، وبعد نزوله من السيارة التي كان يقودها بنفسه أطلق مجهولون عليه النار، وعلى الفور ألقى الوزير بنفسه بين سيارتين واقفتين، أصيب الوزير في ساقيه وفخذه، كما أصيب بواب العمارة فرج الله علي، والطفل شيرين خوري، وفر الجناة في سيارة كانت تنتظرهم.

وفي 31 يوليو 1987 أطلق مجهولون الرصاص على اللواء نبوي إسماعيل، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الأسبق، أثناء تواجده في شرفة منزله، من الجانب الآخر للشارع الذي يسكن فيه، انتقلت أجهزة الأمن إلى منزل النبوي ووجدت أن المقذوفات النارية التي عثر عليها تتطابق مع المقذوفات التي استخدمت في محاولة اغتيال اللواء حسن أبوباشا وزير الداخلية الأسبق ومكرم محمد أحمد.

وفي يوم 26 نوفمبر 1989 تعرض اللواء زكي بدر، وزير الداخلية، لمحاولة اغتيال أثناء مرور موكبه بشارع صلاح سالم، لم تصب سيارة الوزير ولا أي سيارة مرافقة، وتبين أن الفاعلين حفروا حفرة بالطريق، وارتدوا ملابس عمال البلدية، وظلوا يراقبون مرور موكب الوزير أثناء ذهابه إلى اتحاد الشرطة الرياضي.

أما الحادث الأكثر بشاعة فقد كان محاولة اغتيال اللواء عبدالحليم موسى، والتي أصابت الدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب، وحراسه.
ففي 12 أكتوبر 1990، في تمام الساعة العاشرة، توجه 4 أشخاص يستقلون دراجتين بخاريتين بسلاحهم الآلي إلى شارع الكورنيش أمام فندق سميرا ميس بالقاهرة انتظارا لمرور موكب اللواء محمد عبدالحليم موسى، وزير الداخلية، في الوقت الذي كان فيه موكب الدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب، في طريقه إلى المجلس.. كان موكب رئيس مجلس الشعب مكون من سيارتين الأولى رقم 7212 ملاكي القاهرة مرسيدس، ويستقلها الدكتور المحجوب وبجواره المقدم عمرو الشربيني حارسه الخاص، ويجلسان متجاورين في المقعد الخلفي، والثانية 167532 بيجو 505، ويستقلها أمينا الشرطة عبدالعال علي رمضان وكمال عبدالمطلب، وسائق السيارة.

ترجل راكبو الموتوسيكلات، وأطلقوا النار على السيارتين، وقتلوا من بداخلهما، وبعد أن فرغوا من السيارتين اتجهوا إلى حراس فندق سميراميس وأطلقوا عليهم النار، كان الحراس قد تبادلوا إطلاق الرصاص مع راكبي الدراجات النارية.

بعد أن فرغوا من عمليتهم ركبوا موتوسيكلاتهم وفروا هاربين متجهين ناحية فندق هيلتون رمسيس بشارع أمريكا اللاتينية وهم يطلقون الرصاص في كل اتجاه، تصادف في تلك اللحظة وجود العميد عادل سليم، وكيل مباحث العاصمة، والملازم أول حاتم حمدي، لمعاينة جثة غريق أمام فندق هيلتون رمسيس على النيل، حاول الضابطان التصدي لأحد المسلحين وإمساكه، ولكنه عاجلهما بدفعة نيران أصابت العميد محمد سليم بإصابات خطيرة، وتمكن من الفرار جريا على الأقدام داخل الفندق وتسلل منه إلى السوق التجارية ثم شارع الجلاء.

والغريب أن الشرطة فشلت في التوصل إلى الفاعلين، ففي يوم 29 يوليو 1993 أصدرت محكمة أمن الدولة العليا حكمها ببراءة جميع المتهمين في قضية محاولة اغتيال الدكتور رفعت المحجوب، وتلا رئيس المحكمة بيانا في الجلسة نوه فيه إلى عجز الشرطة عن الوصول إلى الجناة الحقيقيين.

وفي 18 أغسطس 1993 وقع حادث محاولة اغتيال اللواء حسن الألفي، وزير الداخلية، وأسفر الحادث عن مصرع كل من نزيه نصحي راشد وضياء الدين محمود حافظ، وكلاهما من المشتركين في عملية محاولة الاغتيال، عن طريق وضع عبوة ناسفة في دراجة بخارية وتفجيرها أثناء مرور موكب سيارات الوزير في شارع ريحان على بعد خطوات من وزارة الداخلية. 

2- محاولة اغتيال رئيس الوزراء.
وفي 25 نوفمبر 1993، وفي تمام الساعة الثانية عشرة والنصف وقعت محاولة اغتيال الدكتور عاطف صدقي، رئيس الوزراء، أثناء مرور موكبه في شارع الخليفة المأمون بالقرب من مدرسة المقريزي الابتدائية، عندما انفجرت عبوة ناسفة لها قوة تدميرية كبيرة، ونجا الدكتور عاطف صدقي من المحاولة، وساعد على امتصاص قوة التدمير وجود عدد 9 سيارات بجوار السيارة التي وضعت فيها العبوة الناسفة، وكان الفارق بين انفجار العبوة ومرور السيارة هو 38 ثانية فقط.

وفي 10 ديسمبر 1993 قبضت وزارة الداخلية على الجناة، وذلك إثر معلومات أدلى بها سيد أبويحيي، صاحب معرض للسيارات، كان من شأنها القبض على المتهمين بعد أن قام بمطاردتهم بسيارته وتمكن من القبض على أحدهم، وأدلى الأخير باعترافات أدت إلى القبض على شركائه.. 
يتبع.