رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سيعيش طويلا فى حياتنا».. كيف اكتشف صلاح جاهين الشاعر سيد حجاب؟

سيد حجاب
سيد حجاب

"بعد صدور ديواني الأول "صياد وجنية" واستقباله بحفاوة من النقاد، عقدوا مقارنات بينه وبين شعر "لوركا" صحيح أن هذا الاستقبال أشبع نرجسيتي لكن في المقابل كان هناك جرح شديد لذاتي الشاعرة تمثل في إحساسي بأن هذا الشعر المكتوب عن حياة أهلي من البسطاء والصيادين لم يصل إليهم فأدركت أن في وسط عالم تحكمه الأمية يصبح من العبث أن تتوجه إلى عيون قارئه لا إلى آذان سامعة فقررت ألا أنشر شعري مرة أخرى".

هكذا تحدث الشاعر الراحل سيد حجاب عن كواليس نشر ديوانه الأول "صياد وجنية"، وذلك في حواره لجريدة "الدستور" عام 2008، ووقال إنه لم يكن مصدقًا لكثير من قيم وتقييمات المثقفين التي جعلت أشعار عفيفي لا يلفت إليها لمجرد أنه شاعر انطوائي لايجيد العلاقات العامة في الوقت الذي يتمتع فيه شاعر آخر بوجاهة اجتماعية يضفون على أشعاره قيمة وأهمية ليست فيه، ومن هنا قررت عدم النشر والتوجه إلى كتابة الأغاني التي تصل إلى كل الناس وترك الساحة الأدبية المليئة بأشياء تلمع وهي ليست ذهبًا حقيقيًا.

ورد "حجاب" في حواره لجريدة "الأسبوع" عام 1999، عن اتهامه بأنه اتجه لكتابة الأغنية لأنها تدر مالًا، وقال:"أنا أدعو من يقول بهذا إلى النظر في شعري الذي اكتبه للغناء بمعايير النقد الفني للشعر لا بمعايير الاستعلاء عن عالم الأغنية، وأنا سعيد لأني اكتسبت من خلال الأغنية جمهورًا أوسع وسعيد بما أضفته من قيمة شعرية لساحة الأغنية كما أنني سعيد باجتهادي، في هذا المجال لحل إشكالية دور الفن في الحياة وإعادة الشعر إلى نسيج الحياة اليومية، وإن كانت تنتابني بين الحين والحين تجارب شعرية مركبة ربما لا تصلح للغناء فلا أقاومها وأكتبها صاغرًا".

 يذكر أن صلاح جاهين قدم الشاعر سيد حجاب لأول مرة في فترة الستينيات، عندما نشر له قصيدة "ابن بحر" في بابه المعروف بـ"شاعر جديد يعجبني" بمجلة "صباح الخير".

وكتب يقول: "عندما أبحث عن كلمات أقدم بها هذا الشاعر الجديد لا تلبيني إلا الكلمات العاطفية ولو كان هناك حب من اللحظة الأولى، أكون أنا أحببت هذا الشاعر من أول شطرة.. اسمه سيد حجاب تذكروا هذا الاسم فإنه سيعيش طويلًا في حياتنا المقبلة وسيكون له شأن عظيم".