رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قاعدة 3 يوليو البحرية.. بين مشاعرالفخر وذكريات يوم تاريخي

لا شك أن كل مصري مخلص، وكل مصرية مخلصة لهذا الوطن، قد شعروا بنفس هذا الشعور الكاسح الذي اجتاحني بالفخر والاعتزاز بجيشنا الباسل حينما رأينا مشهد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، "قاعدة ٣ يوليو البحرية"، وهي أكبر قاعدة بحريه في المنطقة، والذي نقلته لنا القنوات التليفزيونية مصحوبًا بالمناورة البحرية لقواتنا البحرية المصرية.
ولا شك أن كل مصري مخلص، وكل مصرية مخلصة لمصرنا الحبيبة، قد أحسوا في داخلهم مثلي بالفخر بقائد مسيرة التقدم والتحديث والبناء، وبالانجازات التي استطاع أن يحققها الرئيس عبدالفتاح السيسي في زمن قياسي، ولا شك أيضًا أن كل منا في داخله يعلم أننا ما زلنا نواجه أخطارًا كبيرة ومحدقة بنا من كل جانب، وأن المؤامرات الدولية ضدنا، لم ولن تنتهي الآن، ومع ذلك فقد كان هذا المشهد المهيب لقواتنا البحرية سببًا في إدخال الطمأنينة إلي نفوسنا، بأن لدينا جيشًا قويًا مهيبًا يحمي أراضينا ويحمي حدودنا، وهو الدرع الواقي للدفاع عن الشعب عند ظهور أية لحظة خطر أو تهديد قد تطرأ من أي جانب.
ولا شك أيضًا أن مغزي اختيار إطلاق اسم "قاعدة ٣ يوليو" قد أعاد لنا ذكري يوم ليس ببعيد عنا، هذا اليوم يعود لـ ٨ سنوات مضت، لكنني أتذكره كأنه حدث بالأمس، لأنه يوم عزيز علي قلبي ، فقد كنا في مثل هذا اليوم، نقف بالملايين في كل ميادين مصر، وكنت أنا وأسرتي وأصدقائنا نقف في ميدان التحرير مطالبين بإسقاط جماعة الظلاميين من سدة حكم مصر طوال عام حالك الظلام، كما كان أسوأ عام مر بتاريخ مصر، فالعناصر الظلامية قد استباحت فيه قتل وسحل وتعذيب المصريين وإغتصاب المصريات والتحرش بهن وتحقير شأنهن.
وليس هذا فحسب، بل هددوا وسلبوا ونهبوا وحطموا كل ما طالتهم أياديهم الملوثة بدماء المصريين، وفي مساء ٣ يوليو ٢٠١٣، جاءنا الفرج وحصلنا علي الحرية وعادت لنا الكرامة والعزة حينما وقف الجيش المصري في وجه الظلاميين حمايا ثورة شعبية، وظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي في مشهد تاريخي، وكان وقتها وزيرًا للدفاع ليعلن لنا البيان التاريخي في مشهد مهيب بإسقاط حكم جماعة الإخوان المجرمين وتعطيل العمل بالدستور الفاسد، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتعيين رئيسًا للمحكمة الدستورية ليتولي رئاسة البلاد إلي حين إجراء انتخابات رئاسية جديدة، كما كنا نحمل العلم المصري بفخر أنا وأفراد أسرتي في أيدينا، وكلنا في حالة تصميم علي البقاء في الميدان انتظارًا للحظة الخلاص، وأملا في الحرية وتحرير البلاد من قبضة سوداء دخيلة علينا تنتمي لتنظيم دولي تآمر لتقسيم وتفتيت أرضها وتدمير شعبها العريق.
وحينما تلي علينا وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي حينذاك البيان، أخذنا نهلل فرحًا وفخرًا وابتهاجًا وكانت صيحة "تحيا مصر" تصل إلي عنان السماء مع علو أصوات الملايين من الأصوات التي كانت ترددها من القلب.
وهكذا أصبح لدينا يوم تاريخي سنتذكره دائما بإعتباره من أيام مصر المضيئة برايات الحرية، وهنا واليوم وبعد تحرير من سنة تسلط علينا فيها تيار ظلامي أسود، أتوقف لأقول "أنني أشعر بالفخر كمصرية، وأعتز بجيشنا الباسل العظيم، وأقدم التحية الخالصة من أعماق القلب لكل شهداء قواتنا المسلحة الذين ضحوا بأرواحهم لتبقي مصر منصورة، وليعيش شعبها في استقرار وكرامة وعزة، ونفس التحية إلى قائد المسيرة الذي وهب حياته للدفاع عن الشعب ورفع مكانة المرأة فيه، وخاطر بحياته في تلك الأيام الخطيرة والعصبية لينقذ شعب مصر من براثن سفاكي الدماء المتآمرين علي الوطن لتقسيمه وإرهاب شعبه وتفتيته بين مسلم ومسيحي، وأيضًا اقتطاع جزء من أرضه لتسليمها كمأوى للإرهاب وفقا لاتفاقيات مشبوهة مع دول وتنظيمات إرهابية كانت تتطلع إلي تدمير حضارتنا وأرضنا وشعبنا.
