رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الروم الملكيين» في مصر يحتفلون بالأربعاء الثاني بعد العنصرة

 الكنيسة الرومية
الكنيسة الرومية الملكية بمصر

تنظم الكنيسة الرومية الملكية بمصر، اليوم، احتفالات الاربعاء الثاني بعد العنصرة، ويقرأ المسيحيون الروم الملكيين في مصر، عدة قراءات روحية على مدار اليوم كالآتي رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 25-13:4، و إنجيل القدّيس متّى 23-21:7.

 

- العظة في كنيسة الروم الملكيين

وتأتي عظة القداس اليوم، من تأملات وأقوال وعظات القدّيسة تيريزيا الآبِليّة لتي عاشت في الفترة (1515 - 1582)، وهي راهبة كرمليّة من كتاب القصر الباطنيّ، تحت شعار «لَيسَ مَن يَقولُ لي: يا رَبّ، يا رَبّ! يَدخُلُ مَلَكوتَ ٱلسَّمَوات، بَل مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات».

وقالت:" عندما يعطينا الله نعمة، فإنّها تساعدنا بصورة خصوصيّة على أن نبحث عنه في داخلنا. وفي الواقع، فإنّنا نستطيع أن نجد الله في ذواتنا، بطريقة أفضل ومفيدة أكثر من أن نجده في المخلوقات الأخرى. هناك، أي في ذاته، عثر عليه القدّيس أوغسطينس، كما روى لنا، بعد أن بحث عنه في أماكن متعدّدة. غير أنّه علينا ألاّ نعتقد أنّنا سوف نستطيع أن نعثر عليه من خلال التفكير البسيط، واعتبارنا أنّ الله هو في داخلنا، أو في استخدامنا لخيالنا، كي نتخيَّله في ذواتنا. هذه الطريقة جيّدة، وهي وسيلة رائعة للتأمّل، مبنيَّة على حقيقة، وهي أنّ الله موجود في داخلنا. ولكن ليست هذه هي الوسيلة المقصودة، تلك التي بمتناول أيًّا منّا، بفضل الربّ طبعًا! أمّا ما أعنيه، فهو مختلف إذ أنّه في بعض الأحيان قبل أن نبدأ بالتفكير في الله، نجد أنفسنا داخل "قصرنا الباطنيّ" بدون أن نعرف كيف دخلنا".

واضافت: “هذا التأمّل الفائق الطبيعة ليس منوطًا بإرادتنا، بل يتمُّ عندما يريد الله أن يعطينا هذه النعمة. وأنا واثقٌ أنّ الربّ يمنحه إلى الأشخاص الذين يتخلّون عن الأمور الدنيويَّة على الأقل في رغباتهم.،هؤلاء الناس، يدعوهم الله بطريقة خاصّة جدًّا إلى الحياة الباطنيَّة؛ فإذا ما تجاوبوا مع دعوته لهم، لا يكتفي بمنحهم هذه النعمة بل يرفعهم إلى مستوى أسمى".

وتابعت: “ليسبّحوا الربّ كثيرًا، لأنّه عدلٌ وحقّ أن يعترفوا بهذه النعمة، وبالشكر والاعتراف يصبحون على استعداد ليتلقّوا دائمًا المزيد من النعم. لأنّ التأمّل هو استعداد للإصغاء إلى الله، لذلك على النفس أن تتجنّب الكلام لكي تتنبّه لعمل الربّ فيها، وعلى ما يبدو لي، أنَّ من يقلّل من التفكير والعمل، في هذا العمل الروحي، ينال نتيجةً أفضل. فكلّ ما علينا فعله هو الوقوف كالمحتاجين في حضرة ملك ثريّ وقدير، نرفع أصواتنا لنسأله طلباتنا، ونخفض أنظارنا وننتظر متواضعين. وعندما نشعر بأن الله، بطرقه الخفيَّة، يفهمنا أنّه يصغي إلينا، من المستحسن عندها أن نلزم الصمت لأنّه سمح لنا بالاقتراب منه".

- تذكار نيكيفورس المعترف 

كما تحتفل الكنيسة اليوم أيضا، بتذكار القدّيس نيكيفورس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينيّة، و الذي ولد في القسطنطينيّة حول سنة 758، خلف أباه في المناصب الكبرى في البلاط الإمبراطوري، وبهذه الصفة حضر المجمع المسكوني المنعقد سنة 787 في نيقية. انقطع إلى الله على سواحل البوسفور، ثم استدعاه الإمبراطور قسطنطين الملقب "بالمولود على الارجوان" وعيّنه مديراً لمستشفى الفقراء في العاصمة. 

وعند وفاة البطريرك القدّيس تراسيوس، دعاه الجميع أن يخلفه فقبل مرغماً سنة 806. وعندما اعتلى العرش الإمبراطوري لاون الأرمني محطّم الإيقونات، حطّ البطريرك عن كرسيه ونفاه سنة 815 إلى سكوتاري، حيث انتقل إلى الله بعد شتى الآلام في مثل هذا اليوم من سنة 829، ثم نقل رفاقه إلى القسطنطينيّة في عهد البطريرك القدّيس مثوذيوس سنة 847. والكنيسة تعيد لنقل الرفات هذا في 13 آذار.

 

- تاريخ كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

 هي كنيسة كاثوليكية شرقية مستقلة مرتبطة في شركة تامة مع الكنيسة الكاثوليكية في روما بشخص رئيسها البابا.

الموطن الأصلي لهذه الكنيسة هو الشرق الأوسط، وينتشر اليوم قسم من الروم الكاثوليك في بلاد المغترب، شأنهم في ذلك كشأن باقي مسيحيي الشرق. أمّا اللغة الطقسية الليتورجية لهذه الكنيسة فهي اللغة العربية.

لدى كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك درجة عالية من التجانس العرقي، حيث تعود أصول الكنيسة في الشرق الأدنى، خصوصًا في سوريا ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. ينتشر الروم الملكيين الكاثوليك حاليًا في جميع أنحاء العالم بسبب الهجرة المسيحية والاضطهادات.