رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محطات ما قبل ٣٠ يونيو!

ثمان سنوات مضت، وها نحن هنا اليوم لنتذكر معاً من جديد، يوم استعادة الهيبة واسترداد الوطن، حين خرجت جموع المصريين في أضخم ثورة عرفها التاريخ، القديم منه والحديث لتزيح عن وجه مصر، خيوط الكآبة وتعرجات الفشل التي حُفرت عليه، بيد جماعة القتلة السراق، طيلة عام حكمهم البائس لبلد كبير لم يكونوا مؤهلين لأن يديروا أصغر قرية من قراه، ولكنهم حكموه، واستصغروه، وأساءوا إليه وأهانوه، فكانوا علي أهله أهون!

لم يقبل المصريون أبداً أن تهان مصر علي يد حفنة من الجرابيع، قام كبيرهم بسبها علناً حين قال "طظ" في مصر واللي جابوا مصر ليرد عليه المصريون بدورهم، بل طظ فيك أنت وطظين اتنين في جماعتك، التي لولا حرصنا علي بلدنا، لما سمحنا لكم بالوصول إلي سدة الحكم، ولا للبقاء فيه ولو لساعة واحدة، ولكنا فقط قبلنا، لنبقي علي الكبيرة مصر جسداً واحداً، حتي وإن كان سقيماً، ولكنه ليس ميتاً، وكان لزاماً علينا أن نحتضنه، ونداويه، ليقم وينهض من جديد بقدرة ربنا سبحانه صاحب القدرة العظيم، لقد صبرالمصريون وتحملوا كل ما ألقاه القدر في طريقهم من بلاءات وابتلاءات، كان أشدها أنتم، وكانت أول قصيدتكم بؤس، حين حصلت جماعتكم الكريهة علي أغلبية مجلس الشعب، لتمتلأ مقاعده بوجوه قبيحة عابسة، تكسوها ذقون بائسة، كثيفة وغير مهذبة، هي أقرب لبيوت العناكب منها لأي شيء آخر، وكان ختامها "زفت " بوصول مرشحكم "الإستبن" إلي مقعد الرئاسة، صمت الشعب الصابر يومها، وعصر علي نفسه كل محصول الليمون، وقبل بجثومكم علي صدره!

وبدلاً من أن تخرون لله سجداً علي تلك "الأملة" التي لم تكونوا لتحلموا بها، وتحفظوا للمصريين جميلهم، كذبتم، و ظلمتم، وفجرتم وتجبرتم، وبدأ "العياط" عهده بالحنث باليمين، ثم أصدر إعلانه الدستوري المكمل، وكتبت له يومها متسائلًا.. مكمل يعني إيه، ولا مكمل علي إيه؟ هو طبق كشري أكلته جنابك ولم تشبع، فطلبت واحد كمالة؟! 

قمتم بعدها بتعيين نائب عام "ملاكي" ثم شكلتم اللجنة التأسيسية، وأغلقتموها علي جماعتكم، لتغضبوا باقي القوي السياسية، ليحدث ما حدث في محيط الاتحادية، والذي ستسألون عنه حتمًا أمام الله، وستحاسبون عن دماء كل من استشهدوا فيه، وفي المقدمة منهم، شهيد الصحافة الله يرحمه الحسيني أبو ضيف! 

حاولتم أيضاً توريط جيشنا بالتدخل في سوريا، ومحاربة رئيسها، ليصدر الجيش"اليقظ" في اليوم التالي بيانه القاطع والقوي، معلناً للجميع، بأن الدورالأساسي لجيش مصر العظيم، الذي تهابه الدنيا هو صون حدودنا والحفاظ عليها، ليسد الطريق أمامكم ويفشل مخططكم الخبيث في مهده، ولم يكن الجيش وحده هو من أردتم توريطه، فأنتم لم تتوقفوا يوماً واحداً عن محاولات توريط جهة من الجهات " كل الجهات" في مصيبة من مصائبكم، وكأن الأمر ممنهجًا، ومقصودًا ومبيتًا، يهدف إلي إضعاف الدولة التي تحكمونها، "ولا تستغربوا العبارة " نعم لقد أرادوا إضعاف الدولة، ليسهل لهم التهامها، وقيادتها، بل اقتيادها والتحكم فيها، وتغيير هويتها، فهم علي يقين كامل بأنهم لم يكونوا أبداً ليحكموها طالما كانت قوية، أو في حالتها الطبيعية!

والمواقف الدالة كثيرة، والأمثلة عديدة، لا يتسع المقال لذكرها، وهنروح بعيد ليه؟ 

هل نسيتم الاجتماع الشهير لمرسى ببعض قادة الأحزاب والقوى السياسية بخصوص سد الحبشة؟ الذي أذيع مباشرة علي الهواء، وشاهده كل أهل الأرض، بمن فيهم إخواننا الأحباش "أصحاب السد" واستغلوه تمامًا ضدنا !

كان هذا غيض من فيض ما اقترفته جماعة الجرابيع بحق بلدنا قبل يوم الـ٣٠ من يونيو، مررنا عليه كمحطات، لنذكر به أنفسنا فنحمد الله أن حفظ لنا بلدنا وأنجاها، ونذكرهم أيضاً به "من باب فكرهم ونكد عليهم"!

ولست أظنني في حاجة للحديث عما تم في بلدنا من بعد يوم الخلاص، فالإنجازات تتحدث عن نفسها، وهي بفضل الله أكثر من أن يحصيها مقال، أو عشرة، أو مائة، بل يراد لها مجلدات تحكي عن كل ما تحقق، وما زال يتحقق بفضل جهود المخلصين، ليس فقط

كل يوم، بل كل ساعة، علي أرض الواقع، وفي كل المجالات وعلي كل الأصعدة وكل المستويات..

حفظ الله بلدنا، وأعان زعيمنا، قائد جمع الحق والإيمان.