رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دبلوماسيون وخبراء: تكاتف الأشقاء أثبت أن «أزمة سد النهضة» عربية قومية

سد النهضة
سد النهضة

أشاد عدد من خبراء الشأن الإفريقى والدولى بنتائج اجتماع الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى لبحث قضية سد النهضة، مشددين على أن نتائج هذا الاجتماع تصب فى صالح الموقفين المصرى والسودانى، وتؤكد أن الأمر بات قضية عربية وليست مصرية فحسب، داعين الدول العربية إلى ممارسة مزيد من الضغط لوقف التعنت الإثيوبى. 

وقال السفير أحمد حجاج، الأمين العام الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، إن التأييد العربى الشامل لموقفى مصر والسودان سيؤدى إلى دعم قضية الدولتين تجاه السد الإثيوبى واتخاذ إثيوبيا إجراءات أحادية عن طريق الملء الثانى للسد. 

وأضاف «حجاج»، لـ«الدستور»، أن اجتماع الدوحة طالب مجلس الأمن بعقد جلسة تشاورية عاجلة لبحث آثار الإجراءات الأحادية الإثيوبية، كما قرر إرسال ٤ دول وفودًا من وزراء الخارجية للتحدث مع أعضاء مجلس الأمن فى هذا الصدد، ومن ثَمّ، فإن نتائج الاجتماع بصفة عامة مبشرة ومؤيدة للموقفين المصرى والسودانى، كما أن هناك تحركات كبيرة فيما يخص سد النهضة فى الوقت الحالى.

وذكر أن أى دور تقوم به دولة عربية هو دور مُقدَّر طالما يصب فى تأييد الموقف المصرى والسودانى، وتابع: «نُقدر هذه الدول فى إعلانها اتخاذ مساعٍ دبلوماسية لتأييد مصر والسودان».

وطالب الاتحاد الإفريقى بأن يتحرك بفاعلية أكثر لدفع إثيوبيا لعدم اتخاذ إجراءات أحادية، لافتًا إلى أن الاتحاد لم يتخذ أى موقف بالنسبة لما يجرى من احتدامات داخلية داخل إثيوبيا ذاتها والتى أوقعت عشرت الآلاف من القتلى.

وفى السياق نفسه، قالت الدكتورة هبة البشبيشى، خبيرة الشئون الإفريقية، إن الاجتماع العربى الأخير فى الدوحة يصب فى مصلحة المنطقة العربية بالكامل، وكذلك فى مصلحة المصالحة المصرية القطرية، كما يظهر التماسك والتكاتف العربى أمام العالم، إلا أن رد الفعل الإثيوبى عقب الاجتماع ورفضه البيان الختامى يؤكد أننا أمام أزمة يفتعلها النظام فى إثيوبيا وليست فقط أزمة بين دولتين.

وأضافت أن اجتماع وزراء الخارجية العرب أظهر التكاتف العربى والتعامل مع الأزمة المصرية على أنها أزمة حقيقية تخص العرب جميعهم، وهى خطوة مهمة على الطريق الصحيح.

وذكرت أنه من المهم أن تقوم الدول العربية بالضغط على النظام الإثيوبى لوقف تصريحاته العنترية التى تستفز المصريين، لافتة إلى أن الدول العربية لديها استثمارات فى إثيوبيا ولديها تكتل تصويتى فى الأمم المتحدة، وبالتالى يمكن القيام بدور عربى داخل إفريقيا ذاتها. 

وشددت على أنه يمكن للدول العربية ومن بينها المملكة العربية السعودية أن تشكل تكتلًا إفريقيًا للضغط على إثيوبيا، مشيرة إلى أن الكونغو وأوغندا من أكثر الدول الإفريقية التى يمكنها الضغط على إثيوبيا.

وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن اجتماع الوزراء العرب، فى الدوحة أمس الأول، مهم للغاية، ولكن الأهم هو البيان الختامى لهذا الاجتماع الذى حمل رسائل مهمة فى بنوده بالتأكيد على حق مصر والسودان فى ملف الأمن المائى، وبالتالى فإن الموقف الحالى هو موقف الجامعة العربية نفسها، مؤكدًا أن هذا الاجتماع ستكون له نتائجه وسيحمل رسائل مباشرة.

وأضاف «فهمى» أن انعقاد الاجتماع فى الدوحة يعنى تبنى قطر موقف مصر والسودان بصفة مباشرة، وهو ما ظهر بوضوح فى الاجتماع الذى دعا إليه البلدان، باعتبار أن قطر رئيس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية.

وأكد أن موقف الجامعة العربية الآن يقف فى مواجهة موقف الاتحاد الإفريقى، وبالتالى فإن موقف الجامعة وبيانها الختامى ستُبنَى عليه سياسات أخرى، كما يستكمل مسار التحرك المصرى فى مجلس الأمن، حيث أرسلت مصر بيانًا إلى المجلس قبل يومين من انعقاد الاجتماع، وهو ما يعنى أن هناك تواصلًا مصريًا عربيًا دوليًا ستكون له نتائج خلال الفترة المقبلة.