رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بندّن فى مالطا!

في الوقت الذي تبذل الدولة والمسئولون فيها قصارى جهدهم للحفاظ على أمننا المائي، سواء على الصعيد السياسي الخارجي، وكل ما يجري من مباحثات ومفاوضات بشأن سد إثيوبيا وسنوات ملئه، أو ما يتم داخليًا من عمليات تطهير، وتطوير، وتبطين للترع، وإنشاء محطات لتحلية مياه البحر، وأخرى لإجراء المعالجة الثلاثية لمياه الصرف ومن ثم إعادة استخدامهما، وما سيترتب على ذلك كله من أعباء مالية إضافية، قررت الدولة تحملها من أجل طمأنة مواطنيها والحفاظ عليهم، نري البعض من أبناء جلدتنا "مع الأسف" يتفننون في فعل كل ما من شأنه إهدار كميات هائلة من المياه الصالحة النقية، برشها في الشوارع والأرصفة، وأسفل المنازل والعمارات، وأمام المحال التجارية، وعلى قارعة الطرقات، (ولسه الصيف ماجاش) إضافة لعشرات "الجرادل" من المياه النقية، تسكب على الأرض يوميًا أثناء غسيل السيارات، في الوقت الذي يعاني فيه بعض أهلنا في الريف، من نقص في مياه الشرب بداخل نجوعهم وقراهم!

إن جولة بسيطة لن تزيد مدتها على نصف ساعة بأي من أحيائنا الشعبية، ستكون كفيلة تماما وكافية لنقول إننا بالفعل بندّن في مالطا!

منظر المياه وااندفاعها من أفواه الخراطيم أمام المحلات، أو ارتطام ما تحويه الجرادل بجوانب وأبواب السيارات، ثم سريانه بعد ذلك على الأرض،  مستصرخًا لكل من كان له قلب أو بضع ذرات من ضمير،  بأن أوقفوا هذه المهزلة، واتخذوا من الإجراءات أشدها لردع أولئك العابثين، المسرفين، والمبذرين!

يقولون اإن من أمن العقاب أساء الأدب، فلماذا يترك هؤلاء بدون عقاب؟ 

أين دور مسئولي الأحياء ورؤسائها؟ وأين دور أجهزة الإعلام من قبلهم ؟ أين حملات التوعية؟ 

لماذا لا ننبه هؤلاء إلى أن سلوكهم المنبوذ هذا، يهدر قرابة ٣٥% تقريبًا من إجمالي المياه الصالحة للاستعمال الآدمي،  وهو ما يخرج بهم من دائرة العبث ليرقي إلى حد الجريمة.

لنرشدهم إذا وننبههم إلى أنه إذا كان منع المياه عداوة، فإن رش المياه و إهدارها بهذه الكيفية جريمة!

ننبههم لنقيم عليهم الحجة أمام الله أولاً ثم أمام أنفسهم، ونبقي عملنا اللي علينا!

متر المياه الواحد "على حد علمي المحدود" يكلف الدولة ١٦٥ قرش تقريبًا، يحصل عليه المواطن ب٤٥ قرشًا فقط!
أي أن الدولة تدعم كل متر من مئات الأمتار المهدرة يوميًا على أيدي هؤلاء بـ ١٢٠ قرشًا،  نحن في أمس الحاجة لتوفير كل قرش منها من أجل دعم المشروعات، وتثبيت دعائم الدولة وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها، الذين من بينهم " للأسف" بعض أولئك الذين يظلمون أنفسهم بإسرافهم، ويسيئون لوطنهم وأهله، بإهدارهم للمال العام وللمياه التي جعلها الله أهم أسباب الحياة .
حفظ الله مصر وأهلها وأعان قائدها وزعيمها.

قائد جمع الحق والإيمان.