رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد رحيله.. أعمال الكاتب الشاب أحمد مدحت

أحمد مدحت
أحمد مدحت

"إيجابي كورونا، والأعراض صعبة جدًا.. دعواتكم بالشفاء".. هكذا جاء آخر منشور للكاتب السكندري الشاب أحمد مدحت، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بتاريخ 29 مايو، طالب من أصدقائه ومحبيه الدعاء له بالشفاء، بعد إصابته بفيروس كورونا.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، رحل أحمد مدحت، عن عمر ناهز الـ35 عاما، بعد تدهور حالته الصحية خلال الأيام الماضية، وتعرضه لغيبوبة، ووضعه على جهاز تنفس صناعي، وشيع جثمانه في الإسكندرية، بعد صلاة الظهر اليوم، وتم دفنه بمدافن أبيس العاشرة، من الدائري الزراعي.

وكانت قد سيطرت حالة من الحزن الشديد بعد انتشار خبر وفاة الكاتب الشاب، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء، طالبين له الدعاء بالرحمة والمغفرة.

مؤلفات الكاتب الشاب أحمد مدحت

للكاتب الراحل أحمد مدحت عملين، هما "بسكاليا" عن دار المصري للنشر والتوزيع 2016، ومن أجواء الكتاب: هذه الحكايات لمن اعتادوا السهر ليلا دون سبب واضح في معظم الأحيان .. من يعشقون مرارة القهوة، وصوت فيروز، وعذوبة مواويل أحمد عدوية، دون أن يتفاخروا بهذا في العلن، لأنها أشياء تخصهم وحدهم.. من يهوون التعلق بالأشياء والكتب ومقاطع الموسيقي والصور لأنها لن تتركهم فجاة وترحل كما فعل معهم غيرهم من البشر.. هذه الحكايات تناسب من يهوون أم كلثوم ولا يعرفون لهذا سببا محددا سوى أنها أم كلثوم أو ربما لأن هذا الشجن الصادق الساكن في حنجرتها لا يمكن تجاهله.. حكايات من يقضون الليل بين الامل والذكري ومن تهتز قلوبا شغفا بصحبة "كيفك أنت؟" ويصاحبون صوت عدوية ومن يشدو يا قلبي صبرك على اللى راح ولا جاشي.. هذه حكايات لمن يحملون قلوبا مثقلة في صدورهم وعندما تسألهم عن أحوالهم يكتفون بهزة رأس مصحوبة بابتسامة خفيفة ولسان ينطق الحمد لله حكايات من لا يريدون أن يفارق حمد الله قلوبهم قبل ألسنتهم.. من يحبون الحياة وإن لم يستطيعوا إليها سبيلا إلا قليلا لكنهم لا زالوا يجاولون.. حكايات تناسب من يحبون الشيخ حسني ويفعلون مثله يغنون ويضحكون بملء قلوبهم وإن أثقلها الحزن.

ورواية "التئام" الصادرة أيضا عن دار المصري للنشر والتوزيع 2020، ومن أجواء الرواية نقرأ: أتعجب من نفسي، من تفاوت قدرة قلبي على التحمُّل، في بعض الأحيان أبدو قويًا لا يقهرني أي شيء، حتى يتهمني بعض مَن حولي بالشدّة التي تصل للقسوة، ويحسدوني على ثباتي، وفي أحيان أخرى تهزمني لمحة خذلان عابرة، تؤلمني وتزعزع ثقتي في نفسي، حتى تكاد تعصف بي.. أتأرجح بين شدة القوة، وشدة الضعف، كأن بداخلي شخصان، واحد لا يبالي بأفعال البشر واثقًا من نفسه، وآخر تهزمه كلمة قاسية في موقف عابر أو سند انتظره ولم يجده.. بداخلي .اثنان يتنازعان، وبينهما أتمزق أنا في المنتصف.