رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القيصر الشاب».. قصة للأديب العالمي تولستوي عن مظالم الشعوب

تولستوى.
تولستوى.

"القيصر الشاب".. هو عنوان قصة تولستوى التى أراد فيها ترسيخ مبادئ العدل فى المجتمع الروسى . بل وفى كل بلدان العالم . فمن المعروف أن تولستوى يكتب مبادئه فى شكل قصصى ولم يضبط متلبسا بجرم الكتابة من أجل التسلية . بدأ تولستوى قصته بتولى القيصر الشاب للعرش بعد وفاة والده . 

وكان القيصر حالما طيبا ، بدأ فى شغل منصبه الكبير بتوقيع البروتوكولات ولقاء السفراء والموافقة  على إباحة الخمور كى تزيد من دخل مملكته . وبعد يوم شاق من العمل رجع إلى غرفة نومه كى يتبادل الحب مع زوجته الشابه ، فغلبه النوم بينما كانت الزوجة تتجمل له . 

وأثناء نومه طاف بنا وبه تولستوى فى أنحاء المملكة فاستعرض كل المظالم التى لا يعرف القيصر عنها شيئا . من خلال شيخ كبير أخذ بيده ودخل به السجن فرأى المساجين والتعذيب الذى يتعرضون له ،فقال القيصر: إنهم مذنبون ويستحقون العقاب ، فعرض عليه رفيقه مظالمهم فهذا سجن لأنه جائع وسرق رغيف وهذا دافع عن شرفه ، ثم انتقل به إلى مكان آخر به جماعة من المخمورين الذين يمارسون الفاحشة والظلم بعد أن غيبهم الخمر. 

وكأن تولستوى أراد أن يقول إن بلاء العالم يكن فى الخمر التى سمح بها القيصر . بل قالها تولستوى صراحة إن المجتمعات التى تحرم الخمر تنعم بالهدوء والاستقرار . وهذا يدل على أن تولستوى كان اخلاقيا بامتياز . كما أنه وضع يده على الجرح وكتب روشتة العلاج لكل حكام العالم بتقييد إباحة الخمر . 


ثم يستعرض تولستوى من خلال الحلم الذى جمع بين الرجل المسن والقيصر مظالم أخرى حتى يتعظ القيصر الجديد ويصلح من حال البلاد والعباد . ربما يكون هذا الرجل صاحب الرحلة هو ضمير القيصر أو ضمير الإنسان بشكل عام . ولما استفاق القيصر من غفوته عرض ما رأه على زوجته والوصيف . فقال الوصيف أن كل هؤلاء المقهورين  مخطئون ويستحقون العقاب . 

بينما قالت الزوجة للقيصر :إن المسؤلية تقع عليك ويجب أن تتخلى عن سلطانك وسلطاتك . فسمع صوت صاحبه فى الحلم يأمره بأن يرجع إلى الله فى شتى أموره . وهنا يظهر لنا تولستوى فى ثوب الواعظ ولكن بشكل غير مباشر . وينهى تولستوى قصته . “القيصر الشاب” بسؤال كبير . 
أى طريق من الثلاثة اختار القيصر ؟ وكانت اجابة  تولستوى،  هذا ما سنعرفه بعد خمسين عاما . 
وهى عبارة توحى بأن القيصر لن يتخلى عن الحكم ولن يعود إلى الرب وأنه سيحكم خمسين عاما على الأقل .