رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الكهرباء العراقي يقدم استقالته بسبب الانقطاعات

ماجد حنتوش
ماجد حنتوش

قدم وزير الكهرباء العراقي ماجد حنتوش، استقالته إلى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي.

وتأتي الاستقالة بعد تردٍ تام في ساعات تجهيز الكهرباء في العراق، مع ارتفاع درجات الحرارة، وشن حملة منظمة من قبل مجهولين لتفجير أبراج تجهيز الطاقة وفقا لما نقلته وسائل اعلام عراقية اليوم الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، في تصريحات صحفية: "إن الوزير تقدم بالفعل باستقالته إلى رئيس مجلس الوزراء، رافضاً الخوض بمزيد من التفاصيل.

وكان التيار الصدري أطلق حملة قبل يومين لإقالة وزير الكهرباء.

ووفق متخصصين في القطاع، ينتج العراق 19 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية، فيما يحتاج إلى ما يتجاوز 30 ألفا.

يأتي هذا فيما يسعى العراق، الذي يعاني نقصاً كبيراً في الكهرباء، إلى بناء 8 مفاعلات طاقة نووية بحلول العام 2030 لإنتاج 8 آلاف ميغاوات شهرياً من الكهرباء، أي 25% من مجمل احتياجاته، ما قد يقلل اعتماده على الخارج، على ما أكد الثلاثاء مسئول لفرانس برس.

حالياً، ينتج العراق من نفطه ومن الغاز الذي يستورده من إيران المجاورة 16 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية شهرياً، أي أقل بكثير من حاجته المقدرة بـ24 ألف ميغاوات خلال الشهر الواحد والتي تصل إلى 30 ألف ميغاوات خلال كل شهر من أشهر الصيف الحار. 

كما من المقدّر أن يزداد استهلاك العراق للطاقة أكثر إذ إن عدد سكانه الأربعين مليوناً قد يتضاعف بحلول العام 2050، وفق الأمم المتحدة.

وشرح كمال لطيف رئيس الهيئة العراقية لتنظيم المواد المشعة، لفرانس برس: "بحلول عام 2031 أو 2030، نأمل أن نتمكن من إنتاج 25% من حاجتنا من الكهرباء بفضل الطاقة النووية، الأقل كلفة والمتوافرة في كل يوم من العام بخلاف الطاقة الشمسية مثلاً والطاقات الأخرى المتجددة".

وقال لطيف إن المفاوضات جارية مع شركات "روسية وكورية جنوبية وصينية وأميركية وفرنسية"، وقد تفضي إلى "توقيع اتفاق بحلول نهاية العام".

ورفض لطيف التعليق على معلومات صحفية مفادها أن كلفة المشروع تصل إلى 40 مليار دولار، ما قد يشكّل عبئاً على بلد يعيش أسوأ أزماته الاقتصادية، لكنّه قال إن العراق سيتفاوض على تسهيلات بالدفع "تمتد إلى عشرين عاماً، مع احتمال أخذ قروض بفوائد مخفضة".

من جهتها، أكدت شركة "روساتوم" الروسية الحكومية للطاقة النووية، كما نقلت عنها وكالة "تاس" الروسية للأنباء، أنها تفاوض العراق "على برنامج عمل كامل لتعاون محتمل بشأن تطبيقات التقنيات النووية لأهداف سلمية في مجالات الطاقة ومجالات أخرى". 

ويرى الخبراء مع ذلك أن العراق بحاجة لتحديث بنيته التحتية، فهو يخسر من 30% إلى 50% من الطاقة خلال نقلها بسبب تهالك الشبكات الكهربائية.

كذلك، أعلن العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة "أوبك"، عن خطة متعددة السنوات لاستغلال غازه الطبيعي الذي يحترق في مشاعل شديدة التلويث تكلّفه كل عام 2,5 مليار دولار حسب البنك الدولي.

وتهدف هذه الخطة إلى تقليص واردات الطاقة من إيران المجاورة، التي تبلغ حالياً 28 مليون متر مكعب من الغاز يومياً لإنتاج 1300 ميغاوات من الكهرباء.

ووقّع العراق بهدف ترميم بُناه التحتية على مذكرات تفاهم مع شركة "سيمنس" الألمانية مقابل 10 مليارات دولار، ومع الأميركية "جنرال إلكتريك" مقابل 15 مليار دولار، لكن المشروعين لا يزالان حبراً على ورق.