رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في مراحل مبكرة من حياتها

من واقع مذكراتها.. كيف تعاملت جيهان السادات مع الدين والجماعات الإسلامية؟

جيهان السادات
جيهان السادات

والدتها جلاديس كوتريل الإنجليزية لم تعتنق الإسلام بعد زواجها من صفوت رؤوف والد جيهان، حسبما تقول في مذكراتها "سيدة من مصر".

 

تقول السيدة جيهان السادات التى رحلت عن دنيانا اليوم إنها أحبت القرآن الكريم ولغته وكانت تستمع للآذان وتنصت لترتيل القرآن في الإذاعة، وكان لصديقتها رجاء عمة تدعى "نعمت"، هي أول من قدمت جيهان إلى "جماعة المتدينات" وأول من علمتها الصلاة.

 

وأضافت جيهان في مذكراتها "سيدة من مصر" أنها كانت وهي طفلة تؤدي ما تستطيعه من الفروض وزادت عليها من النوافل ومساعدة الفقراء، وفي سن المراهقة نما توجهها الديني بكل حماس، وبدأت تضيف السنن والنوافل على الصلوات الخمس تقول "وأخذت أقرأ القرآن مرتين في اليوم والحديث النبوي، واتباع الأوامر التي يأمر بها أيضاً، وكذلك الصيام في غير شهر رمضان، وغيرت طريقتي في اللبس وطلبت من أمي أن تشتري لي ملابس تغطي رسغي وكعبي".

 

وتطور الأمر مع جيهان حتى ذهبت إلى أقاربها وأصدقائها وكل من تعرفه تطلب منهم التبرع بأمواله إلى الإخوان المسلمين فتقول عن ذلك "كان الإخوان في كل مكان في حينا بالروضة، يشجعون الناس على الصلاة والالتزام، وكفتاة صغيرة اعتقدت أن هذه الجماعة تدعو إلى المثل العليا في الدين والأخلاق، وأن رؤيتهم للعالم مثالية على نمط المدينة الفاضلة".

 

وتروي جيهان كيف أن الإخوان كانوا يقبلون بامتنان الإعانات المالية من أي أحد "فكنت أذهب بالمبلغ الذي أجمعه من المال مرة كل أسبوع، وبدون أن يصحبني أحد أتسلل إلى منزل الرجل الذي كان يلي حسن البنا مرشد الإخوان وهو حسن الهضيبي وأتبرع له وأقول هذا من أجل الإخوان". فيرد عليها من أين جاءت هذه النقود؟ فترد عليه قبل انصرافها: "من صديق".

 

كان ذلك قبل أن تتفاعل جيهان السادات مع السياسة والاحتلال البريطاني مع مصر، حتى أخذت حياتها منحاً آخر في الاهتمام بالقضايا المصرية وتحرير مصر وحق تحديد مصيرها، ثم الانشغال بمشاكل السياسة بين القصر الملكي والوفد وحرب فلسطين عام 1948.