هنا «3 يوليو».. «الدستور» فى جولة داخل أكبر قاعدة عسكرية على البحر المتوسط
ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر واستقرارها وحماية مقدراتها
القاعدة تبعد 140 كم عن ليبيا و170 ميلًا بحريًا عن قاعدة الإسكندرية البحرية
"الزمكان" جرى هنا وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع، خاصة عندما تتطابق معه الذكرى الخالدة ليوم الثالث من يونيو الذي وقف فيه الشعب المصري ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وحوّلها بعد 8 سنوات إلى ملحمة عسكرية يشهد لها العالم بأسره.
هنا "قاعدة 3 يوليو" البحرية التى حمل اسمها أحد أيام المجد للمصريين ولقواتهم المسلحة، أكبر قاعدة عسكرية تطل على البحر المتوسط، كصرح جديد للجيش المصري لحماية الجهة الشمالية الغربية للبلاد عبر توفير الدعم المادي واللوجستي لتجميع قتالي قادر على مجابهة كافة التهديدات على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، وكذلك السيطرة على المناطق الحاكمة بنطاقه.
وفى جولة ميدانية لمحرر "الدستور"، نظمتها إدارة الشئون المعنوية داخل قاعدة 3 يوليو البحرية، استعرض خلالها الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، عملية التطوير والتحديث التي تشهدها القوات البحرية فى كافة التخصصات وبأحدث نظم القتال البحرى العالمى، وكذلك تطوير الجاهزية القتالية لحماية الحدود البحرية المصرية ضد كافة التهديدات والتحديات المحتملة من خلال انضمام أحدث القطع البحرية المتطورة بالتزامن مع إنشاء قواعد بحرية تمثل مراكز ثقل لوجستية.
إنجاز جديد للقوات المسلحة
الفريق أحمد خالد أوضح أهمية قاعدة 3 يوليو البحرية الجديدة، والتى تقع بمنطقة جرجوب، وتعد إنجازاً جديداً يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة، تم إنشاؤها فى إطار استراتيجية التطوير والتحديث الشامل للقوات المسلحة المصرية لتعلن جاهزيتها لكافة المهام التى توكل إليها من اتجاه البحر الأبيض المتوسط، لتحقيق المزيد من القدرات الإضافية لتأمين السواحل المصرية الشمالية ومجابهة التحديات الأمنية على امتداد مياهنا الإقليمية بالبحر الأبيض المتوسط.
وتتوافق قاعدة 3 يوليو البحرية مع "كود القواعد البحرية العالمية" وبنطاق عسكري متكامل، وهو الكود الذي يشير إلى أنها تشمل أرصفة بحرية تصلح لرسو كافة أنواع السفن والقطع البحرية، وتوفر كافة الخدمات البحرية واللوجستية، كما تحوي مراكز للقيادة والسيطرة والتحكم والإنذار، وورشا ومخازن ومراكز لوجستية، وميادين رماية متطورة، وميادين تدريب تكتيكي، وملاعب رياضية، وحمامات سباحة، ومستشفى مركزيا، ونقاطا طبية، وفندقا وأماكن ترفيه.
تقع القاعدة على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط على مساحة تزيد عن 10 ملايين متر مربع، بموقع جغرافى فريد يحقق المزيد من القدرات الإضافية، حيث تعد نقطة انطلاق هى الأكثر قرباً لمواجهة أى مخاطر محتملة من اتجاه البحر الأبيض المتوسط، لا سيما أنها تبعد 140 كم عن ليبيا و170 ميلا بحريا عن قاعدة الإسكندرية البحرية.
74 منشأة ومهبط طائرات بالقاعدة
وتنوعت مكونات قاعدة 3 يوليو البحرية لتشمل: 74 منشأة، بالإضافة إلى مهبط طائرات ملحق به قاعة لاستقبال كبار الزوار، وعدد من ميادين التدريب ومركز للعمليات مزود بأحدث المنظومات، وآخر للتدريبات المشتركة، فضلاً عن رصيف حربي بطول 1000 متر وعمق 14 مترا، وعدد من الأرصفة التجارية بطول 2200 متر وعمق 17 مترا، وبرج لمراقبة الميناء بارتفاع 29 مترا، وحاجزين للأمواج بطول 3650 مترا، وعدد من العمارات السكنية وميس للضباط و5 مبانٍ للإعاشة وفندق بمساحة 6300 متر مربع، وقاعة مؤتمرات تتسع لـ700 زائر، ومجمع للأنشطة الرياضية يضم (صالة رياضية مغطاة، صالتي اسكواش، صالة جيم، حمام سباحة أوليمبي)، ومسرح روماني مكشوف يسع 600 فرد ومبنى خدمات ونقطة طبية مجهزة ومسجد بمساحة 1100 متر.
القاعدة مؤمّنة ببوابات مدعومة بموانع قوية لحمايتها، وأسوار مزودة بكاميرات مراقبة تليفزيونية، لتكتمل منظومة التطوير بالقوات البحرية المصرية التى شهدت تطوراً كبيراً ونقلة استراتيجية فريدة خلال السنوات الماضية، من خلال امتلاكها أكثر من قاعدة وأسطول وقطع بحرية ذات مستوى قتالى عالٍ.
ويتمثل الهدف الاستراتيجى لإنشاء قاعدة 3 يوليو البحرية فى خلق كيان عسكرى ومركز نقل جديد لمجابهة زيادة التهديدات والعدائيات على الاتجاه الاستراتيجى الغربي، وسرعة رد الفعل لتأمين الحدود الاستراتيجية الغربية للدولة وحماية مقدراتها المتمثلة في تأمين خطوط المواصلات البحرية وحركة النقل البحرى الصديق القادم من وإلى الغرب.
وتؤكد القيادة السياسية المصرية حرصها الدائم للوصول لمنظومة قتالية متكاملة، وتكثيف إجراءات التأمين على كامل القُطر المصري، وتطوير نظم التسليح في كافة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر واستقرارها.
