رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نبتة مصر».. كيف يسهم «القومى للأمومة والطفولة» في العثور على الأطفال المفقودين وحصر أعدادهم؟

تطبيق الكتروني
تطبيق الكتروني

 

"العثور على طفلة مع أحد المتسولين، من يتعرف على صورتها يتواصل مع الرقم الموضح"، صيغة نراها في كثير من صفحات "فيسبوك" عن أطفال مفقودين أو تم خطفهم، ساهمت في عودة كثيرين منهم إلى ذويهم.

 المفقودون فى مصر لا توجد إحصائية بعددهم لتكون قاعدة بيانات تسهيل على الأهالي العثور على الأطفال، الذين يتم استغلالهم أحيانًا في أعمال التسول، فقط مبادرات لمنظمات المجتمع المدني للمساعدة في حل تلك الأزمة .

تنبهت الجهات المعنية بخطورة الأمر، فتم إطلاق تطبيق "نبتة مصر"، من قبل المجلس القومي للطفولة والأمومة، يساعد المواطنين على الإبلاغ بسهولة عن تعرض الأطفال للخطر، كذلك المفقودين، ليصبح الأول من نوعه، فكانت الأسر تعاني كثيرًا عند فقدان أبنائها، وتتجه في أغلب الأوقات إلى وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها شبكة كبيرة تضم العديد من الأشخاص،بوضع صورة الطفل على تلك المواقع وترك الأمر للآخرين إذا رأوا الطفل تواصله مع أهله لإعادته إليهم.

 اختصرت "الأمومة والطفولة" هذه المسافات وسهلت العملية من خلال تطبيقها الجديد الذي تسعى من خلاله للإبلاغ عن حالات تعرض الأطفال للخطر والمفقودين بالإضافة إلى خدمات الدعم والمشورة الأسرية للأم والطفل، مؤكدة على السرية التامة لبيانات المتصلين والمبلغين، فضلا عن اتاحة حزمة من المعلومات "الصحية، النفسية، القانونية، وإرشادات عن أساليب التربية الإيجابية التي تهم الأسرة.

وفيما يلي نعرض بعض القصص التي نجحت في العثور على ذويها من خلال صفحات "الفيسبوك".

في 2017، نُشرت صورة لأحد الأطفال، وتبنتها أحد صفحات الأطفال المفقودين التي أخذت على عاتقها محاولات إنقاذ هؤلاء الأطفال هي صفحة "أطفال مفقودة"، ولمدة 3 سنوات لم تفقد الصفحة الأمل في عثور أهل الطفل على صورته.

وبعد تلك السنوات، تواصل الأهل مع الصفحة الذين أكدوا لهم أنهم يبحثون عن الطفل منذ 5 سنوات، وأخبروهم بعلامة مميزة على جسد الطفل، وهو ما تأكد وجودها بالفعل من خلال دار الأيتام التي تبنت مكوثه فيها ريثما يعثر على أهله.

وبعد ذلك النجاح، كتبت الصفحة: "ساعدونا نرجع الأطفال لأهاليهم لأن حتى لما بيرجعوا بعد فترات طويلة بيكون علاقتهم ببعض فاترة و متوترة وبيحتاجوا وقت طويل عشان حياتهم تستقر من تاني، لأنهم بيكونوا نسيوا بعض و الصورة اللي في خيالهم عن بعض اتغيرت للأسف".

لا توجد إحصائية عن نسبة الأطفال المفقودة إلا أن أعدادهم التي نجحت مبادرات السوشيال ميديا في إعادتها لأهلها تقدر بالمئات من مختلف المحافظات مثل مبادرة أطفال مفقودة التي أعلن مؤسسها رامي الجبالي عن إعادة نحو 1880 طفلًا تائها إلى ذويه منذ تأسيس المبادرة في 2016 وحتى عام 2020.

من ضمن مميزات تطبيق "نبتة مصر" أيضًا أنه يساعد المواطنين على الإبلاغ بسهولة عن تعرض الأطفال للخطر، خاصة أن كثير من الأطفال يعانون من العنف سواء الأسري أو إجبارهم على العمل في سن صغيرة.

وفي تواصلنا مع الدكتور خالد حلمي، طبيب نفسي، أكد إن العنف ضد الأطفال من قبل الأهالي يؤثر بالسلب عليهم، وتكون النتيجة الإصابة بالأمراض النفسية، فالطفل المعنف يعاني من اضطرابات نفسية كبيرة تزيد كلما كبر في السن

بحسب أحدث إحصائيات منظمتي اليونيسيف واليونسكو هناك حوالي مليار طفل يتعرضون للإساءة سنويًا، وهو ما يعادل نصف عدد أطفال العالم، وذلك بحسب تقرير صدر عنهما خلال الفترة 2018 و2019

من ضمن خدمات تطبيق "نبتة مصر" أيضًا أنه يساعد الأطفال المعثور عليهم، الذين يكون لهم دورة حياة بعد استغناء الأهل عنهم، فكثير من الحوادث التي نقرأ عنها عن العثور على أطفال رُضّع في الشوارع ومقالب القمامة وأمام أبواب المستشفيات، وغيرها من الأماكن.

وتقول أمينة يسري، أخصائية اجتماعية في إحدى المستشفيات الحكومية، إن أول خطوة عند العثور على طفل الاتصال بعربة إسعاف، والتي تنقله إلى أقرب قسم شرطة لتحرير محضر بالواقعة، ثم نقله إلى مستشفى لكتابة تقرير طبي عن حالته الصحية، وإذا استدعى الأمر احتجازه في قسم المبتسرين فيكون له ذلك.

وتابعت "يسري"، في حديثها مع "الدستور"،: الخطوة التالية هو إحضار إذن من النيابة ليتم التواصل مع أقرب مركز لرعاية الأمومة والطفولة، فترسل عربة إسعاف أيضًا، ومرفق مع الطفل محضر استلام وتقرير طبي بالحالة، وفي المركز تستلمه الأخصائية الاجتماعية، وعقب إتمامه 9 أشهر تتسلمه الشئون الاجتماعية في وزارة التضامن الاجتماعي، ليتم تسليمهم إلى الملاجئ.

 

أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم الخميس الموافق  19 نوفمبر 2020 بيانا، أوضح فيه أن عدد الأطفال في مصر 39.2 مليـون طفل (20.3 مليون طفل بنسبة 51.7%، 18.9مليون طفلة بنسبة 48.3%) وذلك في يوليو 2020. وبلغت نسبة الأطفال في الفئة العمرية(0 – 4 سنوات) 31.9%، ويوجد نحو 152 مليون طفل في سوق العمل في الفئة العمرية "5 -17 سنة" منهم 73 مليون طفل يمارسون أعمالا خطرة.

رمضان
رمضان