رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء لـ«الدستور»: مصر ترسخ أسس التعاون الثلاثي مع العراق والأردن

قمة ثلاثية بين مصر
قمة ثلاثية بين مصر والعراق والأردن

تواصل مصر جهودها الدبلوماسية في تعزيز أواصر التعاون السياسي والاقتصادي مع العراق والأردن في إطار آلية التعاون الثلاثي، وكان آخرها ترأس سفير مصر لدى بغداد وليد محمد إسماعيل، ندوة نقاشية في أحد المراكز البحثية ببغداد حول أبعاد التعاون بين القاهرة وبغداد وعمان.

ووفقًا لما ذكرته وزارة الخارجية، في بيانٍ لها أمس الأحد، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أشاد سفير مصر بعمق الروابط التاريخية بين مصر والعراق، كما أكد على الرغبة المصرية الجادة في توظيف قدراتها لدعم العراق وتلبية متطلباته التنموية في المرحلة المقبلة، فضلاً عن الدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه القطاع الخاص في هذا الإطار، وأهمية تعزيز التواصل بين رجال الأعمال المصريين ونظرائهم العراقيين. 

وأوضح السفير إسماعيل، أن آلية التعاون الثلاثي تعد إطارًا تعاونيًا فريدًا في المنطقة العربية، وأنه من المنتظر أن تساهم الآلية الثلاثية في التنمية الاقتصادية لكل الدول المشاركة في إطارها، بما يؤدي إلى تحقيق تطلعات وآمال شعوبنا.

مجالات تعاون اقتصادية

وتعليقًا على ذلك، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن المجالات التي يتم فيها العمل في إطار آلية التعاون الثلاثي بين العراق والأردن ومصر، تشمل كلا من؛ مجالات الطاقة، التشييد والبناء، النقل، التشاور والتنسيق السياسي، بالإضافة إلى التعاون في المنظمات الدولية.

وفيما يخص المكاسب التي يمكن أن تعود على مصر من خلال هذا التعاون، أوضح هريدي، في تصريح لـ«الدستور»، أن التعاون في مجال الطاقة مهم للغاية، إذ أن العراق دولة مصدرة للبترول ويمكن أن تفيد مصر في ظل احتياجاتها المتزايدة من النفط، كذلك مشروع الربط الكهربائي.

وأشار السفير حسين هريدي، إلى أن العراق يعاني من نقصٍ كبير في الطاقة الكهربائية، بينما حققت مصر تقدمًا كبيرًا في مجال الكهرباء، وبالتالي، فإنه يمكن من خلال الربط الكهربائي تزويد العراق بفائضٍ من الكهرباء عند استكمال هذه المشروعات.

كما نوه السفير، إلى زيادة معدلات التبادل التجاري بين الدول الثلاث، لافتًا إلى إمكانية تصدير الحاصلات الزراعية والمواد البتروكيماوية من مصر، فضلًا عن تصدير السلع التي حققنا فيها تقدم كبير مثل الكبلات الكهربائية، كما أن العراق في حاجة شديدة لإعادة إعمار ما دمرته الحروب وما دمره الإرهاب، ومن ثمَّ، فإن الشركات المصرية العاملة في هذا المجال وشركات المقاولات سواء في القطاعين العام أو الخاص لها فرصة كبيرة للعمل في العراق.

مكافحة الإرهاب

وعلى الصعيدين السياسي والدبلوماسي، أكد هريدي، أن مكافحة الإرهاب تأتي في مقدمة التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، إذ أن الدول الثلاث محاطة بجماعات إرهابية سواء على أرضها أو على حدودها، وبالتالي، فإن التعاون في مجال مكافحة الجماعات الإرهابية يعد من أهم القضايا المطروحة على أجندة آلية التعاون الثلاثي.

وأشار السفير حسين هريدي، إلى تنسيق المواقف بين الدول الثلاث في المنظمات الدولية والإقليمية عند طرح القضايا التي تمس مصالحهم وتمس الأمن القومي العربي للنقاش، مثل الوضع في سوريا، والقضية الفلسطينية، والوضع في اليمن والتطورات في الخليج، وكذلك مجمل القضايا بين الدول الثلاث التي لهم مصلحة كبيرة في إيجاد حلول لها.

وفيما يخص قضية سد النهضة، أكد السفير هريدي، أن كلا من العراق والأردن يؤيدان الموقف المصري تمامًا فيما يخص سد النهضة وهو دعم معنوي وسياسي مهم.

تأسيس «الشام الجديد»

من جانبه، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أميز ما يجمع الدول الثلاث - بعيدًا عن كونهم محور ثلاثي تكاملي مهم- هو ولادة ما يسمى بـ«الشام الجديد» بين الدول الثلاث، والذي يقوم على عدة أسس تتضمن طريق بري يجمع بين الدول الثلاث ويخرج من بغداد، إلى العقبة، ومنها إلى شبة جزيرة سيناء، علاوة على خط  نفط يخرج أيضًا من بغداد متجهًا إلى العقبة وصولًا إلى شبه جزيرة سيناء وذلك بسعر أقل من سعر السوق 16 دولار، كذلك تشغيل المنطقة الاقتصادية بين الحدود الأردنية والعراقية، بالإضافة إلى إمداد مشروع الطاقة الكهربائية أو التواصل الكهربائي بين الدول الثلاث.  

وأضاف غباشي، في تصريحٍ لـ«الدستور»، أن هناك اجتماعات دورية بين الدول الثلاث، كذلك هناك اهتمام بأن تصبح هذه الثلاثية بوتقة مهمة في العالم العربي تستطيع أن تنضم إليها دول أخرى مستقبلًا مثل لبنان أو سوريا باعتبارهما من دول الشام الأصيلة.

وأكد أن التنسيق بين الدول الثلاث مهم سياسيًا بجانب الشق الاقتصادي، حيث تحتاج هذه الدول الثلاث إلى آلية موحدة للتعامل مع القوى الإقليمية والدولية المتدخلة في العالم العربي، فضلًا عن التنسيق فيما هو مرتبط بالقضايا المشتركة مثل الأوضاع داخل الساحتين السورية واليمنية، والقضية الفلسطينية، كذلك التطورات الموجودة في بعض الدول العربية مثل لبنان والجزائر وتونس.

وأوضح غباشي، أنه بموجب التكامل الاقتصادي، فمن المهم أن يكون هناك تنسيق سياسي بين الدول الثلاث في آليات التعامل مع تلك القضايا المُشار إليها.