رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدء تطوير القاهرة الإسلامية.. دليل مرجعى ومخطط لاستعادة التراث العمرانى

القاهرة الإسلامية
القاهرة الإسلامية

كلف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، قيادات صندوق تطوير العشوائيات، نهاية العام الماضي، بوضع رؤية لتطوير القاهرة التاريخية، بهدف استعادة دورها الحيوي، في التعبير عن طابعها المعماري والروح المصرية، بحيث تعود كمنطقة جذب سياحي كما كانت من قبل، والتي تراجع دورها نتيجة للإهمال والعشوائية التي جرت في فترات ما قبل ثورة 30 يونيو.

 

عقب الإعلان عن عمليات تطوير هذه المناطق، بدأت منصات السوشيال ميديا في الترويج لتوجه الحكومة بهدم القاهرة التاريخية، وإزالة مناطقها وتهجير قاطنيها لصالح استثمارات وخلافه، وهو ما دعا الدكتور مصطفى مدبولي للنزول إلى هذه المناطق والتجول بها وعقد اجتماع مع منظمات المجتمع المدني والخبراء والمثقفين هناك، لطمأنة المواطنين والتأكيد على أن الهدف هو الحفاظ على التراث العمراني في تلك المناطق وترميم المباني الأثرية والنسيج المجتمعي هناك، وليس هدم المنطقة أو تهجير أي من مواطنيها.

 

وعلى الفور بدأ صندوق تطوير العشوائيات ممارسة أعماله، وحدد 5 مناطق (الحاكم وباب زويلة وحارة الروم ودرب اللبانة والمنطقة المحيطة بمسجد الحسين) كأولوية أولى، وبدأ الاستشاريون الدراسة لوضع رؤى التطوير، إضافة لـ 3 مناطق أخرى في طور الدراسة حاليًا.

 

وبحسب المهندس إيهاب حنفي المنسق العام لصندوق تطوير العشوائيات لـ "الدستور"، يجري حاليًا عمل دليل مرجعي ومخطط التطوير والتصميمات الإنشائية لهذه المناطق، ومعها رؤية لإحياء التراث المعماري في هذه المناطق من خلال استشاريين على أعلى مستوى من الكفاءة والحرفية.

 

وتابع حنفي أن الاستشاريين يدرسون حاليًا كيف كانت القاهرة التاريخية قديمًا وقبل تدهور أحوالها، لاستعادة نسيجها العمراني، حتى توضع الخطط والرؤى بنفس الروح والتراث الذي كانت عليه، وذلك بالتنسيق مع وزارة الآثار.

 

وأكد حنفي أن الدكتور مصطفى مدبولي يدير الموضوع بشكل شخصي، من خلال تكليف المهندس خالد صديق الرئيس التنفيذي لصندوق تطوير العشوائيات، بالتعاقد مع الاستشاريين، والذين بدأوا بالفعل رصد الوضع الراهن ووضع أفكار متعددة للتعامل مع المواقع العمرانية الموجودة بهدف خلق حزمة متكاملة من التصميمات والمخططات العمرانية التي تتوافق مع النسيج العمراني للقاهرة التاريخية.

 

وأشار المنسق العام لصندوق تطوير العشوائيات، إلى أنه في النهاية نعمل على الوصول لنموذج لإحياء القاهرة التراثية والقضاء على العشوائية والتدهور الذي أصابها، إضافة لذلك الحفاظ على الحرف المرتبطة بالمكان وليس التعديات، وأردف.. "أبدًا ما كانت القاهرة التاريخية بها ورش ميكانيكا وحدادة"، ولكن كانت بها صناعات يدوية مثل الخياميات والجلود اليدوية وما إلى ذلك، وسيتم الحفاظ على هذه الصناعات وتطوير إمكانيات العاملين بها".

 

وأضاف: أما الصناعات والورش الدخيلة والملوثة، سيتم نقلها من مناطق القاهرة التاريخية، وهناك توجه لعمل منطقة حرفية في منشأة ناصر، بحيث يتم نقل هذه الورش إلى هناك وعدم التسبب في قطع أرزاق الناس، بل بالعكس سيتم نقلها لمنطقة في القاهرة داخل مجمع ضخم للصناعات الحرفية تتوافر بها كل الخدمات.

 

وتابع حنفي أن هناك مخططًا أيضًا لإنشاء عمارات سكنية للعاملين في هذا المجمع وتجري حاليًا دراسة الأمر لاستلام قطعة الأرض المتوفرة في منطقة منشأة ناصر لهذا الغرض، ونربط كل جوانب عملية تطوير القاهرة التاريخية ببعضها لعمل تنمية متكاملة وليس على حساب أي من المواطنين حتى المخالفين منهم.

 

وكشف حنفي عن تحديد بعض المباني التي سيتم تطوير واجهاتها، ونبحث تخطيط الأراضي "الخربة"، بالتنسيق مع الملاك هناك، وعلينا أن نأخذ في الاعتبار أن منطقة القاهرة الإسلامية هي منطقة تراث عالمي وهناك مبانٍ مسجلة باليونيسكو، ولا بد أن نلتزم بنفس النسيج العمراني عند إجراء عملية التطوير، وهو ما يتطلب تصميم نموذج بعينه لكل بيت وهي من الأمور الصعبة والمعقدة في عمليات تطوير تلك المنطقة، وهو ما يدعونا للتعامل مع خبراء كبار جدًا في تخصصات مختلفة، سواء كانت بنية أساسية أو إنشائية أو تصميمًا معماريًا. 

 

وأوضح أن هناك تنسيقًا مع كل الجهات المعنية بالدولة، حتى ننفذ عملية التطوير بما يتوافق مع الاشتراطات العالمية لليونيسكو، كون المنطقة منطقة تراث عالمي، أيضًا نراعي الاتفاقيات الدولية في هذا الشأن وفقًا لتكليفات الدكتور مصطفى مدبولي.

 

وأنهى تصريحاته لـ"الدستور" قائلًا، إن هناك توجهًا من الدولة للحفاظ على التراث العمراني والمعماري المميز، في كل أنحاء الجمهورية بشكل عام، وفي القاهرة التاريخية بشكل خاص.

201901091129342934
201901091129342934