والحمد لله حمدًا كثيرًا علي نعمة الوطن، والحمد لله، أننا نعيش اليوم في أمان في بيوتنا، تحرسنا شرطة محترمة وجيش باسل ورجال شرفاء عاهدوا الله علي حماية الوطن الغالي، كما إننا نعيش الآن - والحمد لله تعالي - بعد مرور ٨ سنوات علي ذكرى يوم ٣ يوليو 2013 منتصرين ومعززين ومكرمين في بيوتنا وسط منطقة من حولنا تموج بالأخطار من كل جانب، ولهذا فإن علينا أن نظل في حالة يقظة وانتباه وحذر من أجل الحفاظ علي وحدة الشعب المسلم والمسيحي.
مما يعني أيضًا أهمية  دور كل إمرأة ورجل في إدراك أهمية الوعي الوطني والتصدي لأية محاولات من الوقيعة بين أبناء الشعب أو نشر شائعات مغرضه للتشويش أو محاولات نشر الفوضي التي روجت لها أمريكا تحت غطاء ما يسمى "الفوضي الخلاقة"، والتي كان هدفها هو تنفيذ مخطط الفوضي الهدامة، ما تزال الذكريات الأليمة التي مرت بنا خلال عام أسود وتحديدًا منذ 30 يونيو٢٠١٢ نتذكرها ونرفض عودتها والتي جاءت نهايتها والحمد لله في يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ يوم ثورة الشعب المصري الهادرة المطالبة برحيل الإخوان، ووقوف الجيش والشرطة لحماية الشعب الثائر بنسائه ورجاله في كافة الميادين الكبري بكل محافظات مصر، وها أنا ومع توقيع الرئيس لتوثيقه إفتتاح قاعدة ٣ يوليو البحرية تقفز إلي ذاكرتي أحداث يوم تاريخي شاركت فيه مع ملايين المصريين والمصريين من كل الأعمار والفئات وهو  يوم ٣ يوليو ٢٠١٣ فأتذكرهذا الشعور الغامر بالفرحة والإبتهاج والأمل والتفاؤل والتطلع للخلاص والدموع تسقط فرحًا لخلاص الوطن واسقاط حكم الإخوان، وهكذا كان هذا اليوم المشهود ايذانا بعهد جديد لبلدنا.
واليوم نري مشهدًا مهيبًا بإفتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي قاعدة ٣ يوليو البحرية وتحديثها لتصبح مصر من أقوي الجيوش في العالم وعلي استعداد للدفاع عن أرضنا بكل قوة في مواجهة أي تهديد لها، ويصبح الشعور هو الفخر والإعزاز والإعتزاز بأسود الجيش المصري حماة العرض والأرض.. وأتوقف أيضًا كثيرًا أمام مغزي كلمات قيلت في الافتتاح المهيب للقاعدة بما يعكس روح الجيش المصري واستعيد خاصة كلمة بليغة تزخر بالوطنية والفداء لمصر وهي رسالة ليست للمصريين فقط وإنما هي رسالة للعالم كله تعكس فلسفه وفكر أبطال الجيش المصري وعقيدتهم الراسخة حيث قال العقيد ياسر وهبه في افتتاح قاعده ٣يوليو البحرية: "أحيانًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. لكن علي السفن ألا تأمن غضبة الرياح.. ورياح جيش مصر رياح شديدة.. لا تثور ولا تنتفض إلا إذا تعلق الأمر بالأمن القومي المصري والعربي فإنها تتحول إلي أعاصيرلا تبقي ولا تذر.. ورجال القوات الأسلحة المصرية يدركون جيدًا طبيعة مهامهم للحفاظ علي هيبة وكرامة هذه الأمة ويقولون لشعبهم: "إن لم نكن قادرين علي ذلك.. فباطن أولي بنا من ظاهرها".
إلي هنا تنتهي عبارة بطل مصري من رجال جيشنا العظيم لكن لم تنتهي قصتنا مع الأخطار والمؤمرات التي تحاك ضد الوطن الغالي الذي انتصر بوحده جيشه وشعبه وشرطته علي مؤامرة دولية في ٣ يوليو ٢٠١٣، وما تزال المعركة مستمرة مع تغيير التكتيكات والخطط الدولية ضدنا.. والمغزي هو أن نظل أمناء جميعًا علي بلدنا بنفس الروح القتالية التي تسكن رجال الجيش المصري ففي لحظة الخطر لابد أن نكون جميعًا  جنودًا في التصدي له، جنودًا مع قائد شجاع وأمين للوطن نعلم أنه نذر نفسه لحماية مصر.