رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا يستسلم .. كيف يتحرك نتنياهو لوقف تشكيل حكومة "التغيير"؟

نتنياهو
نتنياهو

هناك من يشعر بالارتياح، وربما بالفرح، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وشك الخروج من الحياة السياسية في إسرائيل، بعد أن نجح منافسه يائير لابيد (رئيس حزب يوجد مستقبل) في تشكيل حكومة تغيير بمشاركة نفتالي بينيت (رئيس حزب يمينا) وبدعم من منصور عباس (رئيس القائمة العربية الموحدة)، ومن المُرجح أن يتم التصويت على الثقة في الحكومة يوم الأربعاء القادم أو الاثنين الذي يليه.

وهو ما يعني أنه باقي من الزمن ثلاثة أيام وربما يتم تمديدها لأسبوع، وهذا وقت كبير في السياسية لحدوث أي شيء، وكبير جداً بالنسبة لنتنياهو أن يفعل كل ما هو ممكن من المناورات السياسية لعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة.

رغم المؤشرات بأن "حكومة التغيير" في إسرائيل باتت حقيقة، إلا أن هناك بعض الملاحظات التحذيرية، فلايزال هناك وقت ليُخرج نتنياهو أرنباً جديداً من قبعته وينهي كل شيء، فإبمكانه يسرق منشقاً من الطرف الثاني؛ أن ينقلب بينت مرة أُخرى، وهذه المرة على لابيد، أو أن يبرز شيء غير متوقع ولا يمكننا تخيله. 

4 تحديات في الطريق

هناك 4 تحديات قد تعطل تشكيل الحكومة الجديدة يمكن رصدهم على النحو التالي:

التحدي الأول:  يتمثل في عضو الكنيست من كتلة يمينا نير أورباخ الذي كان  يفكر في إعلان معارضته لحكومة بينت - لبيد رسمياً، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، وكان قبل بضعة أيام قد أعلن أنه سيقرر ما إذا كان سيبقى جزءاً من هذا الائتلاف أم سيستقيل من الكنيست. لكن بعد ممارسة ضغوط عليه من اليمين لا يزال متردداً، وفي إمكانه إفشال تأليف الحكومة، وقد يعلن قراره الأخير اليوم أو غداً.

التحدي الثاني: هو رئيس الكنيست ياريف ليفين من حزب الليكود وحليف نتنياهو، فقد يقوم بتأجيل دعوة الكنيست إلى عقد جلسة لأداء الحكومة القسم، بهدف منح فرصة أكبر لنتنياهو لاستمرار الضغوط على أعضاء الكنيست من كتلتيْ جدعون ساعر ونفتالي بينت وتشجيعهم على الانشقاق، والتصويت ضد الحكومة الجديدة.

التحدي الثالث:  له علاقة برئيس راعم منصور عباس. فكما وُجهت الانتقادات في وسائل الإعلام العبرية إلى الأحزاب اليهودية التي وقّعت اتفاقاً مع عباس، لكن هناك أيضاً انتقادات موجهة إلى عباس بسبب التنازلات التي قدمها في المفاوضات. من هذه الانتقادات تلك المتعلقة بالاعتراف بمستوطنات النقب، وعدم الحصول على تعهدات بإلغاء قانون كيمينتس [الذي يقيد  البناء في البلدات العربية]، والموافقة مع ميرتس على الدفع قدماً بحقوق المثليين.

التحدي الرابع: عودة التوتر داخل القدس والضفة الغربية، مع تصاعد التهديدات بنشوب اشتعال جديد بإمكانه أن يعرقل تشكيل الحكومة، فإذا نشبت موجة عنف، سيكون من الصعب تمرير الحكومة بدون خلافات بين أعضاءها فهناك من يقول أن عودة التوتر في الضفة والقدس يقف خلفه نتنياهو ليعرقل تشكيل حكومة.

وكان نتنياهو قد دعا إلى اجتماع عاجل بين كتلة أنصاره من الأحزاب الدينية وقادة مجلس المستوطنات للنظر في الخطوات الممكنة لمواجهة التحالف المتضافر ضده. وإذا لم يتحقق النجاح في الأيام المقبلة، فإن بنيامين نتنياهو ورفاقه سينتظرون أقرب فرصة لنشوب خلاف داخل معسكر المعارضين.

اشتعال داخلي وتحذيرات من العنف

خلال الأيام الأخيرة، وحتى موعد حلف اليمين، تزداد موجة العنف والتحريض والانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، وكان جهاز الأمن العام الشاباك قد أصدر بيان حذر فيه من تصاعد التحريض في الشبكات الاجتماعية بشكل غير مسبوق.

 وفي سياق متصل، قال الحاخام حاييم دروكمان من كبار الحاخامات في التيار الصهيوني المتدين، أن دعوته وزملائه إلى العمل ضد إقامة حكومة بينت لابيد لا تعتبر تحريضاً. وأكد أن علينا ان نقوم بكل ما يمكن القيام به بصورة ديمقراطية لمنع إقامة هذه الحكومة، موضحاً أن العنف الكلامي والجسدي مرفوض تماماً.

وكان النائب عن حزب يش عاتيد رام بن باراك اعتبر أن هناك أياماً صعبة ستمارس خلالها ضغوط كبيرة في إطار محاولات لإحباط تشكيل حكومة التغيير. 

من المقرر أن تتشكل الحكومة بقيادة يائير لابيد رئيس حزب يوجد مستقبل، وشريك لابيد الرئيسي هو السياسي القومي نفتالي بينيت الذي سيتولى رئاسة الوزراء أولاً في إطار اتفاق مقترح لتناوب المنصب بينهما. وسيكون الإئتلاف الذي سيشكلاه مكوناً من أحزاب صغيرة ومتوسطة بما يشمل للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل الحزب الممثل للأقلية العربية التي تشكل 21 بالمئة من سكان إسرائيل.

وستكون الحكومة الجديدة، التي لم تعرض على الكنسيت بعد لنيل الثقة، خليطاً غير متجانس من الأحزاب اليسارية والليبرالية واليمينية والقومية والدينية بالإضافة إلى حزب إسلامي عربي وذلك لأول مرة في تاريخ إسرائيل.